أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد حبش كنو - عن كورونا والسياسة والقمح والشعير














المزيد.....

عن كورونا والسياسة والقمح والشعير


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 09:49
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


في عام 1949 حكم الرئيس ماو تسي تونغ الصين وأقر النظام الشيوعي ولأن المجتمع الصيني كان مجتمعا زراعيا فقد قرر أن يحوله إلى مجتمع صناعي لمنافسة الدول الصناعية الكبرى آنذاك و بما أن هذا التحول يحتاج وقتا طويلا فقد اخترع فكرة القفزة الكبرى أي تحويل المجتمع سريعا إلى مجتمع صناعي .

تقرر أن يهاجر الفلاحون إلى المدن الكبرى للعمل في الصناعات وإبقاء أعداد قليلة من الفلاحين للإستفادة من المحاصيل الزراعية إلى جانب إعداد أفران صهر الحديد في القرى وإلزام الفلاحين بصهر أوزان معينة من الحديد كل عام وتوفير الخردة بأية طريقة كانت .

في المدينة تم جمع الفلاحين في نظام الكومينات ( لاحظ التشابه مع الإدارة الذاتية الكردية في سوريا بنفس الإسم ) Communism وهي كلمة لاتينية تعني الشيوعية أو العيش المشاعي وكان الفلاحون يعملون ليل نهار في الصناعات ثم تأخذ الدولة كل شيئ وتم منع تخزين الحبوب والأطعمة وصهر الأواني والحلل المطبخية لمنع الطبخ في البيوت و تم إنشاء مطابخ خاصة تديرها الدولة لإطعام الفلاحين في موائد جماعية .

لزيادة المحاصيل من الحبوب أمر ماو بقتل جميع الطيور حتى لا تأكل البذور وهنا انتشرت الحشرات بشكل رهيب وتم إحداث خلل في نظام الطبيعة لأن الطيور التي كانت تأكل الحشرات تمت إبادتها .

النتيجة :

الإنتاج انخفض بدل أن يرتفع وذلك لغياب المنافسة حيث إن العامل إن بذل جهدا أو لم يبذل فالأموال تذهب للدولة وفق النظام الشيوعي أما من بقي من الفلاحين لزراعة الحبوب فقد كانت الدولة تأخذ منهم الحبوب بأسعار زهيدة ( لاحظ التشابه مع الإدارة الذاتية الكردية بتحديد أسعار زهيدة للقمح والشعير ) ثم كانت تخزنها الدولة ولأن القائمين على المحاصيل من الموظفين كانوا خائفين من إرسال كميات قليلة من المحاصيل التي ضعفت أساسا بسبب قلة الفلاحين والسياسات الفاشلة فقد أرسلوا الحصص المخصصة للغذاء إلى الدولة وزادوا في الأرقام ( الخوف والفساد ) وهكذا بدأت مجاعة الصين الكبرى .

مجاعة الصين بدأت عام 1958 و تعتبر أكبر مجاعة في تاريخ البشرية حيث مات بسببها 45 مليون إنسان حتى أن الناس كانت تأكل الجثث وتأكل كل ما يصادفها على الأرض ومن هنا انتشرت فكرة أكل الحيوانات بمختلف أنواعها على عكس ما يعتقد البعض بأنها كانت ثقافة صينية قديمة والحقيقة هي أنها من ميراث الشيوعية .

أكلت الناس الضفادع والكلاب والخفافيش والحشرات وأوراق الشجر والتراب ولحم البشر فقررت الدولة التخفيف و عودة الفلاحين إلى قراهم لكن الناس لم يكونوا يملكون ما يزرعون من بذور ولم تنته المجاعة وأخيرا في عام 1961 منت الدولة على الشعب ووزعت مخزونها من المحاصيل وانتهت المجاعة واعترفت الدولة بها بعد أن كانت في حالة إنكار بل إن السلطة قتلت ثلاثة مليون إنسان ممن اعترضوا أو حاولوا الحصول على المخزون الإستراتيجي للدولة .

استقال ماو تسي من رئاسة الحكومة بعد ذلك وبقي في رئاسة الحزب الشيوعي ( نظام ولاية الفقية الإيراني النسخة الصينية أو العكس ) وظلت رئاسة الحكومات تتحمل مسؤولية كل ما يجري من انتكاسات بعد ذلك وتم العمل بهذه السياسة في الكثير من الدكتاتوريات فيما بعد حيث يتم تحميل الوزراء والحكومة كل شيئ بينما يكون الملك أو الرئيس خطا أحمر مع أن السمكة تفسد من رأسها أساسا كما يقال .

تعودت الناس على أكل الحيوانات البرية ولكي تتخلص الدولة من عبئ تغذيتهم شجعت على ذلك بل استخدمت كلمة السر لترويج أية بضاعة وهي أن هذه الحيوانات مفيدة للضعف الجنسي بل إن ماو تسي اعتبر تربية الكلاب والقطط الأليفة من بهارج البرجوازية وأجاز أكلها للجمهور وهكذا أصبح أكل جميع أنواع الحيوانات ثقافة وتجارة رائجة فيما بعد حتى أصابت البشرية بفيروس كورونا الذي يشتكي منه الجميع اليوم ( ميراث الشيوعية الذي لا تنتهي آثاره ) .

قرر ماو تسي الإنفتاح الديمقراطي وسمح بانتقاد السلطة فكتب الناس وكتب الإعلام وعلت الأصوات وفجأة اعتقل ماو الجميع ووصل عدد المعتقلين داخل السجون إلى نصف مليون إنسان كثير منهم مات تحت التعذيب وفي عام 1984 وفي عهد الرئيس الصيني لي شيان نيان قررت الصين التخلص من هذه الإجراءات الإقتصادية الفاشلة وإلغاء نظام الكومين والإنفتاح التدريجي على القطاع الخاص وكان الإتحاد السوفيتي يمشي نحو حتفه وتفككه ودول المعسكر الشرقي تتداعى وفي نفس التوقيت نشأ حزب العمال الكردستاني الذي بدأ من حيث انتهى الآخرون .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المعابد
- الأزمة السورية وملاحم آخر الزمان
- معركة إدلب الكبرى بين الوهم والحقيقة
- حتى لا يتحول الكرد إلى السمكة الثالثة
- دراسة عن تنظيم القاعدة والعمال الكردستاني كنموذجين في الحرب ...
- تناقض الصراعات الداخلية الأمريكية تلقي بظلالها على مشاريعها ...
- وداوها بالتي كانت هي الداء .. عفرين وآخر أوراق الكرد
- ماذا وراء سقوط الطائرات في سوريا ..؟؟
- حين تلمع الفاتيكان وجه القاتل
- موناليزا الكرد بارين كوباني
- نواة الحماية الذاتية .. الإستراتيجية الرابعة لإقليم كردستان
- تصحيح مسار الإعلام .. الإستراتيجية الثالثة لإقليم كردستان
- إصلاح هيكلية البيشمركة .. الإستراتيجية الثانية لإقليم كردستا ...
- ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم ك ...
- حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن
- دراسة عن إستفتاء كردستان من وجهة نظر أعمق
- مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟
- هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟
- إنتهت الأزمة و هذا ما يلوح بالأفق في سوريا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - محمد حبش كنو - عن كورونا والسياسة والقمح والشعير