|
مواساة الشعوب في بلادنا
رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 1582 - 2006 / 6 / 15 - 08:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يبدو أن من يتكلم عن الحقائق وتذكير الناس بالواقع الذي نعيشه وإبعادهم عن كل ما هو ضار بهم يصبح مضطهد من الجميع مع العلم أن كل ما أقوله من حقائق في الوطن العربي هي مخزية بالفعل ولذلك يرفضوها فمنذ فترة تحدثت عن وضع الرياضة والفن وما يصرف عليهم من ملايين على هذين القطاعين المحظوظين في الوطن العربي المخزي، وأقصد المخزي ما نراه من دعم لهذين القطاعين بالمليارات، ولن ينال الشعب منها إلا الفساد والإضلال، وهناك ملايين يعيشوا على الهامش بل لم يحصلهم الهامش في دول تقول قال الله وقال الرسول ومع العلم أن هناك من يساند في إفساد الشعوب تحت حجج برتوكول الدول، يقول تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية 56.
وليس للتمثيل إحنا حنمثل على بعض كفانا حجج وكفانا دفاعا عن الباطل الذي بسببه أصبحنا لا نبالي. أنا لست ضد الفن عندما يكون له هدف حقيقي ينفع المجتمع ولكن كما هو الان إفساد وإضلال لن أغير من وجهة نظري باتجاه هذا الفساد ولن يقف قلمي حتى يصبح الفن إرشاد. أما بخصوص الرياضة أذكر لكم مثل ليس ببعيد العبارة المصرية غرقت ودم المصريين لم يجف بعد وكان هناك ما يسمى كاس أفريقيا أدعو الله أن تكون آخر نكسة رياضية التي بسببها ذهبت الجماهير لمتابعة التفاهات في وقت من باب أولى أن يلغوا هذا العرس الكروي كما يقولون ومواساة أهالي المنكوبين ولكن يبدو أن المواساة كانت عبارة عن ضرب قنابل مسيلة للدموع هذه هي مواساة المنكوبين في بلادنا أن يضربوا بالقنابل المسيلة للدموع فأنا في نظري كل من يضيع وقته في أي حدث رياضي فهو تافه وخاصة في الوطن العربي بالله عليكم تشجعوا من يصرف عليهم المليارات من دمائكم. علمتم لماذا أنا ضد الرياضة طالما أنه لم يستفيد منها غير الرياضيين وأصبحت عبء على فقراء الشعوب العربية فبصراحة الذي يلعب الرياضة يلعب على حسابه الخاص وليس على حساب الدول العربية كما هو موجود الان. هناك ما هو أهم من هذه البدع التي يصرف عليها المليارات من دم الشعوب و من يحاول ان يذكر الناس بالحقائق التي ينبغي فعلها باتجاه الشعوب يكون جزاءه الاضطهاد من الذين يسعوا في الأرض فسادا, و هم الذين يحظوا بالدعم المادي وغيره من الدول فانا في اعتقادي لو تصرف هذه المليارات على فقراء الشعوب وإصلاح الأمة لأصبح لنا شأن بالفعل يقول تعالى: ((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) سورة التوبة آية 60.
وليس الصدقات كما هي موجودة الآن تصرف على من يقوم بإفساد المجتمع وهم الذين تتسلط عليهم الأضواء ليل نهار مع العلم أن كل ما يفعلوه لا يمد بالنفع على المجتمع ولكن هي إضاعة وقت المجتمع تحت ما يسمى رسالة الفن أو بروتوكول الدولة في الرياضة وهذه الأشياء ما انزل الله بها من سلطان فلو تخلصنا منها وراجعنا أنفسنا جميعا لعلمنا أنها فعلا إفساد وإضلال وينبغي التخلص منها إلى الأبد فكل من يساند هذان القطاعان الذين تحدثت عنهم في بداية هذا المقال يساندهم ماديا في اعتقادي هو يندرج تحت ما يسمى بنشر الفساد ولو أننا تنافسنا بالخير وتسابقنا لكان خير لنا من هذه البدع التي تسمى الرياضة والفن وإن رب العزة حين يحاسب الناس سيحاسبهم على أفعالهم في الحياة الدنيا ولذلك قال تعالى: ((هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة الجاثية آية 29.
وقال تعالى أيضا: ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)) سورة الكهف آية 49.
أي انه كل منا سيكون له نسخة تعرض أمامه يوم القيامة ليرى أعماله والوقت الذي ضاع منه هباءاً منثورا ليتابع حدث ما أو ما يسمى مسلسل معين ونسي ما هو أهم من هذه الخرافات ألا وهو الذي وصانا به الله تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية 56. وإن كل ما يلهي الانسان عن ذكر الله فهو إفساد وإضلال للنفس وللمجتمع ولكن للأسف أن هذه الأشياء هي التي يصرف عليها بلا حدود في دول تقول قال الله وقال الرسول فانا اقول لهؤلاء جميعا ان الله و رسوله بريئين من هذه الافعال ومن يساندها والله المستعان.
رمضان عبد الرحمن علي
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أين انتم ذاهبون
-
نصيحة إلى الوالي
-
ويكون الدين كله لله
-
إلى أبو ذر المقديشي
-
واصطبر لعبادته
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|