أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - الجدل العقيم في غرفة يهوه أيلوهيم















المزيد.....

الجدل العقيم في غرفة يهوه أيلوهيم


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( كل حزب بما لديهم فرحون ) - القرآن ..
( القرد بعين أمه غزال ) - مثل شعبي عراقي ..
بداية نود هنا ان نسجل تعاطفنا مع الأقليات و خاصة غير المسلمة التي أضطهدت و لازالت تضطهد في البلاد العربية الأسلامية .. و في مقدمتهم المسيحيون بشكل عام و القبط المصريون بشكل خاص !!! الذين تطبق عليهم الشريعة الأسلامية رغما عنهم و خاصة ماجاء في العهدة العمرية التي يتبناها الأزهر و الحكومة المصرية المتعلمنة نسبيا و المؤتمرة بأوامر مشايخ الأزهر الشريف !!! حيث لا يسمح للقبط سكان مصر الأصليين ببناء أو ترميم كنيسة طبقا لشروط العهدة العمرية التعسفية .. اضافة الى أقصاء الأقباط من تولي المناصب المهمة و الحساسة في الحكومة المصرية !!!
ان الأضطهاد الذي تعرض له القبط على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا أضطر الكثير منهم الى الهجرة الى بلاد الغرب في أستراليا و كندا و أميركا بحثا عن حرية أفتقدوها في وطنهم الأم !!! و هربا من جحيم العهدة العمرية المسلطة كالسيف على رقابهم منذ الغزو العربي الأسلامي بقيادة عمرو بن العاص والى يومنا هذا !!!
انه لمن الطبيعي و الحال هذه أن يلجأ الأقباط الى الرد على تلك العهدة الظالمة بالنبش في المجلدات الضخمة للتراث العربي الأسلامي و البحث عن مثالبه و سقطاته و هفواته و عثراته و تناقضاته و هي لا تعد و لا تحصى و الحمد لله !!!
و مع التطور الهائل الذي يشهده عصرنا من انتشار وسائل الأتصال الحديثة و الأنترنت التي دخلت تقريبا كل بيت أصبح عالمنا حقا قرية صغيرة كما يقال .. فقد لعلع الصوت المسيحي و القبطي المقهور عاليا .. فاضحا عورات الأسلام و المسلمين المتناثرة في عدد هائل من المجلدات الضخمة من قرآن و أحاديث و تفاسير و تواريخ ... فاستطاعوا ( أي المسيحيون ) أن يكشفوا المستور و المسكوت عنه في كتب التراث الأسلامي و يعروه أمام العالم العربي الأسلامي بكل ما يحمله ذلك التراث من غزوات و قتل و سفك دماء و سبي نساء و نكاح أماء و نهب و سلب و قهر و ظلم و جور و فجور !!!
ان المجادل القبطي أو المسيحي في غرفة ( يهوه ايلوهيم ) على البالتولك يبدو و كأنه قوي الحجة مدعوما بما يسميه ( الدليل و البرهان ) و من كتب الأسلام في تفنيد مايحاول المجادل المسلم الذي يبدو ضعيف الحجة مهزوزا مهزوما غير قادر على مقارعة نظيره المتدرب جيدا و المتسلح بالمعرفة و الحجج و البراهين التي لايستطيع المسلم دحضها كون مصدرها أسلاميا معترفا به من مرجعيات و مشيخات كبرى !!!
يتهم المسيحيون محمدا رسول الأسلام بتهم عديدة و يصفوه بكلمات بذيئة .. منها : أن محمدا هو رسول الشيطان !!! و أنه أبن آمنة و غير معروف الأب .. اي ابن زنى !!! ( متناسين أن يسوع هو مجهول الأب و قد أتهمه اليهود بأنه أبن زنا ) .. و انه ( أي محمدا ) كذاب .. سكير .. زاني .. مجرم .. سارق .. شاذ جنسيا .. قاتل .. الخ من التهم و الشتائم التي تنال من شخص رسول الأسلام ... و أن الله ( أله المسلمين ) ليس سوى شيطان !!! أو هو اللات أكبر - كما يزعمون - !! و أن الله ليس الأله الحقيقي الذي بشر به كل أنبياء بني أسرائيل و الذي تجسد أخيرا في هيئة بشرية هي يسوع المسيح !!! و نحن هنا نتسائل كيف أستطاع هؤلاء القوم ان يلفقوا تلك التهم و يخرجوا منها استنتاجات غرائبية من حكايات أسطورية ما عادت تنطلي على العقل الحديث ... فكما هو معروف أن اللات هي أحدى الآلهة التي سخر منها محمد و ناصبها العداء حتى حطمها بعد دخوله منتصرا الى مكة ... فمن أين جائوا بأن الله هو اللات أكبر ؟؟؟ ... أما أن يكون ألله ( اله الأسلام ) هو اله الشر أو ( الشيطان ) فتلك لعمري مفارقة مضحكة لاتستحق الجدل فيها ... هذا اذا كان هنالك اله للشر حقا أسمه ( الشيطان ) ذلك الكائن الخفي الذي يجري في دم ابن آدم كمجرى الدم !!! .. ان العقل الحديث ينظر الى ( الشيطان ) على أنه كائن خرافي أو أسطوري أخترعه العقل البشري وصفا لنزعات و نوايا تبدو له شريرة و هي في حقيقتها جزء من الطبيعة البشرية للأنسان ... كالرغبات المكبوتة و النوايا غير الطيبة أو غير الأخلاقية التي تهز ضمير الأنسان من الداخل بعد أن تربى و نشأ في بيئة معينة نومته مغناطيسيا من حيث لايشعر على قيم و أخلاق تبدو له طيبة و رائعة و خيرة تتحول بتقادم الأيام الى ( ضمير أخلاقي ) أو ( اله الخير ) يتنازع مع طبيعة بشرية انوية مكبوتة و غير أخلاقية تدعى مجازا ( شيطان ) !!!
أما المسلم المسكين فهو في ورطة ... انه يؤمن بالمسيح عيسى ابن مريم و لا يستطيع بالتالي مهاجمته و نعته بصفات سيئة كما يفعل المسيحي بمحمد !!! كما ان المسلم لا يجد في تعاليم يسوع او في الاناجيل من دعوة صريحة للقتل او السلب او النهب او نكاح تعددي و ملكات يمين ... على الرغم من ان يسوع المسالم قد صرح بأنه قد جاء لكي لاينقض الناموس ( توراة اليهود ) المليئة بالقصص الأسطورية المثيرة المليئة بالجنس و القتل و الأبادة الجماعية للبشر و حرق القرى و تدميرها بما فيها من بشر و حيوانات و تخريب و ترهيب من أجل أرضاء الأله ( يهوه أيلوهيم ) الأله الرحيم الذي صب غضبه على المصريين القدماء في الفصح ( pass over ) و الكنعانيين الذين منح أرضهم الى شعبه المختار بني أسرائيل أو بني الذي صرع الأله أيل !!! بارا بوعده الذي قطعه مع أبراهام الذي تحول الى أبراهيم !!! الجد الأسطوري للعبرانيين و ابناء عمومتهم العرب !!!
كما أنه ليس لدى النصارى ذلك العدد الهائل من المجلدات التراثية و التفاسير و تفاسير التفاسير و الفتاوى و الأجتهادات و الجدالات الطويلة في العقائد و المذاهب و السير المتعددة و الفرق و الملل و النحل لكي يتصيد منها مثالبا يبز بها حاملي الصلبان ...
و عندما تسأل المسيحي عن سر تلك الولادة الأعجازية ليسوع من عذراء لم يمسسها بشر .. يأتيك بأدلة و براهين من القرآن ... و لا أدري كيف يستدل بنص كتاب يعتبره شيطاني للبرهان على ولادة يسوع التي تتناقض مع قانون الطبيعة الثابت الذي لا يتغير !!! و في احيان أخرى يدعي المجادل المسيحي بأن عيسى بن مريم المذكور في القرآن هو شخص آخر غير الأله يسوع ( الأله الحقيقي ) الذي سيترك لكل البشر أثرا ليهتدوا اليه ليدخلوا ملكوت السماوات و الويل لمن لايهتدي فمصيره جحيم أبدي !!!
و لو أفترضنا جدلا أن يسوعا هذا هو شخصية حقيقية مثبتة وجدت في التأريخ قبل أكثر من ألفي عام !!! فأن التساؤل يبقى مشروعا حول سر تلك الولادة الغرائبية التي كسرت القانون الطبيعي الثابت بحجة ( المعجزة) !! التي لا يستسيغها العقل الحديث و الذي انبثق و تطور في الغرب المسيحي !!! فالمعجزات المزعومة كثيرة و لكل اجتماع بشري أساطيره و معجزاته !! فلماذا يجب علينا أن نصدق بأسطورة يسوع وحدها دون الباقي من أساطير الشعوب و الأمم ؟؟؟!!!
لا نريد هنا أن نطالب المسيحيين أن يقنعوا ممن لايصدق بأسطورة ولادة يسوع الأعجازية الخرافية .. و لكننا ندعوهم الى ان يقرؤوا نصوص التراث الأسلامي بضمنها القرآن و السنن في سياقها التأريخي الموضوعي و ظرفها الزماني و المكاني ... فالقرآن كتاب المسلمين المقدس هو وليد ظروف القرن السابع الميلادي و أحداثه التي جرت في صحراء الجزيرة العربية التي كانت تقطنها قبائل تتصارع على الموارد الشحيحة في تنازع البقاء ... كثيرة الترحال بحثا عن الكلأ و الماء .. تتقاتل .. تغزو بعضها البعض .. تسلب و تنهب ... لا لهو لهم سوى قول الشعر و النكاح و شرب الخمر .. يتداوون ببول البعير .. فليس من العدل والأنصاف أن نلوم ذلك المجتمع على أخلاقه و لهوه و دوائه ... أنها ثقافة الصحراء الجرداء بكل قسوتها و لابديل لقاطنيها سوى التخلق بها .. و لو ولد يسوع في صحراء العرب لشرب بول البعير دواءا و لحمل السيف غازيا ...
لقد نشأ محمد و ترعرع في مكة التي أمتازت بكونها أهل البلد الحرام ( الكعبة ) التي تحج اليها القبائل في مواسم معينة يؤدون مناسكهم و يلقون بأشعارهم و يضحون لآلهتهم المتعددة .. و بسبب التطور التأريخي الأجتماعي الحتمي و وجود شخصية كمحمد المثقفة المتحنثة المتأملة في أحوال مجتمعها و زواجه بسيدة قريش التاجرة الواعية و المثقفة خديجة بنت خويلد و قضائه معها خمس عشرة سنة و علاقة خديجة بابن عمها ورقة بن نوفل المتبحر في الكتاب المقدس ... كان لابد أن تتمخض تلك الظروف عن النبي الذي كانت تنتظره العرب و الكهان و اليهود و النصارى ... كان لابد من ظهور محمد نبيا و موحدا للعرب بأله واحد هو الله !!!
و نحن لسنا هنا بصدد الدفاع عن النصوص التي جاء بها محمد و خاصة تلك التي تدعوا الى القتل و اقصاء الآخر و نبذه و أحتقاره و أحتكار الحقيقة الدينية الوحيدة و احتقار المرأة و تعددية الزواج من النساء و الأماء و ملكات اليمين ... الخ !!! بل ندعوا الى قرائتها ضمن سياقها و ظرفها التأريخي و الأجتماعي !!!
و هذه دعوة الى المسلمين أيضا أن يعيدوا النظر بمقدسهم و ليكفوا عن الدعوة الى ان الأسلام هو ( الدين الحق ) و الوحيد !! و من يبتغي غيره لن يقبل منه ...كما ينبغي على المسلمين تجاوز فكرة ( الحاكمية لله ) و ( الأسلام هو الحل ) و أن القرآن ( يصلح لكل زمان و مكان ) !!! و الا فأنهم سيقعون في مأزق كبير في كيفية التعامل مع مباديء الحداثة و ما تدعو اليه من تسامح و تقبل الآخر و حرية الأنسان و حقه في الأعتقاد و اللا أعتقاد ...



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي ... من هبهب الى هبهب
- فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ... دعوة للتأمل
- أسطورة يسوع
- الأنسان في العراق حطام و حرية و تيه
- وصايا الظواهري
- أفطار أرهابي
- سيلين ديون ... و الطائفة المنصورة
- حوار مع صديق
- أين الخلل ؟؟؟
- هكذا تحدث سيد القمني
- سيد القمني يهزم المنتخب الأسلامي .. و ينسحب من المباراة
- تخليص الأبريز في تلخيص محطة قطار شمال باريز
- مرثية أور .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- رهان ( شعب الجبارين ) على الحصان الخاسر
- حسنا فعل الكورد .. نعم لعلم عراقي جديد
- رسالة نقدية .. في نقد النقد .. سأرد لا حقا
- هواية الجهاد في مزرعة الحاج محمود الجحيشي : الدوافع و الأسبا ...
- حوار غير متمدن في موقع أسلامي
- معجزات الديجيتال عند العرب المسلمين
- لكي تكون عربيا مسلما فأليك النصيحة ..


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - الجدل العقيم في غرفة يهوه أيلوهيم