عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 05:40
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
أتمنى شخصيا أن يستمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي اليومي.. فهو بالتأكيد ليس بالمؤتمر التقليدي فزماننا الذي نعيش ليس بالزمن التقليدي بل هو زمن كارثي أذا صح التعبير وجاز. ذلك أنه زمن الجائحة الفايروسية التي تعم الأرض وتصيب الملايين من البشر وتميت الآلاف المؤلفة.. وتهبط بأقتصاد العالم الى الحضيض. وعليه فترامب الرئيس لا يأتي الى قاعة المؤتمر وحده، بل لابد أن يجلب معه المستشار الطبي ومساعدته، ثم لابد من أن يكون لنائبه من دور ولقوى في السلطة أخرى.. ثم لابد من أن تكون أسئلة الأعلاميين غير تقليدية، بل هي متعبة للرئيس، متحدية له.. والأعلامي الأميركي لا يسأل سؤاله ويسكت، بل هو يقاطع الرئيس ويعقّب، والرئيس يجيب ويستهزأ ويوزع النعوت والأوصاف على من لا يعجبه من الصحفيات والصحفيين متهما العديد منهم بأنهم أصحاب الأعلام الكاذب..!. وهم رغم ذلك يأتون بعدّتهم وعديدهم وكاميراتهم ليحتلوا كراسي متباعدة عن بعضها البعض بسبب جائحة الكورونا، حتى أن بعضهم قد أرتدى الأقنعة مخافة نقل العدوى.. ليكونوا قبالة الرئيس ترامب في قاعة ليست بالكبيرة في بيته الأبيض.
رصد أحدهم مؤتمرات الصحافة لترامب ومنذ 19 آذار 2020 حيث كان أول مؤتمر له بعد الجائحة. وهو رصد لما يقرب من 260 ألف كلمة في هذه المؤتمرات.. فكان كيل المديح للنفس ديدن الرئيس في مؤتمراته، حتى أن أحد الصحفيين رصد 600 حالة مدح نفس وتهنئتها في حين أنه مدح الآخرين 360 مرة.. وألقى باللائمة على الآخرين كذلك ب 110 مرات ، وذلك لعدم الكفاءة في الولايات وفي الحكومة الفيدرالية.. وقد رصد أهل الصحافة دعوة ترامب لوحدة البلاد في 160 حالة وهي ربع حالات المديح لنفسه أو لمن في معيته. ومن الملاحظات الأخرى على مؤتمرات الرئيس أنه يقارن نفسه بين الحين والآخر بقادة كبار في التاريخ الأميركي مثل أبراهيم لنكولن، الذي قاد أميركا في فترات حرجة من تاريخها.. ومن الملاحظات الأخرى أن الرئيس ترامب كان يمدح بين الحين والآخر الشركات الخاصة العملاقة، دون ذكر ما يقوم به مثلا الأطباء والعاملون في المجال الصحي.. ثم أن في مؤتمرات الرئيس الصحفية لازمة ظل يرددها وهي "أنا الوحيد الذي سأحّل المشاكل"
I alone can fix it
ثم أنه يذكّر الصحفيين أنه ليس بالطبيب ولكنه في نفس الوقت سبّب مشاكلا لمن يسمعه ويشاهده، فراح يسوّق دواءا للملاريا على أنه العلاج الوحيد المفيد لفايروس الكورونا (أثبتت البحوث الطبية أنه ليس كذلك)، ثم أنه يورط نفسه بتفسيرات علمية حول الأشعة ما فوق البنفسجية وفائدة المنظفات في القضاء على الكورونا.. وبعد كل ذلك نتساءل متى سنرى الرئيس في مواجهة الصحافة مجددا..!.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟