أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألثاني















المزيد.....

ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألثاني


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ومن هذا ألمنطلق، يمتلك ألعراقيون كامل ألحق في تحديد موقفهم من "أسطورة ألزرقاوي" ورسم تصورهم عنها، لا لشيء ، إلا لكون ما جرى ولازال يجري في بلادهم ، قد مسهم في صميم حياتهم أليومية، وسبل عيشهم ، وتجاوز حدود ألمعقول وأللامعقول، فلم يعد هناك ما يمكن وصمه بألأرهاب ألمنظم ألذي يتعرض له ألعراقيون يوميا، بل أصبح ألعراقيون وجها لوجه أمام( أبادة جماعية) يندى لها جبين أي أنسان متحضر مؤمن بالعدل؛ أبادة تشن عليهم بذرائع ما أنزل ألله بها من سلطان، ولم تقرها سنن ولا أعراف..!؟
فالزراقي قد قتل في ربوعهم، وما كانوا براغبيه، ولا بمنصبيه ، فلو كان ضيفا لأستضافوه، أو مستجيراّ لأجاروه..! دخل عليهم بغتة، ولما بعد ينفضوا عن كواهلهم براثن ثلاث عقود من الدكتاتورية وألطغيان، ولما بعد يخرجوا من أحزانهم، ويعيدوا ألبسمة ألى ألوجوه..!

بغتة دخل "ألزرقاوي" على ألعراقيين، شاهرا سيفه دون أستئذان، وملوحا بألموت لكل من يعترض سبيله، فأخلى ألناس له المكان ألذي وطأته قدماه، مكرهين فزعين، وذاكرتهم لن يغيب عنها ما كانت تفعله عصابات البدو ألوهابية ألمتعصبة "ألأخوان" في نهاية ألعشرينات من ألقرن ألماضي، حينما كانت تغير على أبناء ألعشائر ألعراقية في تخوم بادية ألسماوة وألناصرية( بصية) وكربلاء؛ تقتل ألشيوخ وألنساء وألأطفال، وتحرق ألبيوت، وتهدم ألشواخص وألعتبات ألمقدسة كما حدث مع (ألمرقد ألحسيني) سابقا في بداية ألقرن ألتاسع عشر/ 1802، مروعة سكان تلك ألمناطق، ألى أن وضع جيش ألأحتلال ألبريطاني آنذاك وبقيادة كلوب باشا (أبي حنيك) حدا لسطوتها وأعمالها ألتي أتسمت بألأجرام بحق ألناس ألأبرياء في بداية ألثلاثينات من ألقرن ألماضي..!؟ وبعد أن دب ألخلاف بينهم وبين آل سعود في بدايات تأسيس ألدولة ألسعودية ألحديثة، فأجهز عليهم ألملك وكانت نهايات قادتهم ومنهم رئيس عشيرة (مطير) فيصل ألدويش..!؟
أن ما يجمع ذاكرة ألعراقيين من أيام جماعات "ألأخوان" الوهابية ألمتعصبين في نهاية ألعشرينات من ألقرن ألعشرين وذاكرتهم الحالية عن ألزرقاوي وتابعيه في بداية القرن ألحادي وألعشرين، هو راية كليهما ألطائفية، ووسيلتهما ألدموية؛ ف"ألأخوان" كانوا يقودون حملاتهم ضد سكان مدن ألوسط وألجنوب تحت راية تكفير ألناس، وخاصة أبناء ألطائفة ألشيعية من غالبية سكان تلك ألأصقاع، ونعتهم لهم ب "ألرافضة" وأعتبارهم كفارا، وبذلك كانوا يبررون أفعالهم ألتي تحرمها ألشريعة ألأسلامية وكل ألشرائع وألأديان ألأخرى وألأعراف ألأنسانية..!؟
أما ما أقترفته أيادي "ألزرقاوي" وتابعيه من أفعال أبادة بحق ألعراقيين، فهي في ذريعتها وفي شكلها نفس أفعال " ألأخوان"_ ألوهابيين ألمتشددين، قبل ما يقرب من مائة عام، وأن كان هناك ما يميزها عن تلك، فهو نوع ألوسائل ألمستخدمة وسعة وشدة فتكها وشموليتها ألواسعة، فأن كان "ألأخوان" ينفذون غزواتهم ضد ألسكان ألآمنين، عن طريق مجاميع من ألبدو ألغزاة حاملي ألسيوف وبعض ألبنادق، أما سلاح ألزرقاوي وتابعيه ألمفضل ، فهو ألسيارات ألمفخخة وألمتفجرات، لقدرته على حصد ألألوف من ألأبرياء في لحظات، ناهيك عن حز ألرقاب..!
لم يكن "ألزرقاوي" ذلك ألكريم ألذي أرخص دمه في سبيل أسعاد ألعراقيين، بقدر ما أساء ألى سمعتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأصبح وبالا عليهم وطلعة شؤوم على مستقبلهم؛ فألوف العراقيين ألأبرياء سقطوا صرعى بيده جراء تعصبه ألأعمى ومغالاته في ألكراهية..! "ألزرقاوي" أصبح ذلك ألكابوس ألرهيب ألذي سبق أن عانى منه أجدادهم قبل قرن من ألزمن على يد جماعات "ألأخوان" من ألبدو من غلاة "الوهابية" ألمتعصبين..!؟
أما ما أدعاه "ألزرقاوي" ومن يدعمه أو يتعاطف معه أو تستهويه طموحاته، فمهما كانت أهدافه وألذرائع ألتي يتوسل بها، فهذا شأن ليس للعراقيين فيه ناقة ولا جمل..! فأن غمر نفوس العراقيين الفرح لنهاية " ألزرقاوي" فليس ذلك لتشف أو كراهية لشخصه، فالعراقيون قد جبلوا على ألتسامح وألطيبة حتى مع من يؤذيهم..! أن مدعاة فرح ألعراقيين بموت "ألزرقاوي" أنما هو في جوهره، فرح بزوال ذلك ألكابوس ألرهيب ألذي جثم على صدورهم، وأذاقهم طيلة ثلاث سنوات، شتى صنوف ألويل وألعذاب زيادة على ما هم فيه من محنة ومعاناة..!؟ فهل هناك من يعقل ، أن شخصا يدعو الناس للجهاد ضد ألمحتلين " أن كان صادقا في قصده" وفي ألوقت نفسه، يحرض ألناس طائفة ضد أخرى للأقتتال وسفك ألدماء ، بل ويوغل هو بنفسه، في سفك دماء ألعراقيين لتحقيق ذلك، وهذا ما اعلنه جهارا ومارسه عمليا وكشفته ألوثائق.؟؟؟! *لاحظ ألصحيفة ألسويدية أعلاه- ألجزء ألأول
تلك هي ألصورة ألتي رسمها "ألزرقاوي" لنفسه ، ولا أظن أن أنسانا سويا مهما كان مذهبه أودينه أو عرقه، سوف يرضى لنفسه أن يتمثل بصورة كصورة "ألزرقاوي" في ألعراق، فألعراقيون ليس وحدهم من أكتوى بنار طغيان "ألزرقاوي" بل حتى أبناء جلدته وقومه من ألشعب ألأردني ألشقيق، أذ كان لهم نصيب من ذلك..!؟
لقد أدرك ألعراقيون حقيقة دعوة "ألزرقاوي" وأهدافه في تمزيق لحمة ألعراقيين بشتى مكوناتهم ألعرقية وألدينية والمذهبية بهدف تأجيج نار ألحرب ألأهلية..!
وأن تواجد " ألزرقاوي" وتابعيه على أرض ألعراق، قد جاء في وقت لا زال فيه ألعراق في مراحله ألأولى من تثبيت أعادة كيانه كدولة مستقلة ديمقراطية ذات سيادة بعد أنهيار هيكلية ألدولة، جراء ألأحتلال عام 2003، وأن ظروف ألصراع ألداخلي على ألسلطة بين أطرافها المتعددين كان واحدا من أسباب ذلك ألتواجد، حيث سهل ألطريق أمامه وأمام غيره من ألآخرين للعبث بألشأن ألعراقي..! ولا غرابة أن تكون محنة ألعراقيين مع " ألزرقاوي" وتابعيه، تعيدهم في ألذاكرة ألى محنة أجدادهم مع أسلاف هؤلاء من "الوهابيين- ألأخوان" ألمتعصبين قبل قرن من ألزمن، فظروف ألحدثين أشبه ببعضهما من حيث ألذرائع وألوسائل وأن أختلفت من حيث ألأسباب وألأهداف، وكليهما سابقا أم حاليا كانا جزءّ من عملية سياسية واسعة النطاق، ألأولى أقترنت بتخطيط ألحدود بين ألمملكة ألعربية ألسعودية وألكويت وألأردن وألعراق وتأسيس ألمملكة ألعربية ألسعودية، أما ألثانية فسعيرها لا زال مستمرا وأهدافها متباينة، وألكبش فيها هو ألعراق وحده..! ومن خلال عملية ألصراع ألقائمة بين جميع من يهمهم شأن ألعراق، سيتقرر مصير هذا ألبلد ألذي أكتوى بنار نفطه وحلاوة خيراته..!
فألزرقاوي، رجل قد خسر معركة هو صانعها، وخاض حربا هو مؤجج نارها، وأستباح أرضا لم ترحب به، وأرهب قوما لم يأنسوا "لأستضافته"..! إلا أن ألسؤال ألذي يطرح نفسه ألآن ؛ هل أن نهاية "ألأسطورة" ، قد قطعت ألطريق على مسيرة ألأرهاب، أم أنها مجرد إنهاء لحلقة في مسلسل من "ألأساطير" ألقادمة..؟؟ أما ألأجابة عليه فهي رهن بما تخبؤه ملفات ألمتصارعين من خطط وسيناريوهات، وما يملكه أي منهم من قدرات وأمكانات..!! ان ألقادم من ألأيام كفيل بأيضاح ألصورة ، وفك رموز أللعبة ألسياسية ألشائكة في ألعراق رغم تعقدها، فبصيرة ألشعوب أقدر على قراءة مستقبلها مهما وضعت أمامها من ألصعاب وألعراقيل..!

خلاصة ألقول؛ فأن ظاهرة "الزرقاوي" وأمثاله وسبل مكافحتها، أبعد من أن تكون مجرد بحث أمني _ مخابراتي يمكن أختزاله في أطار عمليات عسكرية _ أمنية تحت مسميات "ألحرب على ألأرهاب" وحسب؛ بل أنها في ألحقيقة احدى أشكال ألصراع ألقائم على ألصعيد ألدولي وألذي تفرزه عملية (العولمة) في سيرورتها ألمستمرة، بكل سلبياتها وأيجابياتها، وبصورها ألمختلفة، واستشرائها في ألعراق كان أحدى أفرازات حالة ألأحتلال/2003 ألذي هيأ ألمناخ وألأرضية ألمناسبة لوجودها، ناهيك عن تفاقمها في ظل ظاهرة "ألمليشيات " ألمسلحة لعدد من ألأطراف ألسياسية ألمتصارعة على ألسلطة، وألتي تعبث بأمن المواطنين وتزرع ألرعب وألخوف في نفوسهم، وما يصاحب كل ذلك من ممارسات خرق حقوق ألأنسان من قبل قوات ألأحتلال وأجهزة ألدولة ألأمنية، مما عمق شعور ألمواطنين ألدائم بعدم ألأطمئنان وألخوف وفقدان ألثقة بأجهزة ألدولة، وأختلاط ألأمور عليهم، لدرجة بات من ألصعب ألتفريق بين من يقف وراء كل ذلك، ولكنها( ألظاهرة) من جانب آخر، إنما تعكس من ألناحية ألعملية وألممارسة أليومية، شكلا متخلفا وبوسائل لا أنسانية، مرفوضة على جميع ألأصعدة ألشرعية وألدينية وألقانونية، ولا يبرر وجودها كل ألذرائع وألأدعاءات، هذا أذا ما جردناها من محاولات توضيفها من قبل مختلف ألأطراف ألتي لها مصلحة في ألشأن ألعراقي، كل حسب هواه ومبتغاه ..!؟
أن بناء عراق مستقل أتحادي ديمقراطي تعددي، بعيد عن كل ما يمت بصلة للطائفية، هو ألغاية ألأسمى ألتي يناضل من أجلها جميع ألمخلصين من ألعراقيين دون هوادة..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألأول
- قراءة سريعة في برنامج الحكومة المالكية..! 2/2
- البصرة: بين مطرقة العصابات وسندان المليشيات..!
- قراءة سريعة في برنامج الحكومة المالكية..!1/2
- الحكومة الجديدة: حكومة للوحدة الوطنية أم حكومة للتعهدات..؟
- هل هي صرخة في واد...؟
- العراق: ملامح الحكومة المرتقبة..!
- ألعراق: ألأول من آيار- مهام صعبة...!
- ألعراق: ألأشتباك ألأمريكي – ألأيراني..!
- هل كان ذلك فخا..؟
- ....عقلانية الخطاب السياسي
- ما وراء موقف الجعفري..؟؟
- هل أن الكونفدرالية بديل للديمقراطية..؟
- !..الملف ألأمني واللعبة السياسية
- !..وطنية حزب
- !..ألألتزام -السياسي- بنصوص الدستور
- الذكرى الثالثة..أحتلال أم تحرير..!؟
- !..الملف ألأمني- الحالة المستعصية
- !..حلبجة..ألأنفال
- العراق: حيرة المتفائلين..!


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - ألزرقاوي: ألأسطورة وألظاهرة...! ألجزء ألثاني