|
فن المقابلة التلفزيونية
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 14:22
المحور:
الصحافة والاعلام
لا اعرف عدد القنوات الفضائية العراقية الموجودة داخل وخارج العراق ، ولا اعرف الجهات التي تقف وراءها وتغطي تكاليفها الباهظة ، والحقيقة اني توقفت عن متابعتها منذ سنوات لأسباب مختلفة أولها أن اخبار العراق في غالبها الأعم مُحزنة ، ومن بينها ضعف الحياد والاداء المهني المطلوب في العمل الصحفي على انواعه ، ومادفعني لكتابة هذه الملاحظات هو مشاهدتي لمقابلة مع احد قادة الأحزاب العراقية مؤخرا ، ارسلها لي أحد الأصدقاء عبر الفيسبوك . تتميز المقابلة التلفزيونية بأنها فرصة ذهبية للضيف أن يوصل آرائه وافكاره أمام جمهرة أكبر بكثير لو كانت المقابلة اذاعية ، أو على صفحات الصحف والمجلات ، لذلك تتطلب المقابلة الناجحة تهيئة جيدة من كلا الطرفين ، مقدم البرنامج او النشرة الاخبارية والضيف أو الضيوف في أحيان اخرى . لن اتناول ماهو المطلوب من الصحفي لأنه يتعلم ذلك في الدراسة أو في العمل ، ولكن الضيوف وهنا اقصد السياسين من قادة احزاب وبرلمانين ومسؤولين في الدولة ، فهم مختلفين في المستوى العلمي والثقافي والخبرة السياسية والتجربة في التعامل مع وسائل الاعلام ، وخاصة في اللقاء التلفزيوني ، المباشر والمسجل للبث اللاحق . أدناه ما أعرفه وماتعلمته في حياتي العملية حول الموضوع . 1- التحضير المسبق ، خاصة اذا كانت المقابلة مسجلة ، والتي يفترض ان الاسئلة مرسلة مسبقاً للضيف ، ورغم ان القائد الحزبي يعتقد انه يستطيع الاجابة على كل الاسئلة ، فان التحضير المسبق يعزز الثقة بمواصلة المقابلة بشكل مريح وسلس . 2- يفترض التهيوء الى اسئلة غير متفق عليها يبادر المقدم الى حشرها ومباغتة الضيف من باب الإثارة وربما الحصول على معلومات جديدة غير معلنة . 3- يجب تقييم جهة القناة الفضائية التي تجري المقابلة ، والتعامل معها على ضوء موقفها من الضيف نفسه أو الحزب الذي يمثله ، متعاطفة أم غير متعاطفة ، وماهو هدف القناة من اجراء المقابلة اذا كانت غير متعاطفة ؟ قد يكون لسبق صحفي أو إثارة صحفية لكسب مزيد من المشاهدين بسبب نوعية الضيف وشخصيته وتأثيره في الحياة السياسية أو غير ذلك . هذا لايعني رفض الظهور في قنوات غير متعاطفة ، بل يعني التحضير الجيد لمفاجأت اثناء المقابلة . 4- يحق ومن الممكن جداً ، أن يرفض الضيف الإجابة على أي سؤال خاصةً اذا كان يتعلق بقضايا تنظيمية داخلية غير عامة ، أو سؤال في غير محاور المقابلة ، ويرد بهدوء بأنه لايرغب بالاجابة . 5- الهدوء التام في الإجابة على الاسئلة المطروحة ، بغض النظر اذا كانت ذا طابع استفزازي ، لأن الانفعال يفقد تعاطف المشاهدين مع الضيف ، بينما يمنحه الهدوء تعاطف اضافي . 6- يحق ومن الممكن للضيف ان يقاطع مقدم البرنامج في حال انه قاطع الضيف ولم يمنحه فرصة إكمال إجابته على السؤال ، وهذا يحدث كثيرا في برامج القنوات العراقية حيث يتحدث مقدم البرنامج أكثر من الضيف . 7- اذا كان المقابلة مشتركة مع شخصيات اخرى ، يجب تقدير ان الضيوف الآخرين بمستوى متقارب ، وظيفي أو حزبي ، وان يمنح مقدم البرنامج وقت متساوي لكل الضيوف ، وعادة يكون الوقت غير كافي اذا كان الضيوف أكثر من اثنين . 8- الإجابة القصيرة والمركزة هي ما يريدها المشاهدين ، واذا كان هناك وقت للشرح الإضافي فلا بأس بشرح مكثف وعميق وقصير ، ويتطلب هذا ان يكون الضيف قادر على السيطرة على عامل الوقت المتاح لتقديم معلومات اضافية للجمهور ، مثل النشاط السياسي القادم . 9- يحق ومن الممكن تصحيح عبارات مقدم البرنامج التي قد يستخدمها احيانا للتقليل من شأن الضيف أو الحزب الذي ينتمي اليه ، وكذلك تصحيح أية معلومة يوردها المقدم غير ذات فائدة للمقابلة والجمهور . 10- رغم ان كل حزب يريد ان يوصل افكاره ونشاطاته الى جمهرة أوسع ، ولكن هذا لايعني القبول يأية دعوة ومن أية قناة فضائية ، وفي اي وقت كان ، لذلك يجب تقدير كل دعوة تصل بشكل منفرد ، واختيار المقابلات التي يكون فيها وقت بث البرنامج يتناسب مع أفضل الأوقات للمشاهدين ، وليس في اوقات قريبة من نهاية الليل مثلاً . 11- تجنُب تعداد عدد من الاسماء اذا كانت هناك احتمالية نسيان احدها أو أكثر ، والإكتفاء بالتعميم ، حتى لايشعر الأسم المنسي بالإنزعاج ، سواء كان فرد أو جماعة أو محافظة . 12- تجنب قول (أأأأأأأأأأأأأ ) عند التفكير في الاجابة ، بل الأفضل الإجابة العامة حول الموضوع لحين تتوفر الإجابة المطلوبة في الذهن وعدم التأخر بها . 17 عاما مرت على سقوط الدكتاتورية ، واتساع انتشار القنوات الفضائية والصحافة الورقية باعداد كبيرة ، ولكن لايزال الاعلام غير حر ومقيّد ، وكذلك غير محايد ، وفي مجالات غير قليلة يلعب مال الفساد السياسي دور واضح في حركة الأعلام وتأثيره على وعي شرائح مختلفة من المجتمع العراقي . ليس بجديد القول ان حيادية واستقلالية الاعلام تتوفر فقط في اطار الدولة المدنية الديمقراطية .
13 آيار 2020
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوميات دنماركية 200+12
-
يوميات دنماركية 200+11
-
في ذكرى بشت ئاشان سيد باقي ، لتنعم روحك بهدوء الرقدة الأخيرة
...
-
يوميات دنماركية 200+10
-
يوميات دنماركية 200+9
-
يوميات دنماركية 200+8
-
يوميات دنماركية 200+7
-
يوميات دنماركية 200+6
-
يوميات دنماركية 200+5
-
يوميات دنماركية 200+4
-
يوميات دنماركية 200+3
-
يوميات دنماركية 200+2
-
يوميات دنماركية 200+1
-
يوميات دنماركية 100+100
-
يوميات دنماركية 100+99
-
يوميات دنماركية 198
-
يوميات دنماركية 100+97
-
مقترح قانون حول الجنسية الدنماركية
-
يوميات دنماركية 100+96
-
يوميات دنماركية 100+95
المزيد.....
-
خطط ترامب في غزة: أنباء عن كون المغرب من المناطق المرشحة لنق
...
-
مخطّط ترامب في غزة: ليبيا تعلن رفض سياسات التهجير والتغيير ا
...
-
مصراتة
-
ردا على مخطّط ترامب: الجزائر ترفض بشكل قاطع تهجير وإفراغ قطا
...
-
تونس: عائلات مفقودين في عمليات هجرة غير نظامية تحتج أمام الس
...
-
تونس: اعتصام ثان لقيادات في اتحاد الشغل والأزمة تتفاقم
-
النائب الجمهوري جو ويلسون: -الرئيس التونسي قيس سعيد ديكتاتور
...
-
3 سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا: هل بوتين مستعد لل
...
-
أحكام سجن مشدّدة في تونس: محاكمة نزيهة أم -محاكمة سياسية ظال
...
-
صورة متداولة لشبان جذابون ووسيمون: هل هؤلاء هم أعضاء فريق شر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|