يعتقد أن الأنظمة العربية كافة كانت هي الخاسر الأكبر في معركة غزو العراق فمن سقوط أوراق التوت عن عوراتها السياسية حتى مكابرتها و استعلائها عن الاعتراف بأن جماهيرها و شعوبها في واد و هي أي الأنظمة في واد آخر و أن ما حاق بالأمة من أحداث كشف عن استبداد و طغيان تلك الأنظمة الحاكمة و هشاشة حديثها الإعلامي الذي صدعوا به رؤوس الجماهير بدأ من "أزهى عصور الديموقراطية"الذي وضع المتظاهرون في سجون و معتقلات و مرورا بخصيان الخليج الذين مرروا و دعموا و وضعوا قوات الغزو فوق أراضيهم و نهاية بالذين صمتوا وقت المنازلة و كانوا قبلها يملئون الدنيا بأصواتهم . و نعتقد فيما نعتقده أن تلك الأحداث و المنازلة أكدت بما لا شك فيه أن شعوبنا العربية و في المقدمة لقيادتها شعب مصر في أمس الحاجة لترتيب أوراقها و أولوياتها و برامجها و تكون بداية ذلك الترتيب مواجهة نظام الحكم ببرنامج وطني شامل تلتف حوله الأغلبية من القوى الوطنية و تناضل من أجل تحقيقه ولا تترك بذلك فرص لتشويه مفردات العمل الجماهيري من أمثال المظاهرات و المؤتمرات الممسرحه و المعلبة و التي يقصد بها ضرب الحركة الشعبية في مقتل و جعلها مرهونة بصفقات مشبوهة تقع بين قوسين( لجنة السياسات و مكتب الإرشاد و السفارة الأمريكية) و هم في ذلك ساعون…………………. أن الأحداث الأخيرة و المنازلة بأرض الرافدين قطعت بما لا شك فيه أن ذلك البرنامج الوطني الحلم و تلك الجبهة الوطنية الأمل لن يستطيع حمل عبئها و الالتزام بهدف نجاحها سوى القوى الوطنية و قوى التحرر الوطني و الديني المستنير و بذلك تسقط لعبة جمهرة أحزاب السلطة و صفقاتها مع قوى التأسلم السياسي و سفارات الغزاة و يتبدد في تلك المعركة حلم"أخونة المجتمع" و الذي يقصد فيه إبعاد جماهير شعبنا المناضلة و المسحوقة عن تحديات واقعها المشبع بالاستبداد و القهر السياسي و الاقتصادي….. فهل آن لنا أن نبدأ أو نحاول. ليتنا نفعلها