أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل يتضامن العالم بعد كورونا ؟














المزيد.....


هل يتضامن العالم بعد كورونا ؟


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




من حقنا أن نحلم حتى لو كان حلمنا كحلم ابليس في الجنة ! أثبت كورونا للعالم أنه لا جدوى من قنابله الذرية القادرة على تدمير الكرة الأرضية أكثر من عشرين مرة .. ولا جدوى من أي سلاح اخترعه الانسان .. فثمة حروب مختلفة لا يوجد فيها أسلحة تقليدية معروفة ولا يوجد فيها محاربون بشريون .. هناك محاربون مخفيون لا يرون بالعين المجردة ، قادرون على أفعال خطيرة للغاية .. لم تفكر امريكا يوما أن وباء سيصيب أكثر من مليون من سكانها ، ويفتك بأكثر من خمسين ألفا .. يا للهول أمريكا التي لم تخسريوما في حرب لها أقل كثيرا من هذا العدد تجد نفسها عاجزة أمام كورونا الفظيع في إجرامه الصامت .. ليس لدى كورونا وسائل اعلام يصرح بها عن ذاته ، لتتحول وسائل الإعلام في العالم كله إلى صوت له ، فلا صوت يعلو على صوته . اللعنة ما العمل ؟ هل تقوم الدول بفحص أكثر من سبع مليارات انسان لتتأكد من خلو بعضهم من كورونا .. أم تلجأ إلى وسائل إلكترونية بإرغام كل انسان على وضع سوار إلكتروني على معصمه ينبئ عن درجة حرارته وسرعة ضغطه كلما استخدم هاتفه الذكي ،أو حتى دون أن يستخدمه ، ليصبح الانسان مراقبا طوال ساعات يومه ؟ وحتى لو شلح السوار سيعرف المراقبون أنه نزعه عن معصمه وسيرسلون دورية أمن لاعتقاله ! فكل شيء جائز إلا أمن الدول وقادتها ، المهم أن تبقى الدولة ويبقى القادة، ولو بأقل قدر من البشر! لا يعرف الانسان المسكين أن هاتفه مراقب وأن كومبيوتره مخترق وأن كل ما يفعله يمكن أن تعرفه الدولة لو أرادت ، ليتوج اختراق حياته بالتقنية الكاشفة لكورونا وغيره من الأمراض !
ترى لو كان زائر عالمنا أخطر من كورونا ، ويمكنه الانتقال عبر الهواء إلى أي جحر أو مكان في العالم مهما صغر ، فما الذي ستفعله دول العالم المتحضرالتي لم تترك سلاحا إلى وجربته على الانسان المسكين ؟ هل تستسلم لقدرها أم تفكر بعقلية جديدة ،ورؤية جديدة للوجود وللعالم وللإنسان . المتشائم في دخيلتي يقول إن كورونا مهما كانت دوافعه وأسبابه سيؤدي إلى تفاقم الصراعات في العالم وخاصة بين أمريكا والصين . فهذه الصين، بدت وكأنها احتوت هذا الكورونا الرهيب بينما لم تتمكن أمريكا ومعظم القوى الكبرى من احتوائه ، وتسعى الصين بدأب للهيمنة على الاقتصاد العالمي ووضع أمريكا خلفها، فهذه أفضل فرصة لها في ظل شلل الاقتصاد العالمي بالمطلق. خاصة وأنها شبه مهيمنة عليه حتى دون كورونا ، والأخيرة ( أمريكا ) لا تقبل أن تهتز مكانتها وستعمل على أن تبقى سائدة ويبقى الدولار سيد العملات الدولية ، وإذا أخفقت كل المحاولات لا بد من حرب ، ولا بد من حلفاء لكل من الطرفين . ستكون من افظع الحروب على الإطلاق، قد تدمر نصف العالم إن لم تدمره كله وتعيده إلى الوراء ألف عام ، ما لم تحدث معجزة تقلل من وطأة هذه الحرب على المجتمع البشري.
لا لا غير معقول! ينهض المتفائل من دخيلتي ليواجه المتشائم الآخر: أين ذهبت بنا يا محمود شاهين . هل يقبل هذا العالم (المتحضر) أن يقدم على ما يفكر فيه متشائمك؟ أصر جانبي المتشائم أن أضع كلمة المتحضر بين قوسين ، لأنه لا يعترف بتحضر هذا العالم بل يعتبره متوحشا ، ومتوحشا جدا ، وما أكثر القادة الوحوش فيه! وود أن يذكر لي بعضهم بالأسماء فقمعته من منطلق ديمقراطي! وطلبت إليه أن يتيح الكلام لجانبي المتفائل كما أتاح له أن يتكلم دون مقاطعة!
هذا العالم المتحضر .. اكتشف هزالة أنظمته كلها ، بل وهزالة منظوماته كلها على الإطلاق من الرأسمالية إلى الصحية ، وبناء عليه لا بد من إعادة النظر في كل شيء
لخلق عالم جديد على أسس جديدة :
لا بد من تضامن العالم كله بإقامة نظام يوحد العالم ولا يفرقه . فكوكب الأرض لبني البشر جميعا، وليس هناك أي حق لأي انسان أن يملك في هذا الكوكب أضعاف أضعاف مايملكه انسان آخر. إذن لا بد من الحد من الثراء الفاحش وتحديد الحد الأعلى للثراء كأن يكون ماقيمته عشرة ملايين دولار مثلا ..
لا بد من توحيد دول الكوكب في منظومة عالمية تشرف على قيادة العالم كله ، دون أي تفريق بين أبيض وأسود أو متدين وغير متدين أو عرق وعرق آخر.
الغاء الحدود بين الدول كافة وحرية العمل والتنقل للجميع
التوقف عن صناعة الأسلحة وتسخير القائم منها لخدمة الحضارة الانسانية . كأن تحول الدبابات والصواريخ إلى محاريث؟
تحديد النسل في العالم بحيث لا يتجاوز عدد سكان العالم السبع مليارات على المدى المنظور .
توفيرعمل وضمان اجتماعي لكل انسان.
اعطاء الأولية لصحة الانسان وثقافته وعلمه . ووضع الصحة في المقام الأول .
منع الحروب بالمطلق مهما كانت والبدء بنزع السلاح من الامم وتحويله إلى ما ذكرنا .
لا بد أن تتفق البشرية على أن للوجود غاية هي بناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. وأن أي معتقدات لدى البشر ينبغي أن تضع هذه الغاية في أسس معتقدها .. نبذ أي فكر يرى أنه لا غاية للوجود وأنه عبثي .. فالوجود من الوردة والشجرة مرورا بالنهر والشلال والبحر والجبال والتضاريس والصخور وانتهاء بالإنسان والفضاء والسماء والكواكب والنجوم ، جميل ، ولا يعقل أن لا يكون له غاية رغم كل هذا الجمال الذي لا يبدو عليه العبث!
تسخير العلوم لما يخدم الانسان حسب الممكن وليس المستحيل كصناعة انسان مثلا ، أو صناعة روبوتات بأعداد هائلة تحاكي الانسان وتحل مكانه ! ليبقى الانسان هو الأسمى قيمة في الوجود وليس الآلة التي صنعها.
الإشراف على كل نظام دولة في العالم لأن يكون ديمقراطيا حقيقيا حتى لا يصعد دكتاتور ما إلى السلطة .
التوقف عن بناء دور عبادة جديدة على الكوكب وتحويل معظم القائم منها إلى مسارح ومعاهد ومدارس ومستشفيات.

راح متشائمي يقهقه في دخيلتي على متفائلي .. فصرخت به : ولك دعني أحلم هل الحلم ممنوع؟ يخرب بيتك لم يبق لنا إلا الحلم في هذا الزمن فدعه لنا، رغم أن أحلامنا تواضعت ، كنا نحلم بالاشتراكية فتخلينا عنها ، والآن نحلم برأسمالية غير متوحشة ومحدودة الثراء ، ومع ذلك لا تريدنا أن نحلم بها ؟ الله لا يسلمك ما الذي بقي لنا!
28/4/2020



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان إلى أين بعد كورونا؟
- - الخالق لا يلعب النرد والموت ليس نهاية الحياة-
- فناء الخلق فناء للخالق!
- أبو الفوارس شاهين يخوض حربه الثالثه مع جيوش كورونا الملاعين!
- أبكتني فيروز وهي تتضرع إلى الله من الكتاب المقدس!
- وقت غير مناسب للموت يا محمود!
- العظماء يظهرون في زمن المحن والشدائد !
- الوقاية شبه معدومة في البقالات الصغيرة
- هل كنت على شفا الموت أم أن الطاقة خاطبتني ؟
- دعاء إلى الطاقة القائمة بالخلق لإنقاذ البشرية من كورونا!
- السّر الأعظم - الخالق - يكمن في العدم الفيزيائي!
- وجود الإنسان غير منفصل عن الوجود الكوني !
- أول من قال إن الله طاقة خلاقة لا نهائية .
- الوعي الجمعي لدى البشر تجاه خطورة كورونا قد يؤدي إلى دفاع من ...
- مقالات في الرواية والقصة
- انقذوا أنفسكم وأطفالكم من كورونا!
- نقد التوراة في رواية - عديقي اليهودي- لمحمود شاهين
- إيمان محمود أبو الجدايل
- لماذا أراد الخالق أن يتجسد في الوجود وفي الانسان ؟
- اليهود لا يشكلون أمة أو شعبا . رائد الحواري


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - هل يتضامن العالم بعد كورونا ؟