أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - نحن فاعل هلاكنا














المزيد.....


نحن فاعل هلاكنا


سعد كموني
كاتب وباحث

(Saad Kammouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 05:14
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


(وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا). الكهف. 18: 59.‏
إذن، لم يكن الهلاكُ إلا لأسبابٍ بشريّة، وآليةُ الهلاك أو مظاهرها المتنوعة، إنما هي ‏بأسبابٍ بشريّة، فثورة الطبيعة أو فيروساتها، أو أيّ مظهر آخر لها إنما هو في ناموسها، أو ‏نواميسها، وليست طارئة. ضمن نواميسها يحصل شيْء إذا حصل شيء، والمطلوب من الإنسانِ ‏أن يفهمَ هذه النواميس كي يتلافى أخطارها عليه.‏
تشكّل " لمّا" في الآية بؤرة المعنى، من كونها ظرفاً زمانياً يتضمّن معنى الشرط، ولكونها ‏ظرفاً يجب أن تتعلقَ ، ولأنها تتضمن معنى الشرط فهي متعلّقة بجوابها الذي تقدم عليها ‏‏"أهلكناهم"، ما يجعل ما بعدها شرطاً لما قبلها.‏
الظلم فعلاً ماضياً مسنداً إلى أهل القرى، هو شرط هلاكهم.‏
ما الظلم؟ هل هو واحدٌ على مر العصور؟ ‏
نعم لجهة المفهوم هو واحد، وهو عند أهل اللغة "وضع الشيء في غير موضعه المختصّ ‏به، إمّا بنقصان أو بزيادة، وإمّا بعدول عن وقته أو مكانه". وهذا ما يحصل في حضارتنا ‏الإنسانيّة باستمرار، فحضاراتنا على مر العصور ما كانت تندحر لسبب مزاجي عند رب العزّة، ‏بل كان الإنسان يظلم نفسه فيحيدُ بها عن حقّها بنقصانٍ أو زيادة، أو في غير موضعها أو ‏زمانها. فها نحن نلقي بنفاياتنا في مجاري الأنهار أو نطمرها لتصل إلى مياهنا الجوفيّة، وها نحن ‏نملأ هواءنا بالغازات السامة، والأشعةِ القاتلة، وكذلك نقضي على حياتنا بالمأكولات البلاستيكية، ‏أو ما شابه، وكذلك نزني وننحرف بالزنا ونكون ضد الطبيعة في علاقات مثليّة نغطيها بقوانين ‏نعطيها حرمة الحق الإنسانيّ زوراً وبهتانا. ونسرق تحت اسم الفوائد، ونظلم كثيرين بحرمانهم من ‏حق الوصول إلى المعلومة، أو من حقّهم في التعلم قبلاً، كما نظلم الآخرين بتصنيفهم عرقياً أو ‏جنسيّاً، أو دينياً أو طبقياً، ونستغلّ لونهم أو جنسهم لنقهرهم في مصالحنا، فكيف لا يؤدي ذلك ‏كله إلى الهلاك؟!‏
لا أقصد أن الإنسان إذا زنا سيؤدي ذلك إلى زلزال مثلاً، بل كل شيء يتعلّقُ بأسبابه ‏الحقيقية المباشرة وغير المباشرة، وعلينا أن نفهم ذلك، وأن نعتمدَ شرعةً تحمي حقنا في الحياة ‏واختلافاتنا، وهذا وغيره لا يمكن أن يكون من دون الإصرار على العلم والتربية، وتربية العقول ‏على التفكير المتطوّر. ‏
إذن، الظلم هو هو على مرّ العصور، غير أن مظاهره تتبدّل وتتغيّر، ولا مناص دون ‏تبدّل آليات التقوى بإزاء هذا الظلم المتطوّر، حتى لا تكون هذه الحضارة الباهرة علمياً سبباً في ‏اندحار البشريّة، وعندها ستكون عبارة توينبي " الحضارات العظيمة لا تموت قتلاً بل تنتحر" ‏أجمل فهمٍ للآية القرآنية الكريمة. ‏
أما موعد الهلاك فمرهونٌ بموعده، وليس بالادعاء أننا فعلنا ما فعلنا ولم يحصل شيء، ‏بل هو مرهون بموعده الذي تحدده طبيعةُ الخروج على الناموس، فمنها ما يستغرق جيلاً بعد جيل ‏ومنها ما يكون للتوّ.‏



#سعد_كموني (هاشتاغ)       Saad_Kammouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نستفيد من عزلتنا
- لن نأسف على شيء
- يتوقعون ما يرغبون به
- الإيمان ليس مرادفاً للجهل
- ليس الإنسان ضعيفا
- لا بد من ثورة تقدمية
- الوحش ليس شكلاً بل مضمون
- كورونا والثورة
- أنت المسؤول
- تهافت التأويل العلمي عند زغلول نجار وآخرين


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - سعد كموني - نحن فاعل هلاكنا