سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1585 - 2006 / 6 / 18 - 11:07
المحور:
الصحافة والاعلام
بدلاً من التروى وانتظار الكلمة الفاصلة لمحكمة النقض فيما يتعلق بما قيل عن تزوير للانتخابات فى بعض الدوائر فى انتخابات برلمان 2005، شاء البعض استباق مداولات محكمة النقض، ومحاولة الفصل فى "الفرع" قبل حسم "الأصل". أى الكف عن البحث فيما اذا كانت الانتخابات قد شهدت تزويراً أم لا، والتشبث ببحث قضية فرعية هى ما إذا كان من حق الصحفيين التحدث عن التزوير أم لا.
والأخطر .. أن المسألة لم تقتصر على تجاهل الأصل، ألا وهو تزوير الانتخابات، والتمسك بالفرع، وهو حديث الصحافة عن التزوير، وإنما تم أيضاً التلويح بمشاريع قوانين جديدة تكرس تكميم الأفواه، وأحدثها مشروع مكافحة الشائعات . وهو مشروع يمكن بموجبه حبس أى مواطن مصرى حتى لو قال لصديقه أو صديقته أن الجو اليوم ملبد بالغيوم أو قائظ الحرارة!
والواضح من هذا "التكتيك" أن ترزية القوانين يستهدفون إرباك الصحفيين، والقوى الديموقراطية عموماً، وإلزامهم أماكنهم فى خنادق الدفاع، والاكتفاء بالمطالبة بإزالة آثار آخر عدوان – وهو فى حالتنا مشروع قانون مكافحة الشائعات – ونسيان الاعتداءات السابقة.
ومن الغريب الزج بمثل هذه "الاختراعات" الاستبدادية فى وقت يتحدث فيه الجميع عن الاصلاح السياسى والدستورى وضرورة التقدم إلى الأمام فى مسيرة التخلص من مخلفات الاستبداد وإرث التشريعات العثمانلية.
أى أننا بدلاً من أن نخطو خطوة للأمام نتراجع خطوتين إلى الخلف!
من هنا .. تأتى أهمية التضامن مع الزملاء وائل الابراشى وهدى أبو بكر وعبدالحكيم الشامى الذين يقفون اليوم فى قفص الاتهام بمحكمة الجنايات، ليس فقط من أجل الدفاع عن الصحفيين، وإنما دفاعاً أيضاً عن حق المجتمع فى صحافة حرة.
فحرية الصحافة هى قلب قضية الحريات، وقضية الحريات هى قلب قضية الاصلاح السياسى والدستورى.
ومن أجل هذه المعانى الكبرى والنبيلة .. يجب أن نتضامن مع وائل الابراشى وهدى أبو بكر وعبدالحكيم الشامى .. ومن يستجد.
وليس هذا واجب الصحفيين فقط .. وإنما واجب كل الديموقراطيين وجميع المخلصين لقضية تحديث مصر.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟