أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رمضان عيسى - وباء الكورونا يعزز افلاس الرأسمالية ...














المزيد.....

وباء الكورونا يعزز افلاس الرأسمالية ...


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 19:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حينما ظهرت الكورونا في الصين أطل ذوي الأفكار والنفسيات الانتهازية ، والتي تخفي وراءها النزعات العدائية للآخر بسبب الاختلاف في النهج الاقتصادي ، أو السياسي ، أو الديني ، ووزعوا اتهاماتهم في كل اتجاه ...
ولكن وبعد تفشي الكورونا في العالم ، واخترق الحدود السياسية وتأثر به كل سكان العالم ، اتضح أنه لا مجال لتوزيع الاتهامات على الآخرين ، ولا يوجد هناك من هو لديه حصانة من خطرها، بل ان الخطر عام ويستهدف حياة الانسان على هذه الأرض ...
ان خطر الكورونا عام ، ولا يحترم الخصوصيات بشتى أشكالها الثقافية أو العاداتية ، أو الجغرافية ، أو الدينية ، أو العرقية ، أو القومية، أو الطبقية، ولا حتى الجنس أو اللون ...
ان هجوم الكورونا بشكل جارف قد كشف عجز الدول عن الوقوف لوحدها أمام نشاط هذا الفيروس المميت ، وبانتشاره السريع كشف النقص الحاد في وسائل الدفاع عن النفس ، سواء الدوائية ، أو الوقائية ، أو السلوكاتية ، أو العاداتية ...
كما أظهرت الكورونا فشل كل المخزونات العسكرية بكافة أنواعها التقليدية ، أو الحديثة ، من قنابل نووية أو هيدروجينية ، وصواريخ عابرة للقارات ، وأثبتت فشلها في ايقاف هذا العدو الغير منظور، المُختلف في وسائله وتأثيراته المميتة، والذي لا يعترف بالخصوصيات الدولية، ولا بموازين القوى.
كما أثبتت الكورونا عجز مالكي المليارات المتكدسة والرساميل في البنوك، والمعادن الثمينة في إيجاد وسيلة لإيقاف تفشي هذا الفيروس .
الكورونا أثبتت افلاس المؤسسات الصحية في النظام الرأسمالي على مستوى العالم وعدم قدرتها على التصدي لهذا الفيروس لأنها كانت مُدارة بهدف تحقيق الأرباح ، والنظر الى الأمراض وانتشارها باعتبارها فرصة لزيادة المكاسب ...
كما كشفت الكورونا حجم الاستهتار بحياة الانسان ، وظهور دعوات للمناعة المجتمعية بعد التخلص من كبار السن الذين يُثقلون كاهل ميزانية الدولة ، والذين يتكدسون في الكثير من البلدان .
الكورونا كشفت خواء الأنظمة العشائرية والديكتاتورية والفردية التي تتصرف في منتوج البلاد بوصفه ملكية خاصة لرفاهيتها ونزواتها، ومن جانب آخر لتكريس سلطتها ودعم أجهزتها الأمنية لإرهاب الشعب وتكميم الأفواه ، ووأد الأصوات الداعية الى الحرية والعدالة في التوزيع بهدف إطالة عمرها الافتراضي في الحكم .
الكورونا أثبتت إفلاس إدعاء دعاة الأديان أن الدعاء للغيب والصلوات والنذور والطقوس والقرابين لها قدرة على حل المشاكل الصحية للانسان وتعديل حياته للأحسن . كما أثبتت حجم وكذب الترويج للطب النبوي والتداوي بالأَحجية ، والادعاء أن لها قدرة على إشفاء الانسان من الأمراض على اختلاف مُسبباتها .
كما أثبتت الكورونا كذب الادعاءات الفردية وأصحاب الخصوصيات الدينية والمذهبية أو القومية، بأنها محصنة ضد الكورونا .
وهناك مظهر قد برز على سطح أحداث الكورونا وهو قدرة أنظمة الحكم ذات التوجه الاشتراكي على امتصاص الأزمة الصحية التي سببتها الكورونا بين مواطنيها في وقت قياسي ، والانتقال الى مساعدة الدول الرأسمالية التي اقتربت من انهيار نظامها الصحي – مساعدتها – في الصمود في وجه هجمة الكورونا سواء بإمدادها بالمواد ، أو الأدوات والخبرة في ادارة الأزمات الصحية ، فقد بادرت دولة كوبا الاشتراكية والصين الى ارسال الطواقم الصحية المتخصصة الى ايطاليا بعد الوصول الى حافة انهيار المنظومة الصحية لديها .
وباء الكورونا دفع النظام الرأسمالي نحو أزمة عميقة. أسواق الأسهم تنهار، ويبدو أن الركود الاقتصادي أمر محتوم، وعدم كفاءة الطبقة الحاكمة وقادتها السياسيين يتم فضحهم في كل مكان.
فبدلاً من اتخاذ إجراءات مركّزة على التفشي، نرى أن ميل الطبقة الحاكمة هو نحو حماية السوق الحر بشركاته وبنوكه، والإسراع من أجل حشد المؤن الطبية ومحاولة الحصول على حقوق ملكية للقاحات.
الحكومات البرجوازية حاولت أن تجبر الطبقة العاملة على العمل بالرغم من وجود هذه الحالة الطارئة، حيث تم منع التجمعات لكن ما زالوا يجبرون البعض على العمل وبدون أي معدات لحمايتهم.
لكن في بعض الأماكن جاء الرد من العمال، حيث رأينا عدة إضرابات في البلدان المتضررة مثل ايطاليا مما أجبر رجال الأعمال على الخضوع.
والاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن الكورونا أثبتت بما لا يقبل الشك أن الرأسمالية كنظام اقتصادي اجتماعي قد استنفذت أغراضها زمنياً ، وهي تُصارع في الزمن للبقاء على قيد الحياة بعد أن انتهى عمرها الافتراضي لأنها تجعل من جني الأرباح وتضخيمها في يد الأفراد أو الشركات هدفها الأساسي ، دون اعتبار للجموع الغفيرة من الطبقات العمالية وحاجاتها الحياتية، ولا مدى ونوعية الأخطار التي تتهدد حياة الانسان والانسانية ...
وأثبتت أن الرأسمالية كمجتمع تلعب فيه المنافسة الشرسة والبطالة والأزمات الانتاجية الدورية، وتسخير الاقتصاد للتسلح كمصدر قوي للتربح عن طريق التفنن في اشعال الحروب ، من السمات الأساسية لوجوده، لم تعد تصلح اقتصادياً ولا اجتماعيا ولا صحياً ولا انسانياً لإدارة المجتمع الانساني . وبالتالي لم تعد الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية اجتماعية تعتبر هي النظام الاقتصادي الأبدي لحياة الانسان .
هذا الفيروس هو بداية فترة صاخبة في تاريخ العالم، وهي فترة سترفع من وعي الجماهير بسرعة حينما يتم تعرية النظام الرأسمالي ومؤسساته وقادته .
وأخيراً ، فإن الكورونا أثبتت أن التعاون المجتمعي وتوجيه العمل والمنتوج الاجتماعي لخير الانسان هو الطريق الأمثل لخير الانسان على هذه الأرض .
ان الكورونا العابرة للحدود السياسية أثبتت أن " الاشتراكية هي الحل " .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشراط الساعة بين المعقولية والترهيب
- فكرة عن المادية التاريخية !!
- استراتيجية حماس الخفية وأهدافها البعيدة !!
- لماذا يكره العرب أنفسهم ؟
- = كارثية تطبيق الشريعة في السودان !!
- الى الاخوة والرفاق في السودان .....
- الحقيقة هي الهدف من الحوار !!
- اختر ذات دين !!
- أقوال مأثورة حول الدين !!
- ماذا يعني أن تكون مسلماً ؟
- حقيقة قصة أصحاب- الفيل -
- متى يمكن للعلماء أن يؤمنوا بالآلهه ؟
- أثر المنشورات الدينية على الفيس بوك ؟
- ما سبب التخلف العربي ، هل هو أزمة فكر ، أم أزمة واقع وتاريخ ...
- الماركسية والعولمة
- من هو القائد ؟
- = ما هي الانسانية ؟
- أبو إدريس - قصة قصيرة
- لاجئ للمرة العاشرة !!
- ما هي أداة التفكير عند الانسان ، الدماغ أم القلب ؟


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رمضان عيسى - وباء الكورونا يعزز افلاس الرأسمالية ...