|
جائحة كورونا -كوفيد19 بؤرة وبائية مع نهاية 2019 تزر وزرها وأثقالها سنة 2020 وبداية امتحانات القرن 21 للمنظومات الدولية: تقييمي النسبي للأداء العالمي بإيجاز تخميني.
محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))
الحوار المتمدن-العدد: 6549 - 2020 / 4 / 28 - 10:40
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
أحد أسباب انتشار جائحة كورونا هو الاستهتار بالوباء كل دولة وكل فرد في البداية استبعدوا عامل الاجتياح.
انطلاقا من الصين التي قمعت الدكتور لي ويليانغ واتهمته بنشر شائعات غير صحيحة، والذي حذر الحكومة والعالم من خطورة الفيروس بعد دراسته مجهريا..مرورا بالولايات المتحدة التي فشلت مخابراتها الطبية في تقييم تأثيرات الفيروس كورونا على العالم، معتقدة أن أقصى حدود تأثيره لن تتعدى حدود فيروس سارس السابق. مرورا بانجلترا التي رفض رئيسها اتخاذ اجراءات احترازية في البداية كالحجر الصحي ونهج التباعد الاجتماعي، إلا بعد ضغط متأخر من الاتحاد الأوروبي، ونفس الأمر بالنسبة لكثير من الدول والأفراد والشخصيات الرياضية العالمية..
باستثناءات قليلة جدا، مثل كوريا الشمالية التي قيمت مبكرا جدا وبشكل علمي خطورة الوضع وأغلقت حدودها واتخذت الإجراءات الاستباقية المبكرة نظرا لاعتبارها من التنينات الآسيوية التي لها تجارب مريرة مع الأوبئة، حيث قامت بدراسة معطيات الدكتور لي ويليانغ عن مكونات الفيروس وتقييم خطورته، على أنه قد يشكل جائحة سريعة الانتشار، ومعقدة بالنسبة لابتكار دواء ناجع بسهولة مضاد له بسهولة مبكرة، لان على منوال فيروسات عائلة كورونا التي ينتمي إليها فيروس السارس أيضا، ولكورونا ميكانيزمات يخدع بها جهاز المناعة عن رصده وقدرته على استنساخ نفسه بعد غزو الخلية وسرعة العدوى والانتشار.
تقييمات شاملة للأداء الدولي أمام إمتحان خطورة الجائحة وأهمية الردود والأفعال الميدانية والعلمية والاستقرائية مستقبليا في مواجهة أخطار وكوارث قد تهدد البشرية وسلامة واستقرار وتطور المدنية، قد تكون مثلا وبائية أو كوارث بيئية بأشكال مماثلة أو مختلفة:
المنظمة العالمية للصحة: :رئيس المنظمة العالمية للصحة تيدروس_أدهانوم_يبريسوس كان في مستوى المسؤولية على رأس فريق عمل منظمة الصحة العالمية حيث قامت المنظمة باصدار كل التقارير العلمية والتحذيرات اللازمة في الوقت المناسب، وحذر رئيسها وهو طبيب وخبير له تجارب ميدانية ضاربة في العمق في الميدان الطبي والصحي والوبائي في إفريقيا جنوب الصحراء، وتعامل سابقا مع أوبئة ومشاكل صحية في القارة السمراء، وأثبتَ جذارتَه مع فريق المنظمة باستحقاق المنصب الذي يشغله على رأس منظمة الصحة العالمية.
تقييمات أخرى: ألمانيا كاقتصاد ومنظومة عصامية مرنة أبانت عن قوة وتماسك من حيث الاقتصاد والاقتصاد الاجتماعي وجاهزية وفاعلية في الطوارئ من حيث البنية التحتية الصحية المتطورة وكوادر طبية رفيعة ومؤهلة.
الصين استطاعت مواجهة الأزمة والتي انتشرت فيها البؤرة الأولى بانضباط ومرونة وحضور قوي للدولة على مستويات دعم إنجاح الحجر الصحي للسيطرة على وقود انتشار الوباء من خلال التباعد الاجتماعي، وعمليات تعقيم المرافق العمومية والممرات والطرق والشوارع، وكانت وراء النصيحة والإرشاد باعطاء أسماء حزمة من الأدوية التي قاومت بها وباء كورونا في مستشفياتها منها عقار هيدروكسي كلوروكين مع تحذيرات أعراضه على امرضى القلب والشرايين الدموية، في ظل غياب علاج ناجع متخصص ضد فيروز كورونا.
شمال إفريقيا: رغم أن تسرب الفيروز لم يكن بالحجم الذي وقع في أوروبا وآسيا، إلا أن عامل الجهل والتجاهل والاستهتار وعدم الالتزام بإرشادات الوقاية الصحية العالمية وعدم الالتزام بالحجر الصحي قد يشكل خطرا على دول شمال إفريقيا، خصوصا مصر التي تعرف كثافة سكانية عالية ومدن الهوامش المكتضة علاوة على المغرب في ظل هشاشة المنظومة الصحية الرديئة، رغم كل المجهودات التي قام بها رجال ونساء الشأن المحلي، إلا أن ذلك يجب أن يكون بالموازاة مع تقديم الدعم والمساعدة الاجتماعية لإنجاح الحجر الصحي وومحاصرة الوباء بدل محاصرته للناس، وذلك من حيث دعم المواد الغذائية ودعم المتوقفين عن العمل، إلى حدود الساعة لا يوجد ذلك بالموازاة مع مجهودات كوادر الشأن المحلي، وذلك قد تكون له عواقب إذا استهان الفئات العريضة من الشعب باهمية الوضع الصحي والأمن الصحي للمجتمع أمام وباء فيروس كورونا، فهو ليس فيلما سينمائيا أو أخبار وبائية بعيدة عن ذواتهم،. بل هو قريب من الجميع خصوصا من المستهترين بعدم اخذ إجراءات الوقاية الصحية.
الخطورة تكمن كذلك في تردي البنية التحتية الصحية التي لن تستطيع استعاب الوضع في حالة تدهوره من حيث انتشار الوباء.
نفس الأمر ينطبق نسبيا على الشقيقة الجزائر ويتطلب ذلك تدخل الجيش الجزائري من حيث بناء مستشفيات ميدانية والتعقيم في الممرات والمرافق والشوارع باستعمال المعدات الواقية للجيش ضد الأخطار الكيماوية والبيولوجية.
بالنسبة لليبيا فقد بقيت معزولة إلى حد كبير عن انتشار الوباء لعدة أسباب منها قلة الكتافة السكانية وسيادة الصحراء القاحلة وتراجع في أعداد الرحلات من وإلى خارج البلد لظروف أمنية في وقت انتشار كورونا في العالم.
لحسن الحظ أن وباء كورونا ضعيف إلى حد ما وإيجاد العلاج المباشر الناجع هو مسألة وقت فقط، رغم خطورته وسرعة انتشاره إلا أنه فيروس ضعيف كل ما يفعله هو سعيه لتخريب الرئة، ويناور المناعة كي لا تستطيع رصده، حيث يقوم بعملية تمويه للمناعة البشرية، وذلك باختباءه وراء قناع هوية السكريات المعروفة باسم الغليكان، فيشق طريقه إلى جسم الإنسان مثل الذئب في هيئة وقناع الأغنام،(1) ولكنه ليس قاتلا مباشرا فهو يبقى جبانا وضعيفا ولكن قوته في القدرة على تمويه المناعة وسرعة الانتشار وسرعة استنساخ نفسه داخل الخلية بجسم الإنسان، عندما يتمكن من غزو ودخول الخلية البشرية. والمسألة هنا تتطلب مناعة محنكة ويقضة ووقاية المرء خير من الذهاب للعلاج، في انتظار مسألة عامل الوقت لإيجاد لقاح يساعد المناعة على التعرف والتعامل مع الفيروس أو إيجاد دواء ناجع يقضي عليه مباشرة.. المسألة مسألة وقت.
ولكن كي يكون الوقت لصالح المدنية فلتلتزم بإرشادات الوقاية الصحية والحجر الصحي كي لا تكون أجسامنا ورئاتنا وقودا لانتشار الفيروز وتطوره، كي تخرج الشعوب بأقل الخسائر الممكنة منتصرة في حرب الوباء.
فلتحفظ كارما الخير أطفال العالم من الأوبئة والحروب ولتعم الصحة والعافية والسلام في العالم.
المدون محمد بوعلام عصامي
+روابط متعلقة: _____________________________________________________________________ المقالة كما كتبتها على صفحتي الفيسبوكية بتاريخ 15/04/2020 قبل نشرها على موقع الحوار المتمدن: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2950754524963105&id=221954974509754&mds=%2Fedit%2Fpost%2Fdialog%2F%3Fcid%3DS%253A_I221954974509754%253A2950754524963105%26ct%3D2%26nodeID%3Dm_story_permalink_view%26re--dir--%3D%252Fstory_chevron_menu%252F%253Fis_menu_registered%253Dfalse%26perm%26loc%3Dpermalink&mdf=1
______________________________________________________________________ تدوينات متفرقة متعلقة بجائحة كورونا من بعض مدوناتي الخاصة:
*تأملات من النافذة في زمن الوباء: https://md-boualam-issamy.blogspot.com/search?updated-max=2020-04-15T03:29:00%2B01:00&max-results=5&m=1
*الحب عن بعد في زمن كورونا: https://md-boualam-issamy.blogspot.com/2020/03/blog-post_29.html?m=1
* طالع تدوينة: معا ضد وباء كورونا وكلّ الأخطار التي تهدد استقرار ومسار تطور الإنسانية على هذه المستديرة.. الأرض كوكبنا وعالمنا الصغير: https://ichkal.blogspot.com/2020/03/blog-post.html?m=1
* طالع تدوينة: فلتسقط كورونا وكل الأوبئة وليحيا الشعب وليسقط كل دبكتاتور ظلامي متوحش مستبد اليعمل عمل الوباء ضد حياة وتطو الشعب: https://md-boualam-issamy.blogspot.com/2020/03/blog-post_22.html?m=1
* طالع تدوينة: ضرورة تطوير طوارئ الأوبئة: هفوات يجب على العالم أن يستخلصها من جائحة وباء فيروس Covid-19: https://analysis-md-issamy.blogspot.com/2020/03/covid-19.html?m=1
______________________________________________________________________ ______________________________________________________________________ مصادر: (1) https://www.alhurra.com/latest/2020/04/09/%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A6%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%BA%D9%86%D8%A7%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D8%B9
#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)
Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقالة ضد التعذيب ضد العنف ضد الحقارة: كلمات ودعو إنسانية تضا
...
-
المنظومة الرجعية المسرطنة وإنتاج الحضيض في العنصر البشري: عن
...
-
مفاهيم في الديمقراطية والحداثة
-
عن تعذيب ناصر الزفزافي والانتهاكات الجنسية الحقيرة وما تحت ا
...
-
هكذا غنى الكناوي
-
عبد كريم بوشان من سباقات العدْو إلى الصراع من أجل الدفاع عن
...
-
القضية الفلسطينية بين قادة المؤخرة العربية وجامعة الخراء وصن
...
-
دولة الديمقراطية الحديثة الحداثية أي دولة سلطة الشعب المدنية
...
-
أوطان أصبحت كالسجون: شمال إفريقيا كما هي بصورتها الحقيقية في
...
-
ثقافة الحريات الفردية واحترام الخصوصية ومسألة الاختيارات الش
...
-
عن أخلاق العبيد في بلدان خدمة المهالك والاستبداد والعتمة -شم
...
-
عن أخلاق العبيد المُعتمة ومرض الفوبيا عند العبيد وما اكتسبوه
...
-
صحافة القمل وتحولات الأقلام في منظومة الريع : نموذج رشيد نين
...
-
الحفرة وما يصنعون..
-
تعليق على تغريدةٍ بُلبلية.. بعنوان البلبل الحزين
-
مقالة جورج أورويل وأغنية حمادة بن عمر (الجنرال).. من خلفيتين
...
-
مغاربة العالم المعاصر بين القرن 20 والقرن 21 بين الأمس واليو
...
-
الشاي العتيق والكونياك وعطر الكولونيا وتأملات إنسان على مداد
...
-
تعديل في نثرية نزار قباني: الحرية بين الأمس واليوم في مقياس
...
-
حنين من الماضي: تلكمُ الأعيادث كلّها ما نرجو منها إلا أن تخل
...
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
-
الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة
...
/ محمد أوبالاك
-
جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية
/ اريك توسان
-
الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس
...
/ الفنجري أحمد محمد محمد
-
التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19-
/ محمد أوبالاك
المزيد.....
|