أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المهدي سليم - الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثقافات قمعية عقيمة لاتتقبل حالات إنسانية مغايرة














المزيد.....

الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثقافات قمعية عقيمة لاتتقبل حالات إنسانية مغايرة


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 11:30
المحور: المجتمع المدني
    


لم يفاجئني موقف الفنان في مساندته لابنته نور من أجل التحول أو العبور الجنسي لتصبح نور، بعد أن لخصت أزمتها في عبارة واحدة :"أنا عايشة في جسم مش جسمي"، وسبب عدم استغرابي معرفتي بوالده الكابتن صالح سليم ليس بسبب لعبة كرة القدم التى ليس لاأتمتع ببهجة ومتعة الاهتمام بها للأسف، ولكن لأنه كان يحضر احتفال يوم الخريجين في مدرستي الأورمان الثانوية، وكان قدوة تشع بالكبرياء واللباقة والأناقة والسلوك المدني الراقي، والتواضع حتى أنه كان يشارك في اللعب في فرق مشتركة من الخريجين وسعاة المدرسة والمدرسين والطلبة وأولياء الأمور بالرغم من أنه كان آنذاك كابتن فريق الكرة القومي، وكان يستأثر بقدر أكبر من الجاذبية الرغم من أن هذا اليوم كان حافلا بالنجوم في الحياة المصرية والعربية، وبالرغم من مشاركة أشقائه طارق سليم وعبد الوهاب سليم.
في هذه المدرسة أيضا كان من الزملاء الأكبر مني حالتين من الترانس أو العابرين المحبوسين في حالة الذكورة في وضع معكوس مع مشاعرهم وتكوينهم النفسي والهرموني، كان أحدهما "شريف" وكان يسر ويفرح عندما كان يقال له "شريفة" والآخر كان رجائي وأيضا كان يطلق عليه رجاء، وأذكر أنهما كانا يضيفان نوعا من الضبط المتعود عليه اجتماعيا في مجتمع مفتوح، ولكنهما أيضا كانا يضيفان رقة محببة وطرافة في فضاء المدرسة العام. ونظرا لطبيعة المدرسة ومستوى الحالتين اجتماعيا يقلل جدا مما يعانونه، وربما كانت المعاناة في الشارع أكثر قليلا، لأنهم كانوا يسكنون في احياء مرتفعة المستوى اجتماعيا، كما أن الثقافة الاجتماعية في مصر في الستينات كانت ماتزال أفضل بكثير حيث كانت القوة الدافعة من الدولة المدنية قبل إنقلاب يوليو مازالت تعمل وإن كانت يومها في طريقها للتلاشي التام. ولذلك لايمكن أن تقارن بالهمجية والبربرية والجهل والقبح والتطفل التى اصطبغت بها الحياة المصرية بعامة الآن بعد الخضوع طويلا لحكم قطاع الطرق من العصابات العسكرية الخائنة الفاشلة اللصة، وبعد أن أصبح "المجتمع متدينا بطبعه" وعابدا للقوة يعتنق الكراهية وتملأ حياته ودفاتره المدرسية قصص مفبركة للأصنام العسكرية المنحطة.
التطور في الحريات الديموقراطية والمعرفية والعلمية والتقدم الإنساني في اتجاه الحقوق المدنية وضع الحق في التحول والعبور من جنس إلى جنس بين أيدي الفرد المدني وحده دون وصاية من أحد، باعتباره يملك جسده كأداة لحياته وموته الخاص، بل ان العمليات الطبية والأدوية المساعدة أصبحت ضمن التأمين الطبي في بلاد عديدة.
اختلاف نوع التحول في مصر من فتاة إلى ذكر أسهل بالطبع عن التحول من ذكر إلى انثى في ظل سلطة ومجتمع بشعين وهمج وجهلة وذوي ثقافات خسيسة غير مستعدة للتعامل مع حالات إنسانية مغايرة، كما أن التفاوت في العصور والمستوى الاجتماعي والجغرافيا الثقافية الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في درجة حدة المعاناة. وعلى سبيل المثال من الحالات البارزة حالة الفنانة الممثلة المتحولة حنان الطويل التى انتهى بها الأمر إلى الإنتحار في مستشفى الأمراض النفسية أدخلت له عنوة في 2004، ورفضت عائلتها استلام جثتها منكرين أن لهم ابنة بهذا الأسم. ومن الحالات المعاصرة الجديرة بالاعجاب والاحترام الجسورة الرائعة ملك الكاشف، رغم القمع المزدوج والمضاعف من المجتمع الهمجي الفاشل، حامل ثقافات القسوة والظلام، ومن سلطة العصابات العسكرية في وقت واحد، حيث تعرضت للاعتقال السياسي 5 أشهر، بعد أن نصبت لها أجهزة الأمن والأعمال القذرة كمينا بالضغط على والدتها.
مثلما كل قضايا الحريات في مصر ستنتصر قضية العابرين باعتبارها قضية حريات وحقوق مدنية طالما هناك تضحيات محزنة ومأساوية مثل حالة الراحلة الفنانة حنان الطويل، وبالتأكيد هناك جنود مجهولين غيرها بالآلاف وربما عشرات الآلاف، ومناضلين مثل ملك الكاشف ورجال وآباء محترمين مثل هشام سليم. #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة رأفت الهجان : الفخر الوطني والوعي الزائف نقيضان لايجتم ...
- كيف تواطأ اليسار والإخوان مع الجيش في عسكرة وتخريب اقتصاد مص ...
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 2)
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 1)
- التطرف والتسلط الديني الإبراهيمي عابر للحدود الدينية والمذهب ...
- كيف طُردت جمهورية مصر العسكرية من أفريقيا؟ سد النهضة مجرد عن ...
- اليمينيون والرجعيون هم من أخطر أمراض العالم..نتنياهو كمثال
- حتى نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية والعدل والسلام إلى طاق ...
- في ذكرى ريتشل كوري : كيف نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية و ...
- مضحكات ومبكيات مستنقع مصر العسكري : ثالث مستورد للسلاح في ال ...
- بيبي نتنياهو : احتفال وشعوذة ودسائس وتحريض على حافة الهاوية
- عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في ...
- بالرغم من مرور 28 سنة مازال السؤال معلقا..لماذا اغتيل فرج فو ...
- عن حسني مبارك وصدام حسين وتاريخ من الإرهاب والخيانة
- وفاة حسني مبارك : يأتي الطغاة الخونة ويسحقون الشعب ويرحلون.. ...
- الجذور التاريخية للتحالف بين الفاشيتين الإسلامية والعسكرية ف ...
- المصريون بين ثقافة الحرب وثقافة السلام
- صفقة القرن : (3-3) إعلان ترامب مجرد قمة جبل الجليد
- صفقة القرن : (3-2) هوامش
- صفقة القرن : (3-1) المقدمات


المزيد.....




- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المهدي سليم - الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثقافات قمعية عقيمة لاتتقبل حالات إنسانية مغايرة