أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...














المزيد.....

العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ يتساءل المرء المتعود على التقدير المنطقي البسيط ، ربما محتار في عديد أو ضئيل حيال نتائج الثورة البلشفية ، هل تغير كل شيءٍ بعد رحيل لينين 1870 - 1924 م ابو الفلشفية العالمية وصانع الاتحاد السوفيتي ، في هذه اللحظة ، تماماً ، قدموا كبار المفكرين والطبقة النخيوبة التى رافقت الرجل في أكبر عملية تحول شهدتها الحركة البشرية المعاصرة سؤالاً ، من أين يأتي الخوف ، وبالتالي كان التخوف السائلين صحيح وليس مجرد هرطقات ابداً ، لأن ، يومها بدأت عملية فصل السلطة عن السياسة ، وهذا قد مهدت له محاولة اغتيال لينين التى نفذتها الفتاة فانيا كابلا واقعدته عليلاً بعدها لحين وفاته ، إذن ، خلال السنوات التى عرفت بالعطب ، جرت عملية الانفصال ، لكن دون أن يعلن عنه ، الذي أضاف شكوك كبيرة ، تشير بأن وراء قرار تصفيته ، هو الجهاز الشرطة السري ، إذن في المقام الأول ، ليتخيل القارئ الحصيف ، أنه على متن طائرة في السماء وجميع الركاب منشغلون باهتمامات مختلفة ومن ثم تفاجؤا جميعاً عبر مكبرات الصوت لا أحد في غرفة القيادة وأن الطيار الآلي قادهم إلى مطار مازال تحت الإنشاء ، بالطبع ، هذه صورة مخيفة ، وبالتالي المدة الزمنية الذي ترنح بها الحكم بعد إصابة لينين في عنقه ، ومن ثم مرحلة الانتقال الفعلي بعد مماته ، فرضت المرحلة الجديدة سؤالاً ، هل هناك شخص قادر على المحافظة على التوازن الحاصل بين السياسيين وجهاز الأمن السري .

كل شيء تبدل ، عهد جديد يقوده جوزيف ستالين ابن صانع الأحذية والتى صنعته الأيام ، بالرجل الفولاذي ، تبدلت الدنيا من مرحلة الثورة الاجتماعية العالمية إلى الاشتراكية في حدود الإتحاد السوفيتي ، بل أنهى منذ وصوله إلى سدة الحكم ، النظام السياسي الديمقراطي ليصبح الإتحاد محكوم من ديكتاتور وبعض المسؤولين والشرطة السرية ، وهذا أحتاج إلى تفكيك التنظيم الكبير الذي كان يقود كفاحاً فكرياً واقتصادياً على الصعد المختلفة في العالم ، ليصبح تنظيم انتهازي ، كل هم أعضائه اكتساب بعض المكاسب مقابل الموافقة على قرارات فردية ، وبالتالي خلق ستالين بديكتاتوريته طبقة من المنتفعين ، أقلية ، مقابل جماهير محرومة من كل الحقوق ، تعيش على الخوف ، وهذا ترتب عليه صراع عميق وواسع بين القيادات التاريخية والذين يعتبرون أنفسهم بالمؤسسين وشركاء للينين وبين الجهاز السري الذي يقف وراء الرجل الفولاذي ، بالطبع كان مصيرهم بين المنفى أو في السجون ، فبات الجهاز السري يتحكم بالتفكير ويفرض سياساته على من صنعوا الفكرة والثورة ، بل باتوا أفراد الجهاز السري يقودون سياسات ومسارات لمؤتمرات الحزب الشيوعي على نطاق الجغرافيا السوفيتية ، ومن خلال مجموعة من المثقفين الانتهازيون والمأجورين لكي يمرروا سياسات القائد الجديد .

ففي عهد ستالين ، انقلب المجتمع رأساً على عقب ، لقد خُطفت الكرامة ولم يعد لها وجود بين الناس ، بل بات الناس يحترمون فقط من له سلطة وليس أي سلطة ، بل من شروط الاحترام أن يتمتع الشخص بوظيفة في الجهاز السري ، وتحول القمع هو العنوان الرئيسي للفكرة الشيوعية ، فبدل أن تكون وسيلة لإخراج الناس من ظلم القيصرية ، أصبحت تمارس ظلم أعنف مما كان سابقاً ، ولكي يتحقق ذلك ، كان لا بد من زج كل من الاشتراكيين والشيوعيين والفوضويين والنقابيين في السجون أو من استطاعوا الفرار من يد الجهاز الأمني ، تحولوا إلى أهداف وملاحقين ، لأن القائد المحبوب ستالين ، لا يتحمل أدنى ظل أعتراض ، وبالتالي كانت أيام وحيد القرن تشتهر بأكبر معتقل على هذا الكوكب ( اوستبيشورا ) الشهير ، وصلت الاعتقالات إلى مئات الآلاف الأشخاص ، وبدأت المحاكم الثورية بسلسلة إعدامات لا نهاية لها ، وفي واقعة واحدة أعدمت إحدى المحاكم ( 112 ) شخصاً لمجرد اشتباهها بعلاقتهم برجل قد اغتال سيرغي كيروف ، أمين مجلس القومي في لينينغراد والمقرب من ستالين ، تبع ذلك سلسلة إعدامات ، قبئذ كان ستالين قد استثمر الخلافات بين أقطاب المكتب السياسي ، تروتكسي وكامنييف وريكوف وتومسكي ، الذي سهل إعدام قائد حقيقي مثل كامنييف أول رئيس للجنة التنفيذية ، بل في واحدة من مآسي عهد ستالين إعدام سميرنوف ، واحد من أكثر الكتاب ثقافة في روسيا المعاصرة ، الذي رفض التوقيع على ورقة تناشد القائد الذكي بالعفو عنه ، بل يقال كان محافظ على رصانته وظهرت شجاعته أثناء الإعدام ، لكن استبدل سطور العفو بسطور أخرى ، حيث ترك عبارة تُعبر عن رباطة جأشه ، كتب هكذا ( لقد استحقينا هذا لموقفنا اللامقبول في المحاكمة ، لقد تصرفت بشكل مخجل وأريد أن أموت كثوري ) ،

بين المراوحة العميقة في سلطة لا يزيد قطرها عن صفر ، والدولة العادلة والتى تطمح في تغير جذري للتكوين البشري وبنيويتها العامة ، لا بد من عقد بين السياسة الفكرية وأدوات السلطة ، لأن مهمة المفكر أو العالم ، تقرير سياسات الدولة والنهج الذي ستنتهجه الدولة ، وهذا يفسر لماذا جميع المشاريع التى كانت يتحد فيهما الفكرة والسلطة تتحول الدولة إلى أمة ، لكن عندما يعتقل الفكر أو ينفى أو يغتال ، تفقد السلطة الحكمة بعد تحرير نفسها من قيود الإيقاع المنضبط ، وهذا يجده المراقب بشكل جلي وفاضح تماماً ، بتقارب السلطة من نهج المافيا ، الذي يتضاعف فيها الإرهاب والجريمة وتجارة الأسلحة وإنتاج المخدرات وتهريبها والدعارة ، وبالتالي هناك فارق كبير وعميق بين القدرة على إدارة الدولة من خلال الوعي ، وهذا لا يتحقق سوى بالعّالم والمُفكر ، القادران على توجيه من بيده السلطة لما ينبغي القيام به .

لقد تأثر الحاكم العربي في الفترة السابقة ، بالنموذج الستاليني أكثر من النموذج اللينين ، لأن باختصار من السهولة أن يتحول الحاكم إلى ديكتاتور وظالم ، لكن ، الصعوبة تكمن في أن يكون مفكراً أو عالماً أو رجل دولة من طراز عمر بن الخطاب . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علامات الخالق أن يمرر للمخلوق بصائر إدراكية ...
- لبنان بين حكومات الطبقة الفاسدة وحكومة التجويع ...
- كيم يونغ فتى الظل الجديد في لعبة التراشق ...
- عظمة الخيال جاء بكل هذه التكنولوجيا الافتراضية ...
- محمد عمارة من صفوف البناء التحتي للمادة إلى صفوف المدافعين ع ...
- كانط المتخبط والعرب المتخبطون بكانط ...
- ابو محمود الصباح من غرفة عملية صيدا يرد على تصريح مردخاي غور ...
- خلطة الحرية والفلسفة والتحوّل ، تمهد للانتحار ...
- فقط أبن الحرة من يُدير الأزمات بنجاح ...
- محاولة ركيكة مثل صاحبها ...
- البحث عن الهوية ، شعاراً مازال قيد البحث لم يتحقق ...
- إعادة النظر بالبيداغوجيا التقليدية ..
- الأفكار العلمية والفلسفية ممكنة في زمن معين ومستحيلة في زمن ...
- الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية بلا ليبرالية ...
- مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأ ...
- من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
- جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
- وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن
- كورونا بين القرض الحسن والربوي ...
- عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العدالة لا يمكن أن تصنع من الظلم ...