|
القاموس القرآنى:( كبر) ومشتقاته ( 6) (الكبر) بمعنى الشيخوخة
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 01:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة : حقائق عن الانسان : 1 ـ في عالم البرزخ خلق الله جل وعلا الأنفس البشرية معا ، انبثقت من نفس واحدة ، قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (98) الانعام ) . كل نفس فيها ( مستقر ) لمن سبقها من أجداد، وفيها مستودع لمن سيأتى بعدها من أحفاد . في الدنيا كل نفس تدخل جنينها في الموعد المحدد لها سلفا ، وتخرج من الرحم نفسا ترتدى جسدا ، وتحمل معها المدة المحددة لها لتعيش في هذا العالم ومعها كتاب اعمالها . أي يبدأ حساب عُمر الانسان بالعدّ التنازلى ، إذا كان مقدرا له أن يعيش في هذه الدنيا 70 عاما ، فيبدأ العدّ التنازلى بأول ثانية يخرج من بطن أمّه ، يكون بقى له من عمره 7ه عاما إلا ثانية. يتآكل عمره بمرور كل ثانية أو دقيقة الى ان يأتي ( الأجل ) أي الوقت المحدد لموته فيكون قد ( وفّى ) كتاب عمره ، قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر ). إذ أن لكل أجل كتابا ، قال جل وعلا: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً )(145) آل عمران). مع كتاب ( العُمر ) يحمل الانسان معه كتابا آخر هو كتاب أعماله . كل ثانية تنزل من كتاب عمره تسقط مسجلة وقتها في كتاب عمله . تخيل معك كوبين، أحدهما ملىء ( وهو العمر المحدد لك سلفا )، وألاخر تتسلمه فارغا ، وكل ثانية تنزلق من كوب عُمرك تنزل في كوب عملك. بالموت ( يتوفّى ) كتاب عملك فارغا ، تكون قد وفيت عمرك وأتممته ، وبالموت أيضا تكون قد (وفّيت ) كتاب عملك بامتلاء كتاب عملك وإغلاقه ، وأيضا تكون قد وفيت رزقك والمصائب المقدرة عليك سلفا . وبهذا يكون الموت ( وفاة ) . هذه مقدمة تربط الشيخوخة أو الكبر في السّن بموضوع الكافرين ( الشيوخ ) المستكبرين . ( الكبر ) ( بكسر الكاف وفتح الباء ) هو في ( السّن ) أو ( العمر ) فليس في الإسلام ( شيخ ) في الدين . أولا : ( الكبر / الشيخوخة ) آخر مرحلة في حياة الانسان : قال جل وعلا 1 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) (5) الحج ). الأصل هو التراب ( في خلق آدم ) ثم التكاثر من نطفة: ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم ). ( المنى والبويضة ) جاءت من غذاء أتى من طعام أتى من ( تراب الأرض ).! تنمو العلقة وتتحول الى مضغة تنقسم الى نوعين ( الحبل الذى يمد الجنين بالغذاء ) وينمو الجنين الى أن يخرج طفلا في الموعد أو الأجل المسمى المحدد له . يبلغ الطفل مرحلة الشباب ، وقد يتوفى ، وقد يبلغ من الكبر عتيا أو الى أرذل العمر شيخوخة يفقد فيها ذاكرته ، أي يرجع ضعيفا جسدا وذاكرة بما يشبه الطفولة . 2 ـ ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) المؤمنون ). هنا إضافات في وصف الرحم ( قرار مكين ) وفى تحول المضغة من لحم الى عظام ثم كسوة العظام لحما ، ثم تحوله الى خلق آخر حين يتم نفخ النفس فيها ويصبح الجنين إنسانا ، ثم يخرج للحياة ثم يموت ، ثم البعث يحمل معه كتاب أعماله الذى خرج به من الدنيا .!. 3 ـ ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل).هنا حديث عن أرذل العمر حيث الزهايمر .. 4 ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم ). هنا مراحل حياة الانسان ، من ضعف الطفولة الى قوة الشباب ثم عودة الضعف بالشيخوخة . ثانيا : ( الكبر ) في القصص القرآنى في قصة إبراهيم عليه السلام : 1 ـ في شيخوخته رزقه الله جل وعلا بابنيه إسماعيل ثم إسحاق ثم عاش حتى رأى حفيده يعقوب ( إسرائيل بن إسحاق ) وقال حمدا لربه جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿ابراهيم: ٣٩﴾. 2 ـ وفى شيخوخته زارته الملائكة متجسدة صورة بشرية فبشروه وزوجه بمولود هو إسحاق ثم يلد يعقوب ، قال لهم : ( أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿الحجر: ٥٤﴾. 3 ـ الكبر يعنى الشيخوخة . قال جل وعلا : ( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) هود ) . في قصة يوسف عليه السلام : 1 ـ ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿يوسف: ٧٨﴾. هذا ما قاله أُخوة يوسف له وهم لا يعرفونه ، قالوا عن ابيهم يعقوب (إسرائيل ) إنه شيخ كبير . 2 ـ ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّـهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّـهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿يوسف: ٨٠﴾. الأخ ( الكبير ) من اخوة يوسف تكلم نادما . هنا ( كبير ) بالنسبة لإخوته ، لذا لا يقال هنا شيخ كبير. في قصة موسى عليه السلام : ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴿القصص: ٢٣﴾. الفتاتان اضطرتا الى العمل في الرعي لأن أباهما ( شيخ كبير ) في قصة زكريا عليه السلام : 1 ـ ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّـهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿آل عمران: ٤٠﴾ 2 ـ ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿مريم: ٨﴾. الكبر عتيا يعنى الشيخ الكبير ( الكبر ) في التشريع ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿الإسراء: ٢٣﴾ هذا في الاحسان للوالدين . ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ) ﴿النساء: ٦﴾. هذا في حفظ أموال اليتامى حتى يكبروا . ( الكبر ) في الوعظ ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿البقرة: ٢٦٦﴾. هنا مثل رائع لمستبد أمضى حياته عاصيا ظالما حتى الشيخوخة ، لا يستطيع إصلاح ما مضى وليس له ووقت للتوبة النصوح التي تعنى ردّ المظالم . ختاما : ( عذاب الحريق ) هناك حرق وحريق في الدنيا بالنار . حاول قوم إبراهيم عليه السلام حرقه . قال جل وعلا : 1 :( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) إبراهيم ) 2 : ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنْ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) العنكبوت ). 3 ـ وقال موسى للسامرى عن صنم العجل ( وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97) طه ) 4 ـ وقال جل وعلا عن قتل أصحاب الاُخدود حرقا : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) البروج ). ثم هناك حرق وحريق في جهنم . قال جل وعلا : 1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) البروج ) هذا عقاب من يقوم بإكراه المؤمنين في دينهم . 2 ـ ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران ) هذا عقاب الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا . هم كانوا وهم لا يزالون .! 3 ـ ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الانفال ). تبشر ملائكة الموت الكفار بعذاب الحريق .! 4 ـ ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج ) الله جل وعلا يبشّر المستكبرين الذين يجادلون في القرآن الكريم بكل جهل بالخزي في الدنيا وعذاب الحريق في الآخرة . 5 ـ ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)الحج). بيننا وبين أصحاب الأديان الأرضية خصومة ، ليست سياسة أو مالية أو حول مصاهرة أو أي مصالح . فليست بيننا في الأصل علاقات شخصية . خصومتنا موضوعية ، موضوعها رب العزة جل وعلا ، أو كما قال رب العزة جل وعلا ( اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) . هم يرون ربهم لا يملك يوم الدين إذ تتكاثر الشفعاء الذين يبدلون أقواله يوم الدين ، وهم يرون كتابه ( القرآن الكريم ) ناقصا يحتاج الى البشر ليكملوه بأحاديثهم ، ويرونه غامضا يحتاج الى البشر ليفسّروه ، ويرونه لا ينفع تشريعا فيحتاج الى البشر ليلغوا أحكامه ويبطلوها بزعم ( النسخ ) . لا يكتفون به جل وعلا ربّا وإلاها فيقدسون معه البشر والحجر . نحن نؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها وربّا ووليا وشفيعا ونصيرا ، وهو نفس إيمان النبيين عليهم السلام . ونؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا . في خصومتنا في الدين نحن ننتظر الحكم علينا وعليهم يوم الدين أمام مالك يوم الدين . ومالك يوم الدين أكّد أن الذين كفروا مصيرهم عذاب الحريق ، وأن الذين آمنوا الذين اهتدوا الى القرآن ( الطيب من القول والصراط الحميد ) هم أصحاب الجنة . لمجرد التذكرة : 1 ـ عذاب النار الدنيوية مؤقت ، ينتهى بإغماء بلا إحساس ثم موت. عذاب الحريق في الآخرة خالد ومستمر ، لا تخفيف فيه ولا خروج منه . 2 ـ أنت في هذه الدنيا لا تستطيع أن تقبض على جذوة مشتعلة بالنار دقيقة واحدة ، فكيف بمن يكون خالدا في عذاب الحريق . 3 ـ هنا نفهم وعظه جل وعلا مقدما بالايمان بالقرآن وحده حديثا قبل أن يحلّ أجل الموت ، قال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف ). 4 ــ ودائما : صدق الله العظيم .!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 5 ) : المستكبرون في الن
...
-
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته : ( 4 )
-
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 3 )
-
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته :( 2 )
-
القاموس القرآنى : ( كبر ) ومشتقاته ( 1 )
-
تدبر قرآني لأوامر الصبر للنبى محمد عليه السلام
-
أكابر المجرمين عام 825 : (3 ) المقريزى شاهدا على العصر
-
أكابر المجرمين عام 825 : (2 ) المقريزى شاهدا على العصر
-
أكابر المجرمين عام 825 : (1 ) المقريزى شاهدا على العصر
-
( برسباى ) من طفولته في القوقاز الى أن صار من أكابر المجرمين
...
-
أكابر المجرمين يتصدرون العناوين
-
الردُّ على تعليقات على المقال السابق ( عن القراءات المزعومة
...
-
عن القراءات المزعومة للقرآن الكريم
-
صفعة على قفا المطالبين بتطبيق الشريعة الشيطانية
-
السلطان المملوكى المتدين ( المؤيد شيخ ) الذى كان من أكابر ال
...
-
أكابر مجرمى مصر المملوكية يهزمون أكابر مجرمى قبرص عام 829
-
أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (3 )
-
أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (2 )
-
أكابر المجرمين في طاعون عام 833 (1 )
-
موت السلطان برسباى وتولى ابنه يوسف
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|