أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - العاملون عليها














المزيد.....

العاملون عليها


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 23:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك آية تحدد أمور المصارف الشرعية لمن تنفق عليهم أموال الصدقات والزكاة .
اقرأها اولا لأن سيكون عليها باب مناقشة جديد تماما :
قال تعالى :
( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة التوبة

قد رأى #عمر_ابن_الخطاب تعطيل نص قطعي كمنع #المؤلفة_قلوبهم في أخذ الزكاة كأحد المصارف الشرعية من الضرورة الاجتماعية والاقتصادية لما جدت عليه الدولة ، هذا لأن النبي محمد كان يعطي جزء من الزكاة لرؤساء القبائل كنوع من الاغراء المالي للدخول في #الدين _ حتى لو لم يؤمن من قلبه لا تستغرب _ لذلك رأى عمر أنه لما انتفى سبب وجود الآية لأنها لا تناسب الظروف الجديدة التي يمر بها المجتمع من اسلام القبائل تبعا لاسلام زعيمها ، إذا فلا يوجد أي داعي لصرفها للمؤلفة قلوبهم .
وكذلك فعل مع حد السرقة في عام الرمادة والكثير من المواقف الشرعية التي تدخل فيها عمر لمحاولة مواكبة تغيرات العصر والبنية الجديدة التي أصبح عليها مجتمعه وخصوصا بعد ما تغيرت خارطة الدولة مع دخول شعوب جديدة في الاسلام .
ثم نرى فقهاء المذاهب ينشؤون فكرة #القياس لظهور مشاكل مجتمعية جديدة تقابلهم مع تطور الزمن فبدأ القياس والفتاوى تتابع على محمل الظروف الجديدة خلف بعضها مرورا مثلا كظهور اختراع #الصنبور _ الحنفية _ والتي أجاز المذهب الحنفي استخدامها في أول الأمر ورفض باقي المذاهب استخدامها لذلك سميت على اسمه ، أو ظهور انتشار مشروب #القهوة الذي تم تحريمه اول الامر ثم تحليله بعد ذلك ، حتى وصلنا مثلا لتغيير صيغة اذان بعد وباء #كورونا لضرورات صحية جديدة .
حاول الفقهاء قبل ذلك طرح سؤال #ماذا_يحدث_لو ؟ في الفقه بابتكار مواقف وسيناريو لم يحدث في الواقع بعد وتخيل لو أنه حدث كيف سيكون حكم الدين ، مثالا لذلك قربة الضراط أو الفساء هل لو حملتها فوق راسك تنقض الوضوء ام لا ، أو لو تهدم السقف ووقع رجل من الطابق الثاني على أمه وهي عارية واولج فيها فهل ذلك يوجب الحد الشرعي ؟
بعيدا عن كل هذا أمامنا موقف جديد يتم استغلاله وهو مصرف ( #العاملين_عليها )
المفترض أن هذا المصرف لمن يقتطع من وقته ومجهوده ويوصل الزكاة والصدقات لمستحقيها بناء على مجهوده ، لكن المؤسسات المدعوة بالخيرية في هذا العصر اعتبرتها طريقة اعمال تكسبية بشكل بعيد جدا عن مضمون عمل الخير .
حيث أنها استخدمت منطق نسبة العمولة على حجم المبيعات تماما كالشركات الاستثمارية والتي تعتمد على تارجت يجب تحقيقه ومرتب أساسي برقم صغير جدا ووضع نسبة مئوية من تحقيق مبلغ البيع يوضع في حسابك آخر الشهر
تصل نسبة العمولة للمندوب ١٠٪ من قيمة التبرع ، ولن نخبركم أن هناك من يتبرعون بالملايين حتى تتحول الخدمة الروحية في إيصال الزكاة لمستحقيها بدلا من أخذ ثمن الجهد فقط بل للتربح من من التبرعات بشكل طردي كأي شركة استثمارية رأسمالية .
لا داعي للتذكير باعتبار هذا متاجرة لأوجاع واحتياجات البشر ، طبيعي في ظل عصر تتحكم فيه رأسمالية متوحشة بتحقيق نتائج سريعة وارقام ضخمة بمعدلات استهلاك مضطردة .
لكن بعد تلك المناقشة الطويلة فلنستخدم سؤال ماذا يحدث لو ؟
لن نستخدمه كحق اصيل لنا في مناقشة النصوص واقتراح تعطيل وتفعيل ما يمليه عليه الظرف العلمي والاجتماعي العصري فهذا هو لب العلمانية التي فهمها وواعاها عمر ابن الخطاب وكثير من أهل الفقه وفلاسفة الدين من المعتزلة والاشاعرة وغيرهم في مضمونها وليس في مسماها المستحدث ، لكن سنتسائل بناء على أن أكثر من نصف مسلمي مجتمعاتنا سلفية ولا يكادون يفقهون فسنخاطبهم بآلهتهم :
هل لو كان عمر ابن الخطاب بيننا الآن كان سيعطل مصرف العاملين على الزكاة ، والذين أصبحوا كباعة الحمام وصيارفة الهيكل الذين طردهم وضربهم المسيح لمتاجرتهم بالدين ؟
الإجابة الحتمية : نعم كان سيعطلها ...
تلك كانت الإجابة الدينية ، لكن لو كانت الإجابة اقتصادية من طابور المنتفعين من خلف ذلك المصرف سيصبح معطلها كافرا بكل ما أوتي المنتفعين بقوة .

عليكم فهم اللعبة جيدا وحركوا عقولكم اثابكم الله
#انسان_يفكر



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة رأس السنة
- صلى الله علينا وسلم ( السيف المُقنِع )
- بذرة الصيام
- اخيرا لا للتراويح
- ريفو وشيخ الأزهر وشجرة الصفصاف وصيام رمضان
- عن مستقبل الفلسفة
- الليلة ليلة الأربعين تفرح القلب الحزين
- مباريات الكرة تجيب لنا عن اهم سؤال وجودي
- تحليل نفسي وانثروبولوجي مبسط عن ثقب الجسد
- الكونداليني ( أرواح اوزير السبعة )
- البوم العالمي للغة العربية ( تحليل جديد )
- تساؤلات عن تحليل الذرة
- الإرهاب العلماني
- تأملات في الإنتحار ... ٢
- المؤامرة
- كارل ماركس ونبوءة عصر الرعاع
- الشعراوي الملاك المتطرف
- يوم يموت الحب
- محي اسماعيل إله الموت
- وهم المخلص ( كضرورة لسياسة القطيع )


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - العاملون عليها