مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 20:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي لمقر هيشة الحشد الشعبي أثارت الكثيرمن ردودالافعال المتباينة,حيث تنوعت التحليلات حول مغزاها,اغلب الاراء ذهبت الى انه لايختلف عن من سبقه من رؤساء حكومات,وانه فعل ذلك ارضاءا لايران,وتعبيراعن شكره لدورها في توصيتها لاتباعها من النواب بتمريركابينته الوزارية,وكلام اخركثيرنسج على هذا المنوال
وتعليقا على ذلك أود القول:-أن من ادعى ذلك وصدق هذه الاراء,لايفهم في اصول ومبادئ العمل السياسي,والذي يتطلب دبلوماسية وبراغماتية,لايجيدها الا رجل السياسة المحترف,فالسيد الكاظمي لازال في ايامه الاولى في السلطة,وهوأصبح حاكما نتيجة موافقة البرلمان,ونظام الحكم في العراق ديموقراطيا,وان الحشد لازال يعتبرمؤسسة دستورية اعترف بها البرلمان واصبحت احد اجهزة الدولة الرسمية,ولايمكنه في اية حال ان يتجاهلها,ثانيا من المؤكد ان ماصرح به للاعلام لايمثل كل مادارمن حديث,بل ان المهم هو تفاصيل الاجتماع وما طلبه او املاه على قادة الحشد, عندما اعلن انه سيحمي الحشد,ولااحد تسائل,يحميهم من من؟أي أنه ربما نقل لهم تهديدا من قبل القيادة الامريكية,بتصفيتهم,أن حاولوا التعرض لقواعدهم في العراق,وتلك مسألة بديهية,وهم يعلمون ان الامريكان قادرون على الحاق اكبرالاذى بهم,ولذلك ربما اخذ تعهدا منهم بالولاء للحكومة وعدم التصرف,بغيرموافقة القائد العام للقوات المسلحة ريثما يعدل قانون الحشد,ويدمج مثلا بالقوات العراقية النظامية,أي مجرد حفظ ماء الوجه,وذلك من متطلبات العمل السياسي الناجح.
اضافة الى ان الظرف هو في صالح استرضاء الحشد لأني اعتقد انه نسق معهم على حملة اسود الصحراء والتي بدأت بعد اجتماعه بهم مباشرة,وهو في حاجة لهم لاكمال تطهيرالمناطق التي عاد اليها الدواعش وبدأوبالتعرض الى القطعات العسكرية والمدنيين منها,كما انه ليس كل الحشد موالون لايران,بل هناك تشكيلات كثيرة موالية لمرجعية النجف,وليس لها اية علاقة بايران,وهناك لازالت بعض الفصائل تعلن عن رفضها لتوليه السلطة وتتعهد بمحاربته,وهو بذلك نجح في دق اسفين بينهم وبين حشد المرجعية العراقية
المهم ان هناك اعتبارات كثيرة تدفع الى التأني والتريث في الحكم على توجهات واجندات السيد الكاظمي,والذي يعتبر,أول شخصية سياسية حقيقية تتولى قيادة السلطة التنفيذية بعد 2003
ولأن السياسة تسمى فن الممكن,فهو يتعامل مع الامر الواقع ويخطو بشكل مدروس ,حتى يصل الى تنفيذ الاهداف والقرارت المهمة التي وعد الجماهير الثائرة بتحقيقها تلبية لمطالبهم
واخيرا,والمهم في الامر,ان السيد الكاظمي لم يأتي من منظومة الاحزاب الدينية,أو,أي من عصابات الحكم ,والتي ثار الشعب ضدها,ولم يصل الى هذا المنصب العالي نتيجة ترشيح المنظومة السياسية المتسلطة على رقاب الشعب,بل اجبروا على تمريره في البرلمان على مضض,لأنه لم يعد لديهم خيارا اخر, نتيجة ثورة الشعب,على النظام السياسي الفاسد,وان الجماهيرالتي اجبرت السيد عبد المهدي على الاستقالة,لازالت قادرة على اجهاض اي مشروع سياسي لايلبي كل مطالبها,أومعظمها,ولذلك فلا اعتقد ان هناك اي احتمال لبقاء هذه السلطة الحاكمة ,أو اي من رموزها,وتلك مسؤولية السيد الكاطمي,والمدعوم حسب رأيي من كل مراكز القوى المؤثرة في العالم,لأن قضية العراق ليست,مجرد مشكلة وطنية محلية,والكل يعلم ذلك
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟