أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ما الذي يعنيه استيراد العراق للمنتجات النفطية وهو البلد الغني بثروته النفطية والغازية ؟















المزيد.....

ما الذي يعنيه استيراد العراق للمنتجات النفطية وهو البلد الغني بثروته النفطية والغازية ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتبر العراق من البلدان الغنية بإنتاج النفط حيث بدأ الانتاج فيه منذ العام 1927 في حقل كركوك شمال العراق ثم تتالى انتاج الحقول الاخرى بعد ذلك تحت سيطرة الشركات الأجنبية المستغلة حتى تأميمه سنة 1972. وتشير الاحصائيات الى ان حجم الاحتياطي النفطي العراقي المؤكد يبلغ نحو ( 112) مليار برميل , وان نسبة 80% من نفط العراق ما تزال غير مؤكدة , ويقدر الاحتياطي غير المؤكد بحدود ( 360) مليار برميل . في حين يبلغ الاحتياطي النفطي العراقي حوالي (10,7 %) من اجمالي الاحتياطي العالمي , فالعراق يحتل اكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية وهو يبلغ اربعة اضعاف الاحتياطي النفطي الأمريكي.
يمتاز النفط العراقي بوجود حقوله في اليابسة لذلك فإن تكاليف انتاجه تعد الاقل في العالم اذ تتراوح بين ( 0,95 و 1,9 ) دولار للبرميل الواحد مقارنة بكلفة انتاج البرميل في بحر الشمال التي تصل الى عشرة دولارات . بالإضافة الى ذلك يوجد في العراق جميع انواع النفط من خفيف ومتوسط وثقيل.
اما بالنسبة الى صناعة النفط في العراق فتعاني منذ 1980 من غياب عمليات الصيانة والتحديث حيث توجد منشآت ومعدات يزيد عمرها على عشرين عاما وتعرضت الى السلب والنهب اثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وتعرضت الأنابيب الى الهجمات. ويشير خبراء النفط الى ان العراق لو أراد ان يتجاوز في انتاجه النفطي عتبة الـ ( 3,5)مليون برميل يوميا فعليه توفير خمسة مليارات دولار لإنتاج مليون برميل اضافي .
العراق يصدر نفطه الخام ويحصل على عوائد مالية كبيرة تعتبر الممول الرئيسي لموازنته ولكن اغلبها يضيع بين مافيات الفساد وهدر المال العام وسوء التخطيط . ولم يعمل العراق على تحويل نفطه الخام الى منتجات نفطية يحتاجها في سد الحاجة المحلية وامكانية تصدير الفائض منها للحصول على عوائد مالية وانما فضل استيراد المنتجات النفطية. وتشير الارقام الى ان العراق يستورد سنويا منتجات نفطية بقيمة (5 ) مليارات دولار حيث ان مصافي النفط لا زالت قديمة ولم يخطط لتطويرها وتحديثها او انشاء مصافي جديدة. وان اكبر مصفى في العراق الذي هو مصفى بيجي تعرض الى تآكل معداته وتعرضه للدمار بسبب احتلال داعش الارهابي للمنطقة. فالعراق اليوم بحاجة الى انشاء مصافي جديدة وتطوير القائم منها وتحديثها .
ان كل الحكومات ووزارات النفط المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم قد فشلت في بناء صناعة تكرير النفط تكون قادرة على تلبية احتياجات الطلب الداخلي من المنتجات النفطية , في حين أن الأموال التي ينفقها العراق على شراء المنتجات النفطية من دول الجوار تكفي لإنشاء عدة مصافي تكرير في البلد وهذا يرجع الى السياسات الخاطئة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة بعد 2003 والى اليوم في ادارة شؤون البلاد بشكل عام والقطاع النفطي بشكل خاص, فالعراق هو ثاني اكبر دولة منتجة للنفط على مستوى اوبك ومن الدول الكبرى المنتجة في العالم ومع ذلك يستورد منتجاته النفطية دون ان يفكر في تصنيع نفطه الخام وتحويله الى منتجات نفطية يمكن ان تباع بأسعار اعلى من سعر برميل النفط اضافة الى سده احتياجاته الداخلية. العراق يستورد المنتجات النفطية من ايران والكويت بمبالغ كبيرة بلغت (920 ) مليار دينار عام 2018 لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء ولوسائل النقل . ولو كانت هناك سياسة اقتصادية صحيحة لاستثمرت اموال النفط الفائضة في بناء مجموعة من مصافي النفط من دون الحاجة الى الاستيراد والى توفير عشرات الالاف من فرص العمل للعاطلين عن العمل .
لقد شجع قانون استيراد وبيع المنتجات النفطية رقم ( 9) لسنة 2006 في مادته رقم (1) / أ (( لشركات القطاع الخاص العراقي او الأجنبي وبموافقة وزارة النفط استيراد المشتقات النفطية حسب المواصفات العالمية والتي تحددها الوزارة المختصة وخزنها ونقلها وبيعها للاستهلاك المحلي مباشرة او من خلال وكلاء مخولين .....)) شاملة بنزين السيارات وزيت الغاز وزيوت المحركات والشحوم بجميع انواعها والغاز السائل ( غاز الطبخ ) والنفط الأبيض . ولم يشجع القانون او غيره على تصنيع النفط الخام وتحويله الى منتجات نفطية. وهذا ما تريده الجهات المتنفذة تحويل العراق الى بلد مستورد لكل شيء بلد استهلاكي غير منتج .
يمتلك العراق عددا من المصافي النفطية اكبرها مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين التي تعرضت للدمار بفعل احتلال داعش للمنطقة والعمليات العسكرية التي جرت لتحرير المصفى من سيطرة داعش , وتم اصلاح العطل في المصفى حيث استأنف العمل بعد توقف دام اربع سنوات جراء احتلال داعش الارهابي للمنطقة . وفي النية اكمال اصلاح كل العطلات في الوحدات المنتجة حسب الأولويات للوصول الى الطاقة الانتاجية الكلية للمصفى لأكثر من 300 ألف برميل يوميا. فقد كان المصفى قبل احتلال داعش له يزود العراق بنحو 60% من احتياجات العراق من المشتقات النفطية .
ومن المصافي الحديثة التي تم انشاؤها مؤخرا , مصفى كربلاء الذي تم استكمال اكثر من 51 % من المشروع ومن المؤمل ان ينتهي العمل به في نهاية 2021 بطاقة اجمالية تصل الى اكثر من 140 ألف برميل يوميا حيث ان انجازه سيقضي على جزء كبير من البطالة اذ سيعمل به عدد كبير من اليد العاملة ومن مختلف الاختصاصات اضافة الى حل ازمة النفط ومشتقاته في المحافظة .
وهناك مصافي اخرى محدودة في وسط وجنوب العراق اكثرها اهمية هي مصفاة البصرة ومصفاة الدورة في بغداد الا ان انتاجهما لا يسد الحاجة المحلية. وهناك ايضا مصافي صغيرة اخرى في النجف والديوانية والناصرية وميسان تنتج الديزل والنفط الأبيض.
منذ سقوط النظام الدكتاتوري في 2003 والى اليوم لم يتم بناء المصافي الجديدة او تطوير المصافي القديمة ( عدا انشاء مصفى كربلاء المتلكئ الذي سينتهي العمل به عام 2021 . 00 اذا تم انهاؤه). في حين اصبحت مصافي العراق الحالية قديمة ولا تعمل الا بنصف طاقتها ومنتجاتها ذات مواصفات رديئة في حين يتم بناء العديد من المصافي في منطقة الشرق الأوسط كالسعودية والكويت التي تبني مصافي مخصصة للتصدير.
العراق اليوم بحاجة الى اعادة النظر بسياسته النفطية والعمل على بناء مصافي جديدة وتطوير وتحديث المصافي القديمة من اجل الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية وتصدير الفائض منها بدلا من استيرادها وبكلفة عالية والسعي الى ان تعمل المصافي بكامل طاقتها التصميمية. ولكن من سيفعل ذلك في ظل نهج المحاصصة والطائفية المتبع وفي ظل غياب الرؤى الاستراتيجية وسوء الادارة ؟؟؟!!!



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطموا سلسلة الفساد
- لا خير في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج
- هل يخضع اسناد الوظيفة العامة في العراق الى المعايير الشفافة ...
- حصاد العراق الاقتصادي في سبعة عشر عاماً
- التعرفة الجمركية وسيلة لتشجيع منتجاتنا وزيادة الموارد وليس م ...
- أين ذهبت فروقات الزيادة في أسعار النفط؟
- في انتظار( جودو)
- مؤشرات سلامة الاقتصاد العراقي
- كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي
- الفشل التنموي لدولة المكونات ,في ضوء التقرير السياسي للمؤتمر ...
- كانت في العراق صناعات نسيجية...
- دورالمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة في نهضة العراق الاقتص ...
- شروط قرض صندوق النقد الدولي للعراق
- السياحة في العراق كمصدر مهمل من مصادر الدخل الوطني
- كلمن يطالب بالعمل گالوا شيوعي بالعجل
- لنغرس ثقافة احترام القانون اذا اردنا هزيمة الفساد
- (ساخت) ايران وتركيا الأكثر شهرة في تجارة العراق
- السياسة الاقتصادية – الاجتماعية في ضوء برنامج الحزب الشيوعي ...
- الاصلاح في العراق يبدأ من الاقتصاد
- هل استفاد فقراء العراق من عائدات النفط عندما كانت اسعار النف ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ما الذي يعنيه استيراد العراق للمنتجات النفطية وهو البلد الغني بثروته النفطية والغازية ؟