|
كافتيريات يامن حسين .. الوطنية !
نزار نيوف
الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 11:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اتصل بي يوم أمس الصديق الفنان سفيان السباعي من مدينة حمص السورية ليخبرني بأن جامعة " البعث " في المدينة قررت فصل طالب لمدة ستة أشهر بسبب مقال نشره في "الحوار المتمدن" . ولأني اعتبرت اتصاله إخبارا من جملة الإخبارات التقليدية التي تأتينا يوميا عن الجرائم والانتهاكات التي تقترفها السلطة بحق الناس ، قطعت الحديث عليه وطلبت منه أن يكتب لي التفاصيل بالبريد الإلكتروني ، وأن يوفر دقائق اتصاله الهاتفي لكي أسمع صوته الذي لم أسمعه منذ أكثر من عام ، وليحدثني عن آخر لوحاته . إلا أنه رفض ذلك ، مفضلا أن يقص عليّ الحكاية بلسانه ، وبشيء من الزهو والشعور بالاعتزاز إزاء نموذج من طلابنا لم يستطع " مخطط التقريد " البعثي أن يحوله إلى سعدان آخر في السيرك الكبير الذي كان يسمى حتى وقت قريب .. سورية. ( ملاحظة برسم الأجهزة الأمنية في حمص : هذا التعبير لي ، وليس للأخ سفيان ، فلا تضمّوه إلى قائمة التهم حين تقررون اعتقاله بتهمة الاتصال بجهات أجنبية !). من سياق الحديث الهاتفي علمت أن المعني بالأمر طالب في الصف الثاني بكلية العلوم يدعى يامن حسين . وهو ينحدر من الطائفة العلوية . وقد قررت إدارة الجامعة حرمانه من الفصل الثاني للعام الدراسي 2005 ـ 2006 بعد جلسة تحقيق معه تشبه جلسة تحضير الأرواح ، تضمنت ـ فيما تضمنته ـ تفكيكا لمقاله بأحدث ما توصلت إليه مناهج علم اللسانيات ، بما فيها منهج نوآم تشومسكي ، خصوصا بعد أن طبع المقال من قبل طلاب مجهولين ووزع في أروقة الجامعة ، وأثار استنفارا أمنيا جامعيا شاملا كما لو أنه منشور سياسي يدعو إلى انتفاضة مسلحة ! ما إن وضعت سماعة الهاتف حتى سارعت إلى موقع " الحوار المتمدن " بحثا عن المقال المعني ، لأكتشف أنه منشور في العاشر من شباط / فبراير الماضي . ويبدو أنه أول مقال ينشره الطالب يامن حسين ، وأرجو أن لا يكون الأخير! في الواقع ليس " المقال " مقالا بالمعنى التقليدي للكلمة . إنه أشبه بنص سيناريو أعد ليكون فيلما وثائقيا . ولو كنت منتجا لما تأخرت لحظة واحدة في شرائه منه بالسعر الذي يريده ، دون أي مناقشة . وتذكرت ساعتئذ عمر أميرلاي ـ فناننا الكبير الذي برع أيما براعة في فضح عوراتنا وهتك أستار فضائحنا " الحضارية " بسيول " طوفانه " وبعين شاعر أين منها عين امرىء القيس وهو يصور حصانه : مِكَرّ ٍ مِِفََرٍّ ، مقبل مدبر معا ...! من الصعب تلخيص السيناريو هنا ، وليسمح لي صاحبه أن أسميه كذلك . ولذا أحيل من يمهمه الأمر إلى الرابط أدناه (*) ، لا ليقرأه ويتمتع به كما قرأته وتمتعت به أنا وحسب ؛ ولكن ليبكي من الداخل بملء جوارحه كما بكيت . إنه نص فضائحي ؛ نص عن العار ؛ نص يهتك ما تبقى من قشور أعراضنا الزائفة ، وشرفنا الأكثر زيفا . نص يقول لنا بوقاحة سافرة مليئة بالنبل الإنساني الرفيع : هذه حديقة حيواناتكم التي أرفض أن أكون فيها قردا أو سعدانا ! ثلاث كافتريات طلابية : واحدة للمسيحيين وأخرى للسنة ، وثالثة للعلويين . كل منها لها هويتها وعالمها وطقوسها . في الأولى ، التي يسميها طلاب الطوائف الأخرى بالكاتدرائية ، يصدح طوني حدشيتي ( مطرب " الشعب" المسيحي) ويُمَجّ التبغ الأجنبي المستورد وتتدلى الصلبان مختلفة الأحجام من أعناق كرستين و ميشو؛ وفي الثانية منشد يصلي على محمد ( " نبي الشعب السني" ) وتسود اللحى المرسلة على عواهنها والمحجبات وأربطة المعاصم السوداء والدشداشات أو البناطلين " الشرعية " الواسعة وخواتم الفضة التي تزنر الأصابع؛ وفي الثالثة يصدح علي الديك ( مطرب " الشعب" العلوي ) و يُمَجّ التبغ الوطني من نوع " الحمراء القصيرة " وتلوّح الأيدي ذات المعاصم المزنرة بالأشرطة الخضراء المقتطعة من الأقمشة التي تغطي أضرحة الأولياء العلويين ، والأعناق التي تتدلى منها السيوف " الذوالفقارية ". إنها ثلاث " هويات " واضحة المعالم لثلاثة " شعوب " بعد نصف قرن من " الثورة الوطنية الديمقراطية البعثية " ، والوحدة الوطنية العصية على الكسر ، وفق آخر تصريح للطبل الأجوف محسن بلال وزير الإعلام ! ثلاث هويات لبلد قاد الدفاع عن حدوده قبل ثمانين عاما مواطن كردي يدعى الجنرال يوسف العظمة ؛ وأسس مجمعه اللغوي كردي آخر يدعى محمد كرد علي ؛ وعرف أكثر من خمسة رؤوساء أكراد آخرين ؛ وكان رئيس وزارئه ، ليس ميسحيا فقط ، بل ومن أصول لبنانية ، يدعى فارس الخوري ـ أحد رموز الاستقلال ؛ وقائد ثورته الاستقلالية شيعيا موحّدا ( درزيا ) يدعى سلطان باشا الأطرش ؛ ووقف برلمانه ذات يوم ، بالاجماع ، ضد نائب أراد أن يكفّر نزار قباني بسبب قصيدة " خبز وحشيش وقمر " ! بالطبع ، كان ذلك كله قبل مجيء " البعث " بثورته الوطنية الديمقراطية ، كما يحلو لبقايا المستحاثات والأحافيرالبكداشية أن تسمي انقلاب حليفهم الأبدي . أي : في عصر الرجعية وأذناب الاستعمار وجواسيس حلف بغداد وشركة نفط العراق ، كما يطيب ـ للمستحاثات إياها ـ أن تسمي عصرنا الذهبي ! في ذلك الوقت لم يكن المسيحي يعرّف نفسه ، أو يعرفه الناس ، بصليب أو بأيقونة مريمية تتدلى من عنقه ، بل بالحزب الذي ينتمي إليه ؛ ولم يكن السني يعرف نفسه أو يعرفه الناس بلحيته أو دشداشته الشرعية أو خاتمه الفضي ، بل بانتمائه إلى الكتلة الوطنية أو حزب الشعب أو انتفاضة أكرم الحوراني الفلاحية ؛ وفي ذلك الوقت لم يكن العلوي يعرف نفسه أو يعرفه الناس بـ " ذو الفقار" الذي يتدلى من عنقه كما لو أنه ذاهب إلى فتح حصن خبير أو للقتال في موقعة الجمل أو صفين مع إمامه علي بن أبي طالب ، أو بعضويته في سرايا الدفاع أو جمعية الإمام المرتضى أو بعلي الديك ، بل بانتمائه للحزب الاشتراكي الذي يقوده " السني ـ الحموي " أكرم الحوراني ، أو الحزب القومي السوري أو "بعث" وهيب الغانم ؛ ولم يكن الشيعي الموحد ( الدرزي ) يعرف نفسه أو يعرفه الناس بشاربيه اللذين يقف عليهما النسر والعقاب ، أو بلفّته أو لحيته ، بل بدوره في الثورة السورية الكبرى وعدد البنادق والثوار الذين هربهم وورّدهم إلى " السنيين " محمد الأشمر وحسن الخراط في غوطة دمشق الشرقية ! في زمن الرجعية الأسود ، وزمن أذناب الاستعمار وعملاء حلف بغداد ، كان مطرب الشعب صباح فخري وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ، ومطربة الشعب لودي شامية والكسندرا بدران ( نور الهدى ) وفيروز وأم كلثوم . وكان شاعر الشعب بدوي الجبل وفخري البارودي ووصفي القرنفلي وعمر أبو ريشه . وفي ذلك الزمن كان زعيم الفلاحين العلويين " السني " أكرم الحوراني وليس جميل الأسد ، وزعيم السنة المدينيين " العلوي " وهيب الغانم وليس مروان حديد أو أبو القعقاع أو الزرقاوي ، وكانت مرجعية المسيحيين فرج الله الحلو أو ميشيل عفلق أو أنطون سعادة ، وليس البطريرك هزيم أو زكا الأول أو الأب الياس زحلاوي ! وفي ذلك الوقت شهد الريف العلوي أكبر حملة في تسمية المواليد الجدد باسم " أكرم " ، بحيث أنه ما من علوي ولد بعد العام 1950 وسمي " أكرم " إلا تيمنا بأكرم الحوراني ! لم يفعل البعثيون إلا أن ردوا الإنسان السوري إلى بداوته ووحشيته وبراريه الأولى ؛ أي إلى الأمكنة التي عاش فيها قبل أن يكتسب شرف الانتماء للجنس البشري وإحساسه بكرامته كإنسان . كانت الطريقة الوحيدة التي اجترحها البعثيون ، وفي مقدمتهم حافظ الأسد ، للإمساك برقاب الناس هي " مخطط التقريد " الذي قضى بتحويل الناس إلى قطعان من القرود والسعادين التي يمكن وضعها في أقفاص وعرضها للفرجة في متاحف التاريخ الطبيعي أو مكاتب السياحة ، باعتبارها عينات ونماذج للإنسان السوري القديم الذي اخترع أبجدية أوغاريت وأنجب زنوبيا التي حكمته قبل أن تتحول تسعة أعشار نساء البعث إلى محجبات و " قبيسيات " ، وقبل أن تصبح مرجعية البعث " العلماني " وزارة الأوقاف وشيخ الشباب محمد حبش وآية الله علي خامنائي والكنيسة المريمية . قبل حافظ الأسد كنا نحن المنحدرين من الطائفة العلوية نفخر بأننا أكثر مواطني سورية حرية . كنا نفخر بأن الريف العلوي بكامله لم يكن فيه سوى مسجد أو اثنين ؛ وكنا نفخر بأن لحية أكبر رجل دين علوي لا تساوي فلسا إلا بقدر ما يحترم صاحبها نفسه ويبتعد عن دس أنفه في أمور دنيانا ؛ وكنا نفخر بحرية الحب والإلحاد دون أي عاقبة ، ودون أن يتجرأ أي رجل دين على أن يصادر رأينا . كانت حرية المرأة عندنا مضرب الأمثال لكل متنور ، ومدعاة لرجمها بالتغريب والانحلال من قبل ظلاميي الطوائف السنية والشيعية لمجرد أنها تستطيع أن تلبس ما تريد ، وتحب من تريد ، وتتزوج من تريد . ولهذا فخر المنحدرون من هذه الطائفة بأن أول طبيبة في سورية ، وأول طبيبة درست خارج سورية ، كانت جمانة سليمان الأحمد ـ شقيقة بدوي الجبل ، وبأنهم قدموا عشرات المناضلات لحزب العمل الشيوعي كنّ مضرب المثل في الشجاعة والصمود بوجه جلادي حافظ الأسد وسرايا الدفاع ! صحيح أن ثمة تقاليد في الحرية عند العلويين لا تستطيع أي ردة مذهبية أن تصادرها ، لأنها من صلب عقيدتهم أصلا ، ولا منة لرجال الدين العلويين في التسامح بشأنها . ولكن الأكثر صحة أن حافظ الأسد فعل في الطائفة كما فعله في كل الطوائف الأخرى . فوقف وراء أكبر حملة لبناء المساجد في الطائفة منذ أن ولدت قبل 12 قرنا ، رغم أنه ـ ولحسن الحظ ـ لا يرتادها حتى الآن إلا القلة ؛ وكان مع شقيقه جميل وراء أكبر عملية تشيع في الطائفة . وبتعبير آخر : وراء تحويل طائفة تستمد عقيدتها من التقاليد الثورية للمعتزلة ورسائل إخوان الصفا ومدرسة إيونيا الفلسفية اليونانية وإرث القربان المسيحي ، والقرّائية البغدادية ، ولا تؤمن بتسييس الدين ، وتفصل ما هو زمني عما هو ديني ( الدين عن الدولة ) ، وليس لديها أي طقس من الطقوس الدينية ،... إلى طائفة شرع ينخرها السوس الشيعي وتقاليده وطقوسه ، بكل ما يعنيه ذلك من تحويل علي والحسين من قدوتين ثوريتين لصناعة التقدم ، إلى مرجعيتين لاهوتيتين لصناعة التأخر والقهقرى! ومع هذا كله ، فإننا نراهن على أن مخطط التقريد هذا ، أقلّه في الطائفة ، لن ينجح ، طالما أن هناك شبابا مثل يامن حسين يقاتلون ويواجهونه بشجاعة ، رغم غضاضة عودهم وحداثة تجربتهم ، ويرفضون الارتداد من الطور الآدمي إلى طور السعدان ! تحية إلى يامن حسين ، وكل أبناء جيله الذين يحاربون مخطط التقريد البعثي ـ الأسدي ، واعتذار منه لأني لم أقرأ " مقاله " إلا الآن . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) ـ http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=56902
#نزار_نيوف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ست سنوات على رحيله : حافظ الأسد الحيّ فينا ومعنا !
-
فقيد - الجزيرة - الكبير !!
-
ثورة سمير قصير المغدورة والتيرميدور اللبناني !
-
النص الكامل لتقرير الرقيب نضال معلوف رئيس مخفر - سيريا نيوز
...
-
قانون - الحسبة البعثية - في سوريا : محامون سوريون يتقمصون ال
...
-
أدلّة علمية جديدة تثبت إمكانية حلْب التيس !
-
علويّون مرّيخيون، وتاريخ حَيْزَبوني !ملاحظات برسم طريف العيس
...
-
مشروع قرار في اليونيسكو لوضع النظام السوري على قائمة المحميا
...
-
دمه لنا .. ودمه عليهم!..فليتوقف كل طعن بميشيل كيلو وكل نقد ل
...
-
توضيح خاص بشأن اجتماعي المزعوم مع عبد الحليم خدام !
-
كي لا تتحول المعارضة إلى مزبلة لنفايات النظام ، وكي لا تصدر
...
-
أربعة وجوه لدمشق : عبد العزيز الخير ، ديتليف ميليس،عبد الكري
...
-
صفحات مجهولة من سجلات الدم والفساد في سجن المزة
-
كيماويات شهود علي الكيماوي !
-
إلى أي مدى يمكن أن يكون نشر تجربة الاعتقال أمرا مفيدا قبل سق
...
-
وما صلبوك ، ولكن شُبّهت لهم !
-
أن تكون مع فلسطين ... يعني أن تكون مع كردستان أو : من - المد
...
-
إلى جهاد نصرة : بلغ تحياتي إلى تركي حامد علم الدين !!
-
لم أعد وحدي مصابا بفصام الشخصية :أكثم نعيسة يشرب حليب السباع
...
-
من أجل إحياء وتطوير مفهوم -الكولونيالية الداخلية-: أفكار للن
...
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|