أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-4















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-4


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:29
المحور: القضية الكردية
    


2 ـ يضع البرنامج الأهداف التي تعد مفتاحاً لمستقبل الهوية الإيديولوجية، ويحدد نوعية شكل المجتمع المطلوب. وإذا لم تهمل السوية التقنية، فإن البرنامج وعلى ضوء النظرية يستطيع أن يساهم في التطور السليم لحركة تحول اجتماعية. والوعد بالبناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تنبأ به، والالتزام بالمسؤولية تجاه الرأي العام الداخلي والخارجي.
يجب ان تستند الانطلاقة الجديدة على برنامج يعتمد نقد الماضي القريب، وطرح نفسه بواسطة الأهداف التي تجعله متميزاً عن طريق نقد الاشتراكية المشيدة التي زعمت بأنها بدأت حضارة المجتمع اللا طبقي، ونقد البرنامج الليبرالي المتعلق بالأشكال الأخيرة للنظام الرأسمالي بشكل خاص، وتأكيد ارتباطه بالديمقراطية المعاصرة وتحدد كيفية تطويرها وبأي اتجاه وبوضوح. إذ أن مقاييس الديمقراطية المعاصرة تعد بحد ذاتها برنامجاً، فالانطلاقة الجديدة مضطرة لقبول هذا كبرنامج اصغري لها، مثلاً يعتبر تطبيق المعايير الديمقراطية على مؤسسات المجتمع والسياسة والدولة إحدى مهامها الأساسية.
ان الانطلاقة مرغمة لان تحدد القضايا المتعلقة بقضية المرأة وحماية البيئة وتوحش التقنية التي لم تحل ضمن إطار الحضارة الرأسمالية، كأهم مواد في برنامجها الجديد لمراقبتها.
ستلعب حرية المرأة الدور الهام في المساواة والتوازن لقيام الحضارة الجديدة. وستأخذ المرأة التي همشت في التاريخ منذ تفسخ المجتمع النيوليثي، موقعها ضمن شروط الحرية والمساواة، وإعادة الاحترام لها، ولأجل ذلك سيتم إنجاز كافة الأعمال النظرية والبرامجية والتنظيمية والتطبيقية. إن قضية المرأة عبارة عن موضوع مجسد، ويمكن تحليلها أكثر من مصطلحي طبقة البروليتاريا والأمم المسحوقة، اللتان تم الحديث عنهما بكثير في زمن ما. ويمكن القول: بأنه سيتم تحديد التحول الجذري في المجتمع من خلال التحول الذي ستحققه المرأة. كما ان مساواة وحرية المجتمع بكافة فئاته وشرائحه تتناسب طرداُ مع مساواة وحرية المرأة. وسيلعب التحول الديمقراطي للمرأة دوراً بارزاً في ترسيخ ديمومة الديمقراطية والعلمانية. يبين هذا التعريف البرنامجي المختصر المتعلق بظاهرة المرأة، أن الحركات الاجتماعية الجديدة ستعيش وضعاً مميزاً بإضفاء لون المرأة عليها.
الموضوع الآخر والهام للانطلاقة الجديدة هو وضع مشكلة البيئة ضمن أهداف البرنامج. فقد تبين بأن الصراع مع الطبيعة يضاهي في أهميته على الأقل الصراعات الداخلية التي يشهدها المجتمع، فحماية البيئة هي في الأساس عبارة عن حماية التربة والخضر والماء والهواء والمناخ. ويعتمد البرنامج على المواد التي من شأنها اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية هذه الموضوعات الأساسية حماية سليمة بما في ذلك حماية الحيوانات وردع الأساليب الوحشية في ذبح الحيوانات.
بينما تترك التكنولوجيا عاطلة في ظروف المجتمع الرأسمالي من جهة، فمن جهة أخرى تتحول إلى وحش مخيف وقوي يصعب السيطرة عليه. أمام هذا الوضع لابد ان تحتل السياسة التقنية المناسبة لحاجات الإنسانية الأساسية والموقف المبدئي تجاه التطور الذي يجعل من التقنية شيئاً خطيراً، موقعاً لها في البرنامج. وستحدد الانطلاقة الحضارية الجديدة مستوى التقنية واستخداماتها المناسبة. وعلى البرنامج أن يتضمن مواداً لتطوير الحظر والرقابة المشددة على بعض المجالات وأهمها الطاقة النووية وظاهرة البيت الزجاجي وإدخال الهرمونات على المواد الغذائية وتكنولوجيا الجينات من جهة، ومن جهة أخرى أن يتضمن مواد لتطوير الأعمال التي تجري في حقول التعليم وتحديد النسل والوقاية من الأمراض، وصياغة المجالات التقنية والاقتصادية مع أهداف دمقرطة المجتمع والسياسة والدولة بشكل متداخل.
كذلك يجب على البرنامج أن يتضمن مواقف أكثر حساسية من مشاكل الأطفال والشيوخ، التي لا يمكن تركها للأسر نظراً لأهميتها.
كما يجب وضع تعاريف قطعية للمعايير الأخلاقية الجديدة كي تأخذ مكانها في البرنامج على شكل مؤسسات، وتشكل قوانين الأخلاق الجديدة وتمأسسها الجانب الضروري والخاص للانطلاقة التاريخية، ويجب أن يحدد دور الأخلاق بمعرفة أنه لا يوجد أي إجراء سياسي أو أي قانون يصل إلى قوة الأخلاق وقدراتها، ويجب أن يتم العمل لتحويلها إلى مؤسسات.
إن انحلال الأخلاق في مجتمع ما هو دليل على عمق الأزمة التي يعيشها. وبالطبع عندما نتحدث عن الأخلاق لا نقصد الأعراف التقليدية والقواعد الدينية فحسب، فالأخلاق هي الإيمان بالخير والحق والجمال والتي تمارس من صميم القلب والضمير ولا تقتضي وجود قوانين، بحيث تكون أقوى من القوانين نفسها، وهي التي تعبر عن السلوك الاجتماعي المعاش حسب الحاجة، وهناك أخلاق تقدمية ومتحررة بالقدر الذي تكون هناك أخلاق متعصبة ورجعية. فوضع برنامج يأخذ هذا التمييز بعين الاعتبار يمكنه ان يلعب دوراً تعليمياً وتحويلياً، ويمكن التعبير عن ذلك بالتمأسس المعنوي للمجتمع، ويمكن أن تلعب الأخلاق التي أفسدتها الأزمة دوراً في تجاوز الأزمة، وذلك عن طريق تجديدها بفضل الموقف الأخلاقي الجديد. وبالوصول إلى قيم حقيقية لحماية المجتمع الجديد. في الحقيقة إن الأخلاق كالجسر الذي يصل بين خصائص طابع الخير والحق لشخصية نوعية من أجل أنظمة اجتماعية تضمن كافة الضرورات وبين فن إتمام الخير والجمال الداخلي ضمن زي جميل.
إضافة الى ذلك يجب إعادة تعريف مكانة الفن في الحياة الاجتماعية، بقدر مكانة الأخلاق على الأقل، إذ أن المجتمع الذي يفتقر الى الفن مثله مثل الجسد العاري والبدائي، بل الأنكى من ذلك أنه يعبر عن انسلاخ الروح والجسد عن البنية الذهنية الصحيحة. ففي الوقت الذي يحدد فيه برنامج الذهنية الصحيحة تحول الاقتصاد والاجتماع والسياسة إلى مؤسسات، فإن الأهداف الناتجة ستكون عارية وقبيحة ومعرضة للإعاقة ما لم تكتسي بالفن وأهدافه. لا يمكن التفكير في مجتمع بلا فن. وعلى العكس مما يعتقد فانه واكثر من كونه نتاج النخبة، يجب فهمه على انه لغة الجواب الذي قدمه الشعب للميثولوجيات وللدين وللفلسفة، وأنه يعبر عن استيعاب الشعب للأفكار والأخلاق التي نتجت عن الإرادة والذهنية الرفيعة المستوى وسبكها في قوالب تحقق الانسجام. فالبرنامج المتكامل يتمم نفسه ببناء إطاره الفني.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الرهبان السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثال ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثالث ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الرابع المكان والزمان والهوية الإيديولوجية للتطور الحضاري الجديد وشروطه 1-4