|
وطن يتسع للجميع
فضيل رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 15:13
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
**سأل ابن اباه ممتعظا لماذا يكون لزاما الإجابة عن واجباته المنزلية وكرونا ستقتل كل الناس؟ اجابه الأب كي لا تموت وانت غبي *
سنكتب هذه السطور وننتظر الموت بشجاعة كمحاربين ، لكن كل ما ركمناه من معارف في العلوم السياسية سيدفن تحت الأرض ملوثا بالكرونا ،طبعا إذا لم نطرح أسئلة حقيقية ولم نغتنم هذه الفرصة الثمينة لننظر على الأقل إلى قضايانا الآنية ،في الإيديولوجيا ، وفي السياسة ،وفي الاقتصاد ، وفي الثقافة وفي كل مناحي الحياة ، سنضع نظرية المؤامرة جانبا ،ولا يهمنا من اين جاء الفيروس ومن صنعه ، .وهل فر هاربا من مختبر ما أم سخط رباني أم مكيدة دولية ، وسنحاول قدر المستطاع إبعاد كل النظريات التي درسناها في العلوم السياسية من يوتوبيا طوماس مور ؟حتى نظرية سلامة القطيع ومناعتة وعش الضبابير.. وكل ما قيل في القنوات التلفزية من تنظيرات إعلامية لتفسير ما يقع في الكرة الأرضية من هزات، لنهيئ انفسنا لتغييرات ممكنة في منظومة التفكير ومنظومة القيم والتي يكون منطلقها الوحيد طرح أسئلة حقيقية وجريئة وصادقة ، فلابد أن نفهم ما نحن بصدده قبل أن نتطلع إلى مستقبل ننشده . من كل زوايا الرؤية ، يواصل كل الناس متابعة أزمة وباء الفيروس التاجي المستجد ، حيث بلغ الإدراك في كل مكان أنه لا توجد دولة معصومة من الفيروس على ما يبدو فهو عادل في انتشاره. لكن لا زال كل ما نملكه من معرفة وعرافين لم يطرحوا بعد أسئلة حاسمة وضرورية فيما نحن فيه ، وفي الأيام الأخيرة يحاول الناس الإجابة عن عدة أسئلة يعتقدون أنها حقيقية وآنية : هل يمكن أن تكون الأزمة المستجدة هي نفسها فرصة غير مسبوقة لمغرب جديد مأمول ؟ ام قد تكون كذلك فرصة غير مسبوقة لمصادرة مسبقة لولادة منشودة ؟. وأي مستقبل ما بعد مستجد كوفيد 19، ؟ فأي الأسئلة الأحق بالإجابة ننطلق منها ليكون موجها لجميع الإجابات المحتملة ؟ أي وطن نريد العيش فيه؟ هذا هو السؤال الذي اريد ان اجيب عليه واعتقد أنه سيكون المنطلق الحتمي للإجابة عن جميع الأسئلة الأخرى ،فنحن في لحظة تاريخية حاسمة للإنسانية. ليس فقط بسبب فيروس كورونا بل لأن الفيروس أعطانا فرصة للوعي بالعيوب العميقة التي تواجهها البشرية جمعاء وفرصة لنستفيق من غيينا ، فالعالم فيه الكثير من الوحشية وعدم التكافؤ والهيمنة والسطوة جعلت اوضاعنا الاقتصادية مرتهنة به ومتماهية مع مصيره وكذلك الأمر في كافة مناحي الحياة والسلوك وامسينا منمطين كعلب السردين وأصبحت مسالة استبدال هذا النظام بنظام عالمي إنساني حاجة يكون منطلقها الوطن ومنتهاها مستقبل للبشرية قابل للبقاء. حينما سلمنا انفسنا لفلسفة العرض والطلب والمصالح النفعية المتوحشة واقتصاد السوق وإدارة الاقتصاد والسياسة بمنطق الربح الأعمى لا بمنطق الوطن قادتنا هذه المسيرة لا محالة إلى الهلاك إن الحياة التي يديرها السعي إلى الربح مهما كان الثمن ،غالبا ما تختار صناعة مراهم التجميل على انتاج لقاح للفيروس على حد تعبير تشومسكي الوطن الذي نريد ،هو الذي يستطيع طرح بعض الأسئلة في اوانها ويشرع في التفاعل الجماعي حولها ولا حاجة لنا اليوم لطرح أسئلة مضمرة: ك :من اوصلنا إلى ما نحن فيه؟ وكيف سيكون الوطن بعد الجائحة ؟ وغيرها ، ألم يقل أحد الكتاب المغاربة في حوار صحافي قبل الكرونا بأسابيع معدودات أن الحل يكمن في إيجاد قادة وطنيين ؟ وقال آخر في مقالة أخرى أن المعيرة السياسية والمفاهيم قد تغيرت وتحولنا إلى ما اسماه بقادة فاعلين وأن الفاعلية في السياسة هي المستقبل ؟ في محاولة يائسة طبعا لإيجاد مقدمات نظرية جديدة لن تكون مدخلا حقيقيا للتفكير
إذا لم نشرع على الفور في تنظيم انفسنا ونتضامن فيما بيننا لتحقيق عالم أفضل بكثير من العالم الذي عشنا فيه ،حيت لا قيمة لأي منا إلا بأفعاله لا بما تحتويه حافظة نقوده أو رصيده المالي حيت لا مجال للإنبهار بالآخر والتنقيص من ذواتنا ومن قدرتنا على الإبداع والإبتكار قسوة الدرس يا سادة يجب ان تعلمنا الكثير ،،يجب ان تعلمنا مثل هذه اللحظات التاريخية كيف نتحرك بما يتطلبه الأمر من قررات جريئة وتاريخية تعيد القطار إلى سكته وتكون هذه الحركة شبيهة بالتعبئة العامة والنفير المجتمعي ،واستنهاض الوعي الجمعي المشترك لكي نواجه المصاعب الهائلة التي طالما أعاقت تطور مجتمعاتنا وأعاقت طريق الحق والعدالة والتي لن نتعافى منها ما لم نكن حازمين في مواجهتها ،سيكون مصيرنا مستقبل عيش سقيم لا وطن فيه إذا لم نكن تلاميذ نجباء لدروس التاريخ. بآلية المعادلات الرياضية امامنا خيارات محدودة فإما ان نعيد تركيب ما عشناه وسيستمر العالم في توحشه ويصبح اكتر عنفا أو نعيد للبشرية وهجها وتصبح القيم الإنسانية هي مستقبل الأوطان وعيشها المشترك،اعتقد أن وطننا بعرق الجبين يتسع للجميع نعيش فيه ممكن فلنحاول عدة مرات ...
#فضيل_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أخلاقيات التعليق والكتابة الإلكترونية
-
شيخ
-
القانون التنظيمي للعريضة : تفعيل الديمقراطية التشاركية
-
قصيدة شعرية حكمة أمي
-
قصيدة شعرية
المزيد.....
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
-
ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
-
لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
-
ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب
المزيد.....
-
الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة
...
/ محمد أوبالاك
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|