شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 17:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من قبضة الخبث إلى قبضة الموت : الهيمنة الإمبرياليّة و كوفيد - 19 و فقراء العالم المحكوم عليهم بالبؤس
ريموند لوتا – جريدة " الثورة " عدد 646 ، 4 ماي 2020
https://revcom.us/a/646/from-vise-grip-to-death-grip-en.html
مع إنتشار وباء كوفيد -19 عبر العالم ، شهد إقتصاد العالم إنكماشا . و مع تصاعد العذاب و الموت عبر الكوكب جرّاء الفيروس ، جاءت إجابة النظام الإمبريالي العالمي ، و الإمبريالية الأمريكيّة بوجه خاص ، كما كانت على الدوام : العمل على الحفاظ على السير المربح و مصالح الإمبراطوريّة ...بالرغم من التداعيات الأكثر فظاعة حتّى ، لا سيما في البلدان المضطهدَة .
و إليكم أمثلة أربعة من أنحاء مختلفة من " جنوب الكوكب " حيث تعيش الغالبيّة الساحقة من الإنسانيّة المضطهَدة وتشتغل:
الحالة الأولى : إصدار سفير الولايات المتّحدة تحذيرا أخيرا للحكومة المكسيكيّة فحواه أنّه يجب إبقاء المصانع التابعة للشركات الصناعيّة للولايات المتّحدة ألمريكيّة مفتوحة الأبواب و إلاّ سيتمّ نقلها إلى أماكن أخرى
على مقربة من حدود الولايات المتّحدة ، في المكسيك ، تشغّل المصانع التي تملكها الولايات المتّحدة و المعامل بعقود ماولة فرعيّة مئات آلاف العمّال المكسيكيّين . و تنتج هذه المصانع الحواسي و الطائرات و أجزاء من السيّارات و أجهزة التلفاز و أدوات كهربائية أخرى ؛ غالبيّتها العظمى موجّهة لسوق الولايات المتحدة . و معدّل أجور العماّل يساوى 1 من 9 من أجور عمّال المصانع في الولايات المتّحدة ، هذا علاوة على أنّ حماية العمل و البيئة في أدنى المستويات .
و مع ظهور فيروس كرونة و إنتشاره في هذه المصانع و غيرها من الأماكن ، و سقوط العمّال مرضى و موتى و هم يعملون ، و مع ندرة إجراء تحاليل لإكتشاف الفيروس – أمر وزير الصحّة المكسيكيّ بإغلاق هذه المؤسّسات . و كان ذلك أدنى إجراء حماية يتذخذ . لكن بالنسبة للإمبرياليي الولايات المتّحدة فكان ذلك أمرا غير مقبول و عمل إجرامي . و كما روت ذلك جريدة " النيويورك تايمز " ، لا يعود الأمر إلى أنّ هذه المصانع تنتج سلعا أو تقدّم خدمات أساسيّة لرفاه الشعب المكسيكي ؛ مجدّدا ، معظم المنتوجات تصدّر . إلاّ أن حكومة الولايات المتّحدة إعتبرت ذلك المنتوج " أساسيّا " ل ... الولايات المتّحدة ! و مرّة أخرى ، أجهزة التلفاز ، و أقلام شربي و محرّكات الطائرات التابعة لصناعة الخطوط الجوّية للولايات المتّحدة هي التي تعرف تقلّصا حادا في عمليّاتها !
سرّ قذر صغير : أرباح سلاسل التزويد / التموين الإمبرياليّة (*) ترتهن بتواصل حركة خطوط التجميع العالميّة ... و تتطلّب القدرات الإسترااتيجيّة لالآلة العسكريّة / آلة القتل التابعة للولايات المتحدة و جهاز أمنها تزويدا مضمونا بقطع الغيار ... و القوّة التنافسيّة لرأس مال الولايات المتّحدة ترتهن بالإنتاج المعوّل على إنتاج منخفض التكاليف / فعّال – و هذا بالأخصّ مع إعادة إنطلاق الاقتصاد الصيني ليشهد تطوّرا كبيرا ، و تمتّع الإمبريالية الصينيّة بإستعداد كامل تنافسيّ معيّن صلب الاقتصاد الإمبريالي العالمي المدمّر .
و هكذا فإنّ هذا التهديد من طرف سفير الولايات المتّحدة ردّا على إنشغال الحكومة المكسيكيّة بإنتشار كوفيد – 19 في صفوف عمّال المصانع ..." لن يكون لديكم " عمّال " إذا أغلقتم كافة المصانع و نُقلت هذه المصانع إلى أماكن أخرى ". بكلمات أخرى ، أنتم ( المكسيك ) إمّا أن تعيدوا فتح المصانع ، و إمّا نحن ( الولايات المتّحدة ، بشركاتنا العابرة للحدود) بوسعنا ببساطة سحب الرهانات و ترك إقتصادكم يغرق حتّى أكثر . و هذا بالمناسبة جزء من المنطق الجاري به العمل و جزء من الإبتزاز الذى تمارسه سلاسل التزويد / التموين الإمبريالية . و ظلّت المصانع المكسيكيّة مفتوحة البواب .
و وصفت جريدة " النيويورك تايمز " هذا الإنذار الأخير بأنّه مثال عن " العلاقة اللامتساوية " بين أمريكا و المكسيك . و يمكن أن نكون أكثر دقّة فنقول إنّ هذا إستعمار جديد وحشيّ . و إحفظوا هذا المعطى في أذهانكم : السواد الأعظم من المصابين بكوفيد – 19 في المكسيك هم عمّال المصانع .(1)
الحالة الثانية :الموضة السريعة و المعامل الهشّة و كوفيد-19 في بنغلاداش
يعيش و يشتغل حوالي 401 مليون عامل ، 85 بالمائة منهم من النساء ، في أوضاع مزرية لصناعة النسيج في بنغلاداش. إنّهم ينتجون الأقمصة و الفساتين و السراويل لشركات من مثل ولمارت و تارغت و هاش أن أم ، و شركات بيع بالتفصيل غربيّة أخرى . و حوادث الشغل الصناعيّة و الحرائق و إنهيارات المباني ( أكثر من ألف شخص هلكوا في مثل هذه الإنهيارات سنة 2013) ، و التجاوزات الجنسيّة شائعة في هذه المصانع المنخفضة التكلفة و الخاطفة للحياة . و كلّ هذا يمضى نحو " الموضة السريعة " (2) الموسميّة .
إقتصاد بنغلاداش وقع تحريفه و تشويهه لخدمة مصالح الإمبرياليّة : 80 بالمائة من مداخيل صادراته تتأتّى من صناعة النسيج ؛ فهي محرّك " النموّ " افقتصادي في بنغلاداش ؛ و البلد عرضة بدرجة كبيرة للتضرّر من الهزّات الإقتصاديّة القادمة من البلدان الإمبرياليّة ( على غرار إنتكاسة 2008-2009 ). هناك سيف على رقبة صناعة النسيج : إذا لم تستجب مصانع النسيج هذه و لم تواصل تخفيض سعر الكلفة الإنتاج المطلوب ، بوسع الباعة الغربيّين أن يمضوا عقود مع مزوّدين آخرين من بلدان فقيرة أخرى . هذه هي سياسة دفع الواحد ضد الآخر الجاري بها العمل لدي سلاسل التزويد الإمبريالي . و تخفيض الكلفة و الرفع من نسبة الرباح ... و جميع هذا قائم على الإستغلال الوحشيّ لأقصى الحدود . هذه هي القاعدة حتّى قبل إنتشار الكوفيد – 19.
مع قساوة ضربات الوباء و غلق مغازات البيع في الولايات المتّحدة ، أوقفت الشركات الغربيّة بشكل مفاجئ طلبات تزويد تقدّر بمليارات الدولارات . و كانت النتيجة إغلاق جزء كبير من صناعاة النسيج و غيرها من الصناعات أبواب المصاانع في بنغلاداش . و بالتالى تمّ تسريح ملايين العمّال ،و أغلبهم نساء من المناطق الريفيّة . و تقريبا ، رفع كافة باعة التفصيل من ذوى العلامات التجاريّة الكبرى المساهمة في تكلفة أجور جزئيّة للعمّال الغضبين ، كما ينصّ على ذلك القانون في بنغلاداش . وعاد سبعون بالمائة من هؤلاء العمّال على منازلهم دون الحصول على أجورهم . (3) و الكثير منهم دون علمهم ، كانوا يحملون معهم فيروس كورونا إلى قراهم .
لكن الغلق كان ظرفيّا . فالمجمّعات و مصانع النسيج التي يملكها منافسون في كمبوديا و الصين و سيرى لانكا و الفتنام ( وهي أيضا جزء من سلاسل التزويد الغربيّة ) أعادت فتح أبوابها . و إن لم تجد المصانع في بنغلاداش طرقها الخاصة لتنطلق من جديد ، فإنّ الطلبات قد تُخسر بصفة دائمة . و هكذا يشاهد شبح مئات آلاف عمّال النسيج المتنقّلين بين داكا ( عاصمة بنغلاداش أين تتركّز صناعة النسيج ) و قراهم الريفيّة – و العديد منهم يسافرون على أقدامهم . و لنقتبس من " الأكونومست / الاقتصادي " هذه الكلمات : " تتركهم المصانع في وضع إحتضار في الأحياء الهشّة الفقيرة – التي صارت الآن مراكز إنتشار فيروس كورونا في البنغلاداش ".
هذا إضافة إلى أنّ في إحدى المحافظات الأفقر في داكا أين تركّزت مصانع النسيج ، 150 من 160 تحليل كوفيد -19 أجريت في يوم واحد و كانت حصيلتها إيجابيّة . و بنغلاداش التي يعدّ سكّانها 170 مليون نسمة لا تملك غير ألف سرير للرعاية الصحّية المكثّفة .(4)
الحالة الثالثة : مدن الصفيح التي أفرزتها الإمبرياليّة ... أحزمة نقل للكوفيد- 19
مع تراجع في الرسم البياني لتطوّر الحالات الجديدة لكوفيد – 19 في البلدان الثريّة ، تمثّل الأمم الفقيرة الآن البلدان حيث تنمو حالات العدوى بالكوفيد – 19 بأكبر سرعة .
و من أهمّ أسباب ذلك ما سمّاه بوب افاكيان " عمليّة إنشاء مدن صفيح بالعالم الثالث ". و يحيل هذا على التمدين القاصم للظهر في البلدان المضطهَدة : نموّ يشبه الفقاقيع في كثافة السكّان و المدن الفقيرة و مدن الصفيح أين تنتشر الأمراض إنتشارا سريعا .
إلى ماذا يُعزى هذا النموّ غير المسبوق للمدن و المدن " الضخمة " في ما يسمّى بالعالم الثالث ؟
إنّ الأعمال الزراعيّة و الإستثمارات في المواد الأوّليّة و الإستيلاء على الأراضي في المناطق الريفيّة قد دمّرت فلاحة معاش الفلاّحين . و مناطق سيرورات التصدير الإمبرياليّة التي تنتج البضائع لأجل البلدان الغنيّة تجذب النازحين نحو المدن. و ارتفاع حرارة الكوكب ، الناجم بصفة غالبة عن إستخدام البلدان الغنيّة للوقود الإستحاثي ، قد حوّلت الأرض التي كانت تزرع قبلا و تخصّص للمراعى إلى صحراء . و هذه العوامل و غيرها قد دفعت عشرات الملايين و الملايين إلى خارج المناطق الريفيّة نحو المدن . لكن إقتصاديّات البلدان المضطهَدة شوّهتها الإمبريالية تشويها كبيرا ..ز إلى درجة أنّه ليس بوسعها أن تستوعب الناس و تشغّلهم بصورة قارة .
و من المكان الذى توجدون فيه ، فكّروا في هذه الفقرة المقتبسة من دراس أكاديميّة : " يعيش 1.2 مليار إنسان عبر العالم في مدن صفيح غير رسميّة ، و وهي في حدّ ذاتها مكتظة و تفتقر إلى ما يكفى من المياه و قنوات الصرف الصحّي – بما يعنى أن ّاي جهد للعزل أو الحجر الصحّي غير ممكن . في بعض مدن الصفيح ، تبلغ الكثافة السكّانيّة 800 ألف إنسان في ميل مربّع - للمقارنة ، تبلغ الكثافة السكّانيّة بمدينة نيويورك 27 ألف إنسان في الميل المربّع " (5) و يثار سؤال : كيف يمكن ممارسة التباعد الاجتماعي في ظلّ هكذا ظروف رهيبة ؟
لكن لا يتعلّق الأمر فقط بكيف يضطرّ الناس إلى العيش في البلدان المضطهَدة ؛ بل يتعلّق كذلك بكيف يضطرّون إلى الشغل. الغالبيّة العظمى من الناس في " جنوب الكوكب " يشتغلون ، متى وجدوا موطن شغل ، في ما يسمّى ب " الإقتصاد غير الرسمي " أو الهامشي بما يعنى مواطن شغل غير قارة و لا توفّر إلاّ القليل من الأمن ، و الأجر إلى درجة كبيرة يدفع نقدا ، و الشغل لا تحترم فيه ضوابط أماكن العمل ، و لا تحقّق مرابيح . و جلّ العاملين في الاقتصاد غير الرسمي لا يملكون مدّخرات ، و يحتاجون إلى المداخيل اليوميّة و الأسبوعيّة لتوفير الغذاء لعائلاتهم . و يثار سؤال : هل تطبّق الحجر الصحّي و تجوع أم تتحدّاه لتحصل على قوت عائلتك؟
و لحكومات البلدان الأفقر ميزانيّات محدودة لدعم السكّان الذين يتوقّفون عن العمل أو الذين هم في حجر صحّي . و كما لاحظ أحد الصحفيّين ، " إنّه الوضع الأسوا في العالمين ، الفقر المستشرى جراء غلق المؤسّسات و المرض و الموت المستشري جرّاء الإنتشار المستمرّ للفيروس " (6) هذا هو الواقع الراهن للكثير من سكّان العالم .
الحالة الرابعة : يزداد سوءا ... قبضة إمبريالية خانقة للصحّة العموميّة في البلدان الفقيرة
في 2019 ، 64 بلدا ، تقريبا نصفهم من أفريقيا جنوب الصحراء ، أنفقوا على خدمات ديونهم الخارجيّة أكثر ممّا أنفقوا على الصحّة . (7) خدمات الدين هي كمّية المال – الأرباح و أصل الدين – المنفق طوال فترة معيّنة لخلاص قروض من البنوك الإمبريالية و حكومات و كؤسّسات قروض أخرى كصندوق النقد الدولي (**).
أن يكون ما يخرج من البلد لسداد الدين أكثر ممّا يوجّه للرعاية الصحّية العامة المحلّية أمر مروّع تشهد به الإحصائيّات . و قد عني أنّه بسبب افقتطاعات في ميزانيّات الصحّة و التدريب الصحّي و البحوث الصحّية في البلدان الفقيرة لعديد السنوات المتتالية ( كجزء من شروط الحصول على المزيد من القروض من المؤسّسات الماليّة الإمبرياليّة )، كثرة كثيرة من الأطبّاء المدرّبين في أفريقيا يهاجرون إلى الغرب . و يعنى ، في زمن الوباء هذا ، أنّ الموارد الماليّة التي يمكن أن توجّه للتخفيف من عبء بعض مظاهر هذه الأزمة تخصّص لسداد الديون التي تعزّز كامل هيكلة الهيمنة الإمبرياليّة على البلدان المضطهَدَة : الإنتاج الموجّه للتصدير ، و إستخراج المواد الأوّليّة ، و تطوير بنية تحتيّة تخدم حاجيات التراكم الإمبريالي للربح و المزيد من الربح . و إقتصاديّات الأمم الفقيرة تشهد الآن إنهيارا حادا ، و حينما تكون هناك حاجة إلى مليارات الدولارات الإضافيّة للتأقلم مع الأزمة الصحّية ، سداد الدين هذا سيغدو حتّى أشدّ وطأة على هذه البلدان .
تفحّصوا هذه المعطيات :
- تتحمّل أفريقيا العبء الأكبر من المرض في العالم ، لكنّها لا تملك غير 3 بالمائة من عمّال الصحّة في العالم .(8)
- في أوج إنتشار فيروس إيبولا في غرب أفريقيا ، معدّل توفّر الأطبّاء كان طبيبان لمائة ألف إنسان في سيراليوني و 45 لمائة ألف في نيجيريا ( البلد الأفريقي الأكثر ثكافة سكّانيّة ) -و قارنوا هذا بحوالي 250 طبيبا لمائة ألف إنسان في الولايات المتّحدة وقتها . (9)
- أواسط أفريل من هذه السنة ، كان لنيجيريا و عدد سكّانها 200 مليون نسمة 100 جهاز تنفّس لا غير ! (10)
خاتمة :
جميع ما جرى وصفه يعكس عدم تكافئ في العالم : إذ تتمركز قوى الإنتاج و التكنولوجيا المتقدّمين في البلدان الرأسماليّة – الإمبرياليّة . و كافة " الظروف الموجودة سابقا " ظروف الهيمنة الإمبريالية على " جنوب الكوكب " – المعامل الهشّة لسلاسل التزويد ، و القروض التي تحكم السيطرة و تشوّه إقتصاديّات البلدان الفقيرة ، و مدن الصفيح المكتظّة بالسكّان الذين يعانون الفقر و المرض – كانت من الفظائع التي لم يقع التخفيف منها . كلّ هذا مبنيّ في أسس و أساسي بالنسبة إلى طبيعة النظام الرأسمالي الإمبريالي و سيره الجوهريّين . و مع جائحة كوفيد-19 ، مجمل العذابات إشتدّت و ستشتدّ أكثر .
و مثلما وضع ذلك بوب أفاكيان :
" أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه ، أو أسوأ منه، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة ! "
--------------------------
ملاحظات تفسيريّة :
(*) المقصود بسلسلة التزويد/ التموين هو شبكة مندمجة من وحدات الإنتاج و النقل و التوزيع التي تشكّل سيرورة إنتاج سلعة نهائيّة ، على غرار نايك أو آيفون أو السيّارات . فالرأسمال الإمبريالي ينشر سلاسل التزويد العالميّة للإستعانة بمصادر خارجيّة و إمضاء عقود فرعيّة لإنتاج أجزاء مترابطة ( مناجم المواد الأوّليّة ، صناعة أجزاء و مكوّنات آلات ، تركيب آلات ) بهدف التخفيض في الأجور لمصلحة المتزوّدين من الأمم المضطهَدة ل " جنوب الكوكب "- وهي تضغط بإستمرار على المزوّدين لتخفيض سعر التكلفة ، ما يعنى المزيد من الإستغلال الوحشي للعمّال .
(**) لأجل سداد الديون ، يجب على البلدان الفقيرة أن تنتج أرباحا / إيرادات ، بشكل نموذجي بإنتاج و بيع سلع في السوق العالميّة ، بما يوفّر لها عُملة للتبادل مع الأجانب ، كالدولار ، المطلوب لسداد الدين . لكن عادة ، لمّا لا تقدر البلدان الفقيرة على سداد الدين لكون القروض على المدى القصير عالية الفوائد ، تضطرّ إلى المزيد و المزيد من القروض ، لسداد الدين ما يؤدّى إلى وضع يطلق عليه " خدعة الديون ".
--------------------------
هوامش المقال :
1. Natalie Kitroeff, “As Workers Fall Ill, U.S. Presses Mexico to Keep American-Owned Plants Open,” New York Times, April 30, 2020 [back]
2. See, Dana Thomas, Fashionopolis: The Price of Fast Fashion and the Future of Clothes (New York: Penguin, 2019). [back]
3. Elizabeth Paton, “‘Our Situation is Apocalyptic’: Bangladesh Garment Workers Face Ruin,” New York Times, March 31, 2020. [back]
4. “Suffering from a stitch—Bangladesh cannot afford to close its garment factories,” The Economist, April 30, 2020. [back]
5. Asif Saleh and Richard A. Cash, “Masks and Handwashing vs. Physical Distancing: Do We Really Have Evidence-based Answers for Policymakers in Resource-limited Settings?,” Center for Global Development, April 3, 2020. [back]
6. Kelsey Piper, “The devastating consequences of coronavirus lockdowns in poor countries,” Vox, April 18, 2020. [back]
7. Jubilee Debt Campaign, “Sixty-four countries spend more on debt payments than health,” April 12, 2020 [back]
8. Robert Nash, et al., “Reflections on family medicine and primary healthcare in sub-Saharan Africa,” BMG Global Health, May 12, 2018. [back]
9. Statista Research Department, “Physician density in West African countries suffering from the 2014 Ebola outbreak,” August 16, 2014. [back]
10. Max Bearak and Danielle Paquette, “Africa’s most vulnerable countries have few ventilators—or none at all,” Washington Post, April 18, 2020 [back]-------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟