أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي أحماد - كورونا ...حتى لا تتحجر قلوبنا














المزيد.....

كورونا ...حتى لا تتحجر قلوبنا


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 23:50
المحور: المجتمع المدني
    


تحامل العالم بشدة على كبار السن مع ظهور فيروس كورونا المستجد باعتبارهم شريحة هشة يسهل عليه الفتك بها ، وانتصر بذلك لنظرية " البقاء للأقوى " . والحق أني صدمت لكثرة عددهم بدور الرعاية في أروبا ، والخوف أن يزيد عددهم في المغرب وواقع الحال يؤكد انتشار دور العجزة والمسنين بأغلب الأقاليم . أنا لست ضدها أبدا ، بل أعتبرها ملجأ آمنا يوفر الدفء الاجتماعي ويضمن الرعاية خصوصا لفئة (من الرجال والنساء ) لم يرزقوا بالأولاد ووجدوا أنفسهم بدون معيل ، سكن قار أو رزق جار . ظل الحسن الثاني يرفض بشدة إنشاء دور للمسنين :
[ في اليوم الذي سنفتح فيه أول دار للعجزة في المغرب ، سيكون مجتمعنا في طور الانقراض....]
يحكى – والعهدة على الراوي – أن أبناء إحدى القرى إذا بلغ الكبر أب أخذه إبنه الى جرف هاوية ورماه من عل . ودأب الأبناء على العادة . ذات يوم حمل شاب أباه الى عين المكان ليلقى الكهل مصير سابقيه . عندما بلغا حافة الموت / الإعدام بكى الشيخ بحرقة فظن الشاب أنه ببكائه هذا يستعطفه ليعفو عنه ، ولكن الأب خاطبه ( إنما البكاء على حالك عندما يحين دورك ) . وقع الكلام في قلب الإبن وقوع الخنجر في القلب فنزعت الغشاوة عن الأعين . أعاده الى القرية متحديا سلطة الجماعة/ القبيلة . من يومها عاش الآباء في كنف أبنائهم سالمين . أوليس إيداع كبار السن ( أمهات وآباء ) في دار المسنين قتل رمزي لآدميتهم وأشد هولا من فعل أهل القرية . على الأقل آباء القرية وعند بلوغ قعر الهاوية تخرج أرواحهم ويستريحون الى الأبد من عقوق الأبناء ...
في فرنسا بعد رفع الحجر الصحي تدريجيا ( ابتداء من 11ماي ) هناك أصوات تدعو الى تمديد الحجر الصحي لكبار السن . إيمانويل ماكرون الذي أعلن عن هذه الفكرة تراجع عن تصريحاته لأنه لا يتمنى " التفرقة بين المواطنين " .
قد تكون مثل هذه الدعوات نابعة من الخوف على هذه الشريحة .خبراء الصحة والفيروسات منذ البداية أكدوا على هشاشة كبار السن أمام جبروت كورونا . والواقع أن ضحايا كورونا من المسنين خصوصا في دور الرعاية الصحية . وهذا لم يمنع أن شيوخا وعجائز تمكنوا من قهر المرض وتعافوا ، وبالمقابل نكل بأطفال صغار و شبان أصحاء . والثابت أن الفيروس قتل الناس من جميع الفئات العمرية ، الجنسية والعرقية والدينية ...وطبقات المجتمع . من المؤلم أن نسمع أن إيطاليا التجأت قهرا الى طب الحروب . تختار من يستحق الحياة ؟ وشاع أن بعض المسنين تطوعوا للموت لإنقاذ أرواح شابة وهذا نبل منهم ، وإن كان حرمانهم من الحياة لا أخلاقيا البتة .
في مجتمعنا وقبل كورونا كنا إذا سمعنا أن الميت كبير السن ارتحنا وهان علينا الموت واستطعنا ونحن نشيعه أن نسير خلف النعش ونحن نتبادل أطراف الحديث وربما بالغنا وتبادلنا نكتا أو طعنا في سيرة الهالك .
لن يقتلنا كورونا قبل آجالنا ولكن الأخذ بأسباب النجاة من موجبات الشرع ومن خاف نجا . كبار السن يضحون من أجل الأبناء ، كنت دائما اسمع أمي عقب كل صلاة تتضرع الى السماء ( اللهم أمتني قبل أولادي ) ....
| ميدلت أول أيام الصيام



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوفيد ...سواد تتلبد منه البلاد ويرتعد منه العباد
- اليهودية الحسناء
- الأرجوحة
- المعلم العسكري
- حسناء ورحلة البحث عن الماء بفرس دهماء .
- - مهيدو - أو رحلة البحث عن الماء ب - البيدو -
- رحلة الى مازاغان / الجديدة
- أساتذة بصموا مساري الدراسي
- ضرب على الدف في عرس بقرية ملاحة / كير الأسفل – صيف 1993
- من أوراق معلم بالأرياف المغربية
- السحور...دقات الطبل والوجل من - بغلة القبور - / فصل من ذكريا ...
- من أوراق معلم / 1987 | السلسلة والخاتم
- وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد
- في حضرة عرافة
- طقس الشاي وقدسيته
- الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي أحماد - كورونا ...حتى لا تتحجر قلوبنا