فوجئت برسالة على الإنترنت يؤكد صاحبها أننى لست كاظم الساهر، وأن الذى
كتب خطابى المفتوح إلى العملاء من عصابة الأربعين حرامى في المعارضة
العراقية هو شخص آخر أراد أن يمزح. حاجة عجيبة..!..! كيف سمح صاحب الرسالة لنفسه
بأن يتحدث باسمى دون حتى أن يتصل بى؟ لماذا افترض أن الفنان لا يمكن أن
تكون له مواقف وطنية؟ يكفى أن يراجع أى شخص العنوان الإليكترونى لرسائلى،
ليتأكد من أن هذا هو عنوانى الإليكترونى، وأننى كاظم الساهر، ولا أحد غيره.
وعلى افتراض أن لهجتى في الخطاب كانت حادة بعض الشىء، فلماذا لم يفترض أن
الفنان كغيره من البشر يمكن أن يحتد قليلاً هو الآخر؟ فضلاً عن أننى ظللت
فترة طويلة أتعرض إلى سلسلة من الضغوط، لأوافق على الغناء لحساب عصابة
الأربعين حرامى من العملاء، باعتبار أن الغزو هدية تحرير، وأن القنابل
العنقودية وصواريخ الكروز ما هى إلا أزهار بنفسج يلقى بها العاشق على شرفة
حبيبته. الأغرب أن من شارك في الضغط جهة اسمها رابطة الدفاع اليهودية. ، متى
يمكن أن يحتد الإنسان، إذا لم يفعل، وهو يرى بلاده تتعرض إلى الاحتلال، وأن
الخراب يعشش في جنباتها على يد مجرمى الحرب الغزاة؟
أنا كاظم الساهر، المطرب، أعلن أننى صاحب الرسالة المشار إليها، وأننى قد
أعتذر عن بعض ما جاء بها من ألفاظ. لكننى لا أعتذر عن الاتهامات بالخيانة
لهؤلاء الذين باعوا الوطن لوكالة المخابرات المركزية والموساد، ولا أعتذر
عن انحيازى إلى القضايا العربية ضد المستعمرين وعملائهم، ولا أفهم الذين
يستكثرون على الفنان أن يكون وطنياً، وأن يحتد قليلاً عندما يرى بلاده
تداس بأحذية التتار الجدد.
وعلى فكرة : خلال أسبوعين على الأكثر، سيستمع الناس إلى أغنيات تعبر عن
نفس هذا الموقف من الغزاة وعملائهم. وستكون محتدة قليلاً هى الأخرى. ولن
أعتذر عنها.