( (57
[email protected]
الخبر:
وكالات الانباء، صحف عالمية: في يوم 14-4-2003 اعلن عن نهاية العمليات العسكرية الامريكية بعد ان استسلمت مدينة العوجة للامريكان دون قتال.
المبتدأ:
قبل نصف سنة نشرتُ الكتابة ادناه ، اهديها الآن بمناسبة سقوط مدينة الصدّاميين ؛القلعة الحصينة ( العوجة) الى كلّ الصدّاميين العرب، والى من هدم صدام قلعة امالهم الحصينة؛
القلعة الحصينة.... صدّاميينغراد*
بالأمس، قلت لك يا أخي كيف يحلم العرب؛ بأن يصبحوا يهود المستقبل .. ربما تبدو الفكرة غامضة لكنك ستتذكر ما قلناه عن امكانات وعقول اليهود التي تعرضت للفناء.. وانت تعرف باقي الرواية،عربياً إذا نظرت الى أقرب جهاز تلفاز، ويهودياً إذا قرأت أي كتاب أوربي.
وارجو مساعدتي في الأستماع الى صوت التاريخ وتتبع ادواته ودوراته في الأيام التي هي دول بين الناس تأتي وتمضي. وان كنت تسأل عن الحاحي على المسألة اليهودية،فأنا اجيبك بتشابه التيه، وعمره، الذي سنجعله دليلاً على يهودية مستقبلنا العربي، و لك ان تختار انت التيه المنشود . ومن ناحيتي لا ارى في تيه الاربعة عقود مثالاً صالحاً إلا في العراق كنموذج ؛أعني ستنتهي الاربعة عقود بعد أيام وستنتهي معها الأسطورة التي سمعناها جميعاً من أهلنا ان اربعة عقود هي حكم دموي بعدها الفرج.. هنا سنثبت دعامة كبيرة ومثابة نعود اليها بالضرورة لدراسة ما نحن في صدده ... اقول نحن واعني أهل هذه العقود الاربعة.. نحن ومن بعدنا الطوفان.
يحكى ان المؤرخ اليهودي جوزيفوس كتب حكاية غريبة: بعد سقوط مدينة القدس عام 70 في ايدي الرومان، قال: فرّ جماعة من السيكاري اليهود المتطرفين الى قلعة ماسادا الحصينة الواقعة في منطقة جبلية استولى إليعازر قائد جماعة سيكاري اليهودية المتطرفة على القلعة، ودام الحصار فترة طويلة حاول فيها الرومان بناء الابراج العالية التي تمكنهم من القاء الاحجار على اسوار القلعة الحصينة لتحطيمها، إلا ان السيكاري كانوا في كل مرة يعيدون بناء الجدران بعد تحطيمها ،وحسب ما ذكره جوزيفوس، رفض إليعازر قائد التمرد الهرب من القلعة ولم يسمح لرفاقه بالرحيل? انما جمع رجاله واخبرهم ان الرومان سيفظعون بهم وبعائلاتهم لو قبضوا عليهم احياء، واقترح عملية انتحار جماعي لتفادي هذا المصير وتحدث إليهم قائلا? :(اصدقائي الكرماء، عزمنا منذ فترة طويلة ألا نصبح خدما للرومان ولا لأي سلطة أخرى غير الإله نفسه، الذي هو وحده الرب الحق والعدل للبشر، وقد حان الوقت حتى ننفذ هذا العزم في الواقع?? وانا اعتبر بأن منحة من فضل الإله علينا ان جعلنا ما زال في مقدورنا ان نموت بشجاعة ونحن احرار?? ومن الواضح بأنها ستؤخذ خلال يوم، لكنه ما زال من المناسب لنا ان نموت معا بطريقة مجيدة مع اعز اصدقائنا)?ومضى إليعازر يشرح خطته وكيف ان على الرجال الشجعان الذين انتقاهم ان يبادروا الى قتل النساء والاطفال اولا، ثم يتولى الرجال قتل بعضهم بعضا? وهكذا احتضن كل واحد زوجته واولاده للوداع الاخير ثم قتلهم، واختار الرجال عشرة منهم ليقتلوا الباقين، فكان الرجل يرقد بجانب اسرته ليموت قريبا منها وعندما اكمل الرجال العشرة مهمتهم اختاروا واحدا منهم للقضاء على التسعة الآخرين وانتحر هو في النهاية، بعدما تأكد من عدم وجود احياء من بين سكان القلعة ، ولم يبق منهم سوى امرأتين وخمسة اطفال، كانوا مختبئين في احدى الفجوات تحت الارض? وفي صباح اليوم التالي خرج الرومان للاستيلاء على قلعة والقبض على من بها من السيكاري، ففوجئوا بأنه لم يكن هناك من يعترض طريقهم، ولم يدروا ما الذي حدث حتى خرجت المرأتان ومعهما الاطفال واخبرتا الرومان بقصة الانتحار.
مهلاً ولا تقل لي انها من قصص الأولين ..المكان موجود الى الآن ويصعد الى قمته جنود اسرائيل سنوياً لترديد قسم الولاء والتضحية؛ النصر او الشهادة.. قَسَم سنوي..وبيعة للتضحية، ولسنا هنا بصدد ذكر مآثر ابناء العم جوزيفوس،فهم في كل معاركهم ماكانواعلى ماتقوله الأسطورة او الواقع عنهم .. هذه الأسطورة حققها شعب اليابان وواقعة جزيرة اوكيناوا خلال الحرب العالمية الثانية كانت اصدق تعبير عن مدى عزيمة اليابانيين وتصميمهم على ان يكونوا امثولة للشعوب. ففي هذه الجزيرة قاتل اكثر من 30 الف جندي ياباني حتى الموت رافضين الاستسلام للقوات الاميركية وحلفائها... ولسنا هنا بصدد تفاصيل عمليات الكاميكازي الأنتحارية التي قضّت مضاجع أمريكا وارهقتها.. لكن لنا شؤون آخرى كثيرة تشغلنا بأنفسنا ، اولها؛ في هذه الرواية عن القلعة الحصينة، لنا قلعة حصينة نريد تهديمها.. وثانيها ؛البيعة التي يجددها صدام لنفسه هذه الأيام، هو يعلم أكثر من غيره انها الأخيرة لأنه تنبأ في روايته الأخيرة ( القلعة الحصينة) ب ماسادا ستعاشر الحلم العربي من بعده لسنوات...حيث قالت أم البطل "الحاجة صالحة" : ان "هذه القلعة والارض ورثناهما ولم يشترهما احد منا بدراهمه ومن يملكها فعلا هو فقط من يقدم دمه لها ويدافع عنها ويحفظها".
وتضيف "لقد ورثناها هكذا ونريد ان تبقى هكذا ومن يعجبه هذا اهلا وسهلا ومن لا يعجبه فليس له خيار اخر الا اذا اختار ان يقف على ابواب الغرباء... هذه القلعة الحصينة (ماسادا) سيختار لها من يستقدمهم للتضحية والفداء حسب ما ورد في تلمود افكاره... وسيذبح خلالها آخر شبيه له، لينسل عابرا التحصينات الأمريكية وسيتخذ له هيأة شحاذ طويل اللحية( في بلد وحده الشحاذ من له الحق بإطلاق لحيته فيه)...ولن يتعرف اليه أحد، في بلد صارت التسول فيه مهنة رسمية.... وسيتذكّر ماقاله يوما ما بعد رحيل شاه ايران الى منفاه في عام 1979، يوم قال في حديث صحفي معلقا: لماذا يحمل الرجل مسدسه؟ قبل ان يضيف نحن نعرف ان الرجل يحمل مسدسه ليستخدمه وقت الضرورة. وكان على الشاه ان يستخدم مسدسه ويقتل نفسه بدلا من ان يوافق على ترك ايران ))....لكنه لم يكن يدرك معنى كلمة الشاه الأخيرة حين سئل لماذا لم تبدهم وكنت قادراً ، قال : الدكتاتور وحده من يبيد الشعب أما الملك فلا.. وأنا ملك الملوك... وسيندم حرامي الحرامية صدام ضياع الوسيلة لإحراق آبار النفط... بطريقة الحرائق الضخمة التي اشعلتها قوات الحرس الجمهوري لدى انسحابها سنة 1991 في 727 بئراً نفطياً كويتياً.... وربما سيندم لأنه لم يسمع كلام مشعان الجبوري الذي كتب له رسالة و ضمن فيها سلامته شريطة تسليم السلطة الى مسعود البارزاني او الخزرجي!!!..وسيندم بعد رحيل العمر النيروني عدم إحراق روما لا للمتعة هذه المرة لكن بدافع من ذات شمشون التي جبنتْ داخله ولم تصرخ عليَ وعلى أعدائي.... سيخرج من تيه عقودنا الأربعة الى التيه القومي الكبير .. حيث يجد في إنتظاره ملايين العرب على الحدود... مثل صقر عوجوي.. يروي فيه الندامى صورة الأمير عبدالرحمن الداخل... وربما سيعبر ايضاً نهر الفرات سباحة .. لا ليثبت هذه المرة للعالم قوته على طريقة ماو ، لكن لينجو ... وربما سيكون من الفارّين معه علي كيمياوي الذي سيعبر النهر الى منتصفه ويقرر العودة الى الشاطئ حيث ينتظره من لاحقوهم من اهل العراق وسيذبحون الكيمياوي أمام عينه اذا ينظر اليهم من الضفة الثانية...نظرات عبد الرحمن الداخل، وسيعلن تيهه بعدها... تاركاً جامع أم المعارك الكبير للأمريكان وليحلم بجامع مثل الذي بناه عبد الرحمن الداخل في قرطبة.
سيحكي للعرب ماجرى لأهله في ماسادا وما رأت عينه من سيوف تناوشت الكيمياوي الغرير.. وسيحكي للعرب عن مدينته الخائنة صداميّينغراد وانكسارها السريع ... وسيربي طيوره الزواجل بغية اختراق الحصار وإرسال بريده الى من يشتهي نصرتهم له ... وسياخذ بكلمة غوبلز وزير الدعاية الألمانية في عهد هتلر ومقولته ذائعة الصيت: (اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون)...ويعيد قراءة كتاب الأمير... وسيصدِّقه جمع كبير من العرب ..إذ لا أحد يكذب حلم غودو العربي ...وسيبكي من يبكي معه من اليهود الجدد ضاربين رؤسهم في حائط هائل سيقيمه اهل العراق على الحدود مع كل من ساند صدام في ايامه الأخيره.
• نشرت بتأريخ 15-10-2002
http://www.sotaliraq.com/141002file014.htm