أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله الرب الساحر














المزيد.....

الله الرب الساحر


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شجعنى على كتابة هذا المقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عندما أعلن فى أحدى لقاءاته الصحفية أنه وجد العلاج المعجزة، وهو علاج بسيط بأستخدام المطهرات وحقنها فى الجسم لقتل كورونا، وكانت تعليقه هذا رداً على أحدى الدراسات التى أجرتها هيئات حكومية وأثبتت أن الفيروس يضعف بتعرضه للشمس والمعقمات والمطهرات والمنظفات التى تبيض الملابس والكحول..، وهاجت وماجت الهيئات العلمية والصحافة ووسائل الإتصال الإجتماعى ورأيت أن العالم اليوم يفكر بطريقة علمية ولا يصدق أى شئ يراه أو يسمعه حتى ولو كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذى أدعى بعد ذلك أنه كان ساخراً ومنتظراً ردود الصحفيين!

أقول شجعنى ذلك التغيير الكبير فى قدرات التفكير الإنسانى وأصبح يستخدم عقله ولا يستمع للخرافات، وبدأت فى المقاله السابقة طرح هذا الموضوع موسى وعصاه وسحرة مصر ووجدت ان الموضوع من الجدية أنه مكتوب بدون أحتياجه إلى أحتمالية الرمزية أو التأويل أو التفسير المخالف لما نفهمه، والموضوع مطروح للجميع أن يعيد التفكير فيه من جديد حيث قصة موسى وبنى أسرائيل المذكورة فى سفر الخروج فى التوراة والتى أخذها محمد الرسول بالوحى ليبرهن محمد أن الله يذكر الكافرين والمشركين من أهل الكتاب وأهل قريش على ما صنعه من معجزات وأعاجيب مع موسى، أى أن القصة متفق عليها توراة موسى وقرآن محمد لذلك من السهل مقارنة أحداثها بين الكتابين لنقف على الأتفاق أن القصة مصدرها واحد هو الله الذى أرسل موسى ومحمد كما يؤمن ويعتقد أتباعهم.

والقصة تتحدث عن شعب بنى إسرائيل الذى كان يعيش فى أرض مصر وأصابه التعب والزهق والملل من الأكل المتكرر لأطعمة المصريين، فبدأ موسى يطلب من الفرعون المصرى أن يترك بنى إسرائيل يخرجون من مصر، لكنه كان يرفض وبعد محاورات ومشاورات بين موسى وإلهه أستقر الرأى على أن الإعجاز هو الوسيلة التى ستجعل فرعون مصر يرضخ لمطالب موسى وشعبه.

وفى يوم من الأيام يا أعزائى القراء تجمع المصريين حول سحرة الفرعون الذين يقومون بآلاعيبهم العجيبة وصياحهم والتهليل وأنشراح صدر الفرعون بذلك، فلما جاء موسى رسول الله ممسكاً بعصاه طلب الفرعون من سحرته أن يتحدّوا موسى، فألقى السحرة حبالهم أو عصيهم فإنقلبت ثعابين صغيرة تسعى على الأرض، فجاء دور موسى فبعد الإستعانة والتوكل على الله ألقى عصاه على الأرض فإنقلبت إلى ثعبان كبير بدأ يجرى وراء ثعابين السحرة المصريين وأكلهم جميعاً( أقصد أكل الثعابين وليس السحرة)، وغضب الفرعون من هزيمة سحرته وأتهمهم بأن موسى كبيرهم فى السحر وهو الذى علمهم، وخرج موسى من هذه المعركة غالباً بأسم إلهه الذى بالسحر عليم!

يا لك من ساحر جبار يا موسى حتى أن سحرة الفرعون آمنوا بإلهك الساحر العظيم، شئ لا يصدقه العقل المعجزة التى صنعها موسى كانت مجرد إلقاء عصاه التى يسوس بها قطيع الأغنام ويتكأ عليها، عصى عادية تصنع المعجزة وتثير الإعجاب والإنبهار بهذا السحر الجديد الذى أستعان به الله ووضعه فى عصى موسى الخشبية، وهكذا أنتصر سحر الله على سحر المصريين وكتبها الله فى التوراة وطلب من جبريل أن يذهب وينزل بالوحى قصة موسى ويد الله الساحرة التى أنجزت المعجزة، وهذه القصة لم يستطيع أهل الكتاب تزويرها أو تحريفها لأنها مكتوبة فى اللوح المحفوظ والدليل على صدق وقوعها نزول الوحى بها على محمد!!

هذه القصة لا تحتاج كبار الحاخامات والكهنة والمفسرين لشرحها وإخراج المعنى من الآية، لأن المعنى واضح وكلماتها فى التوراة هى نفسها التى نزل بها جبريل لكن بلسان عربى مبين، بالطبع لا يستطيع أحد الجزم بكيفية حدوث الأعجوبة أو الإعجاز السحرى سواء كان بخفة اليد أو خداع بصرى جعلهم يتوهمون بأن الحبال تتلوى والعصى تتلوى مثل الثعبان، هذه أمور وتقنيات يعرفها كبار السحرة الذين تفقهوا بعلوم السحر العجائبية الخفية والمحجوبة عن عقول الذين لا يؤمنون بالشياطين والجان مثلى، لكنى رغم ذلك وجدت بين سطور الكلام أن الله إله إبراهيم وأسحق ويعقوب هو نفسه الذى صنع بأسمه موسى المعجزة، وجاء محمد رسول العرب وبأسم الله نفسه نزل عليه جبريل بنفس قصة موسى، يعنى أن إله موسى هو إله محمد أى إله واحد على كل شئ خبير وعليم!!

وتمر الأيام والشهور والسنين والعصور لنأتى لعصر كورونا التى فضحت دفاع الكهنة ورجال الدين فى دفاعهم عن إله صنعوه مثل الشيطان له الأسم الواحد الاحد وجميع الصفات لكنه يعيش فى أحلام المؤمنين بجنة وجهنم رجال الدين، الله فى وجود كورونا أصبح لا أرض ولا سماء له ليسكن أو يضع فيها كرسى العرش، كلها خرافات كانت ترويها الأديان البدائية فى الحضارات القديمة ولم يحدث يوماً أن البشر ساروا وراءها بل صنعوا لها تماثيل وأصنام ليشعروا أن الله معهم، وجعلوها كالوحوش الضارية تنتظر وتترقب من بعيد أن يقع أى إنسان فى خطأ خاصة الأخطاء الجنسية، بأن ينظر نظرة شهوة وأشتياق إلى أمرأة تسير بالشارع سواء كانت سافرة الشعر أو وضع عليه غطاء يستر عورة شعر المرأة المسبب للشهوات أو فى وسائل الإعلام والسينما والتلفزيون، والويل كل الويل لهؤلاء البشر الذين يقعون فى المحظور الجنسى بشتى أنواعه الذين لا يخافون الله الذى يراهم لكنهم لا يرونه!!

بعد التفكير فى قصة ثعابين موسى سألت نفسى بجدية أحسد عليها: هل أنا فى حاجة إلى إله من ورق وعصى يتشكل ويتلون كما يريد النبى موسى أو غيره من الأنبياء؟ هل الإله الواحد من صفاته الحط من قدرته واللجوء إلى السحر كما فعل موسى ونسب التوراة والقرآن القصة إلى الله؟

أنا لا أعتقد أن إله خالق الأكوان يقص على بشر ضعفاء مثلنا قصص مثل قصص كليلة ودمنة!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوداع يا الله
- هزيمة الله وأنتصار كورونا
- كورونا يُقَيِّد أيدى الله
- كورونا والإله الغائب
- إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها
- إيمان الدكتور مجدى يعقوب
- الأزهر بين الإسلام والتجديد
- مؤتمر التجديد لشيخ الأزهر
- زعيم الأمة والثورة الإسلامية
- التحية إلى زعيم الأمة الإسلامية
- أفاعى الدين والدنيا
- رئيس الخلافة وذوات الحجاب
- من هو إله الإخوان المسلمين؟
- ثقافة التغيير والفضيلة
- هزيمة المؤمن أمام الدين
- تغيير الفكر الدينى
- الحوار المتمدن مع وضد الله 2
- الحوار المتمدن ليس من الله (1)
- حقوق الإنسان ليست من الله
- التخلف الدينى والتنوير (4)


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله الرب الساحر