|
فتوى فى الزهور
ماجد محمد فرج
الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم المملكة العربية السعودية رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء
فتوى رقم (21409) وتاريخ 29/1/1421هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبىّ بعده... وبعد
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتى العام من المستفتى/ محمد بن عبد الرحمن العمر والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1330) وتاريخ 3/3/1421 هـ. وقد سأل المستفتى سؤآلاً هذا نصّه: (إنتشرت فى بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزواريصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين، فما حكم ذلك؟). ه
وبعد دراسة اللجنة للإستفتاء أجابت بما يلى: ليس من هدى المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى فى المستشفيات أو غيرها وإنما هذه عادة رافدة من بلاد الكفر نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور، بل هى محض تقليد وتشبّه بالكفّار لا غير، وفيها أيضاً إنفاق المال فى غير مستحقّه وخشية مما تجر إليه من الاعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء، وبناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعاً أوشراءً أو إهداءً، والمشروع فى زيارة المرضى هو الدعاء لهم بالعافية، وإدخال الأمل فى نفوسهم، وتعليمهم ما يحتاجون إليه حال مرضهم كما دلت على ذلك سنّة النبى صلّى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق. ه وصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلّم... ه
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر بن عبد الله أبو زيد - عضو صالح بن فوزان الفوزان - عضو عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ - الرئيس =============================================
ويقولون فى بلدنا: »يابا علمنى الهيافة... قال تعالى فى الهايفه وافتى!!« ه
هذا شخص من أفراد الشعوب المغيّبة فى دهاليز الخرافات والخزعبليات التى فرضها على أمة محمد كهّان الغبراء حتى يحكموا الحصار على عقولهم والسيطرة على حياتهم فلا يسمح لنفسه بأن يهدى باقة ورد إلى عزيز مريض فى مستشفى قد ترفع من روحه المعنوية بجمالها ورائحتها... وربما ساعده ذلك على تقبل العلاج (فى المستشفى وليس بشرب بول البعير)، ومعروف تأثير الحالة المعنوية على استجابة الجسم البشرى للعلاج... هذا الشخص لا يسمح لنفسه بأن يفعل ذلك حتى »يستفتى« المفتى العام من أصحاب السعادة حاملى مفاتيح الجنّة!! فقد يكون فى جرمه هذا تذكرته بلا عودة لجهنّم وبئس المصير، خالد فيها إلى أبد الآبدين... ه
يقع المفتى العام فى حيص بيص أمام هذه المسألة العويصة ولا يعرف بماذا يرد على المستفتى المسكين حتى لا يحمل وزر كفره وزندقته بشرائه وإهدائه باقة ورد لعزيزه المريض فيرفع الكارثة العظمى هذه إلى مستوى أعلى: هيئة كبار العلماء... ه
تنعقد الإجتماعات والمؤتمرات بين كبار العلماء وتتقلب صفحات الكتب الصفراء بحثاً عن حل للمعضلة فتتمخض عن قرار جد خطير: تشكيل لجنة دائمة للبحوث »العلمية« وإحالة ما ورد إلى سماحة المفتى العام إلى هذه اللجنة لتبت فيه قبل أن يقع المحظور ويموت المستفتى على كفره... ه
تصل اللجنة بعد بحث ودراسة علمية دقيقة (فلا ننسى إنها لجنة للبحوث العلمية) إلى قرارها المذكور أعلاه من تحريم بيع وشراء وإهداء الزهور، فذلك تقليد وتشبه بالكفار والعياذ بالله... تقليد نقله بعض المتأثرين بهم من ضعاف الإيمان مع ما نقلوه من أمور عديدة أخرى كافرة مثل إعلاء البنيان والسكن فى غير الخيام واستعمال التليفون والكمبيوتر وركوب السيارات والطائرات واستبدال غلظة البدو برقة المشاعر وتقدير الجمال وغيرها من البدع التى هى ضلالة وكل ضلالة فى النار... ه
أما موضوع الخوف والخشية من أن يجر إهداء الزهور للمرضى إلى الإعتقاد الفاسد بأنها من أسباب الشفاء فبغض النظر عن كونها فعلاً من أسباب الشفاء كما أوردنا عاليه لرفعها الروح المعنوية للمريض وإحاطته بالجمال والسعادة ورقّة المشاعر وكونها دليل على ود ومحبّة أصدقائه وأهله وأحبابه له... بغض النظر عن كل هذا فلا أتصور بأن يصدق عاقل فى القرن الحادى والعشرين بقدرات خارقة شافية للزهور حتى نخاف عليه من زعزعة إيمانه بالله والرسول... وفى رأى المتواضع أن الدعاء للمريض بالعافية ما هو إلا وسيلة جميلة أخرى لإدخال الأمل والإطمئنان فى نفوس المرضى مثله كمثل الزهور تماماً فلن يصيب المريض إلا ما كتبه الله له ولا أظن أن شفاعة الزوار ستفيده بالقليل أو بالكثير... كما أنه يفضل ترك »تعليم المرضى ما يحتاجون إليه حال مرضهم« للأطباء المعالجين فهم أدرى لكونهم علماء بحق وحقيق... ه
#ماجد_محمد_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرحموا عقولكم
-
حى على الصلاة
-
أيها التَعِس... أنى لا أعرف لك إسم
-
فاض بنا الكيل... فماذا ننتظر؟
-
دعوة الشيخ لهدم الهرم
-
فى الإعجاز العلمى الوهابى... تانى
-
فى الإعجاز العلمى الوهابى
-
الحرية لا تعطى بل تنتزع إنتزاعاً... ه
-
دون كيشوت المهدى وطواحين الحضارة
-
جميل جداً ولكن... ه
-
ماذا حدث فى مصر يوم 23 يوليو 1952
-
فى الإسلام والكاريكاتور
-
فى الرِق والعبودية... والأديان السماوية
-
مسلمون ومسيحيون ويهود... والحرب الأخيرة
-
حجاب المرأة دخيل ونشاز
-
عمرو إبن العاص... هل رضى الله عنه؟
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|