أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عماد العزابي - الأنظمة المستبدة هي أكبر خطر يهدد كينونتنا















المزيد.....

الأنظمة المستبدة هي أكبر خطر يهدد كينونتنا


عماد العزابي

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 02:16
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


الحقائق الصادمة و التي لا يستطيع البعض تصديقها أو يتم تجاهلها بوعي أو بدون وعي هي التي أدت بنا إلى الخراب و الموت البطيء الذي تشهده البشرية جمعاء، فالاستبداد دائما يولد لنا الفساد الذي ينتج التمايزات بين الأشخاص، ويحد من حريتهم ويجعلهم أسيرين بيد الجهل و التخلف، وتم قتل التفكير و الإبداع في الإنسان حتى أضحى مجرد آلة ميكانيكية يقوم بوظائف "تقنوية" غير مبالي بالمواقف و المبادئ التي توحد البشرية، بحيث كان العنف و القمع هو السمة البارزة التي تربى عليها الفرد وأصبح يدافع عنها بكل شراسة اعتقاد منه أنه على الصواب،وحتى الطبيعة لم تسلم من هذا الاستبداد و التسلط، إذ تم اعتبارها بمثابة نعمة إلهية لا تنتهي ووجب التسابق نحو استغلال خيراتها بأبشع الوسائل المتاحة، حتى أصبحنا نفقد هذه النعمة يوم بعد أخر، « فبتدخل الإنسان في النسق المحلي زعزع اللعبة العادية، وعرض النسق الحيوي إلى الانهيار المحتوم في عملية الضبط التي ستؤدي به إلى أن يصبح عاجزا عن إنتاج الحياة وفق النسق العام الذي هو كوكب الأرض »، أي أن الاستبداد جعل وتيرة التصنيع ترتفع وهذا الارتفاع أدى إلى تخريب المجال العام، الذي لم يعد قادرا على مسايرة الاستغلال المتواصل له، و العبث اليومي الذي يحدث فوقه، فإذا كان "العقل هو أعدل قسمة بين الناس قسمت بالتساوي"،لماذا نسير عكس حركة التاريخ الحقيقية و الحضارة الإنسانية التي تهدف إلى الحفاظ على الحياة الطبيعية وفق تعايش و تلاحم بين الكائن البشري وأخيه بمعناها الفلسفي، لماذا الصراع الاقتصادي و السياسي و الديني جعل من الإنسان يفقد كرامته و حريته و أخلاقه...؟و أهل الاستبداد حتمية تاريخية في تطور المجتمع بمراحله المتعددة؟ وألم يحن بعد وقت نفض الغبار على الشعوب المستبدة وتمتيعها بكل حرياتها؟
بمجرد سفرنا إلى قارة معرفية فلسفية سنرسو عند أفلاطون الذي قال حول الاستبداد و المستبد بكونه هو الذي" يستولي على السلطة بالقوة ويمارسها بالعنف، بعد ذلك يسعى أولا إلى التخلص من أخطر خصومه، ويكثر من الوعود، ويبدأ بتقسيم الأراضي مما يجعله شعبيا ومحبوبا، وهو ما ينفك يفتعل حروبا ليظل الشعب بحاجة دائمة إلى قائد. وهذه الحروب تنهك كاهل المواطنين من خلال ما يدفعونه من ضرائب باهظة، فيضطرون إلى زيادة ساعات العمل مما لا يبقي لديهم وقتا للتآمر على المستبد"، و بالتالي فإن الأمن و الاستقرار ليس في صالح المستبدين لذلك نجدهم يسعونا دائما إلى افتعال الفتن و المشاكل من اجل المحافظة على مواقعهم و أيضا تسهيل عملية سلب الحريات وتخدير الشعوب وفق إيديولوجية معينة.
وبالتعريج على الأنظمة العربية سنحاول فقط ذكر محطات خالدة في التاريخ، هددت حياة شعوب و أسرت أخرى على سبيل الذكر هزيمة 1948، كارثة 1967، صفقة القرن 2020...هي محطات مفصلية في تاريخ شعوب قاومت لا زالت تقاوم نيل الاستغلال و الاضطهاد، ولا زالت تدفع الأرواح تلوى الأرواح نتيجة لتموقعها وسط أنظمة فاتكة للإنسانية غير مبالية بحرية الإنسان قوامها الخضوع والاستبداد و القمع، وبمجرد تعريجنا على اللحظات التاريخية و المفصلية في حياة الكون بصفة عامة أو الفرد العربي بصفة خاصة، إلا وتفرض علينا الظرفية استحضار وباء "كورونا" نظرا للنقلة النوعية التي أحدتها في تاريخ المجتمعات وأيضا لرهنية الدراسات المتجهة نحو هذا الجانب، الشيء الذي جعلني أتساءل حول علاقة الاستبداد بوباء كوفيد 19 ؟ وأين يتجلى تأثير هذه الثنائية على حياة الإنسان؟
لم يحسم بعد سبب هذا الوباء هل هو نتاج خطأ إنساني، أم مؤامرة محبوكة الخيوط، أو هو غضب إلهي نزل من السماء من أجل إعادة ترتيب الحياة من جديد، بين هذه الافتراضات يجد العقل البشري نفسه حائرا في تصديق طرح دون أخر، ليبدأ رحلة ألألف ميل بحثا عن حقائق و أجوبة مقنعة، بمجرد قولنا أنها غضب إلهي لن يتقبلها العقل المتنور أبدا لغياب براهن وحجج على هذا الادعاء، أما إن قلنا خطأ إنساني فعقلنا سيقول بأن الإنسان وصل إلى درجات عالية من التطور العلمي و التقني يصعب معها تصديق فكرة خطأ الإنسان وهو قادر على التحكم في احدث الأجهزة و تطويعها، مما يجعلنا نميل بعض الشيء إلى فرضية أنها فعلة فاعل نتاج وعي مسبق، لكن سنظل محتفظين بنسبية الأشياء و نواصل التحليل، عبر الانطلاق من الواقع لكونه الوحيد القادر حتى الآن على تقديم ايجا بات يتقبلها عقل الإنسان ولو لمرحلة معينة.
اليوم نشهد حياة من نوع أخر واستبداد و قمع للحرية و الدهس على كرامة الإنسان بصور مختلفة، بمعنى أخر أننا اليوم أصبحت حياتنا محكومة وفق متلازمة جديدة فكل وفاة نشهدها في حياتنا الطبيعية تنسب إلى الوباء، فأعراض الوباء التي كانت بالأمس مألوفة لدى الجميع، اليوم نجد بأن الوباء يكتشف دون وجود لأعراض ظاهرة، وحتى الأرقام التي تبث في القنوات الرسمية دائما ما يتم الاحتفاظ بأول رقم ظهر وزيادة الحالات عليه حتى يصبح أكثر ضخامة ورعبا، أليس استبداد جديدا؟
الكل مدرك اليوم أن غلق الحدود وفرض الإقامة الجبرية هو الحل الأنجع للحد من انتشار الفيروس، لكن هذا الإغلاق و العزل ألن يؤدي بشعوب إلى الإبادة الجماعية و الموت الأسرع من الإصابة بالفيروس على سبيل الذكر" مخيمات اللاجئين وما تشهده من مجاعات، أزمة العطش و الجوع في مخيمات تندوف..." بمجرد افتحاص هذه الأشياء يجعلنا نقول بأن السبب الرئيسي وراء هذه الأشياء هو إضعاف الإنسان للإنسان حتى يصبح أكثر هشاشة وتسهل عملية السيطرة عليه، بالإضافة إلى عدد القرارات و المخططات التي تم تمريرها في هذه المرحلة بالذات، وهنا سنفتح قوس المحلي لنساءل صناع القرار لما كل هذه الرزنامة من القوانين في هذه الظرفية بالذات؟ ولما لا يتم إشراك الشعب بقوته الإقتراحية في اتخاذ قرارات مصيرية سيكون لها انعكاسات سلبية على المدى المتوسط و البسيط؟ و أليس قانون 20.22 الذي يهدف إلى الحد من حرية التعبير على المسطحات الافتراضية إلا دليل على تهديد حقيقي لحريات الفرد و قمع لأصوات حرة، بالإضافة إلى كونه كمامة لتكميم ليس الأفواه فقط بل حتى العقول وجعلها خاضعة لسيطرة الأقلية وغارقة في الجهل و التخلف، غير قادرة على تحريك صوت النقد أو المسائلة، و بالتالي فإن العقل يجلنا نغرق الدهن في التفكير بأن هناك قواسم مشتركة بين أنظمة استبدادية تحاول تضييق الخناق قدر الإمكان، وفيروس غير مرئي لم نراه لندرك حقيقته، كل هذا يجعل من حياة الإنسان مهددة من كل صوب وحدب نحو لقاء مصيرها المحتوم والغير المدرك أبدا. "إننا اليوم نزرع الموت لأولادنا ونخزنه للأجيال الصاعدة" ولا خيار سوى المواجهة...



#عماد_العزابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العالم وباء الرأسمالية لصيق بكم
- الحجر الصحي داخل المجال القروي
- التعليم القروي بين الواقع والافتراضي
- كورونا ثورة في نظر البعض
- صرخة طالبان : المنحة حق ثابت لكل طالب باحث


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عماد العزابي - الأنظمة المستبدة هي أكبر خطر يهدد كينونتنا