أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - تولام سيرف - قليلٌ في رواية الطاعون














المزيد.....

قليلٌ في رواية الطاعون


تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 20:24
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


-----------------------------

في أوائل كارثة كورونا والدافع لقرائة رواية الطاعون للفيلسوف البرت
كامو من جديد يزداد عند الكثير, أعتقد في هذه الفترة تم قراءة الرواية
أكثر من قراءة القرآن أو الأنجيل.

في رواية الطاعون تجد البطل الذي هو الدكتور ريو
Rieux
وثورته الصامته تقريبا بحكم مهنته, لأن وجوده في الأساس هو لعلاج
الأنسان مهما كان أتجاهه الفكري أو العقائدي ومهما كانت حجم محفظته,
بينما تجد القس بانيلو
Paneloux
يصرخ بدون لفظ الكلمات بتلك التفرقة الواضحة بين أنسان وآخر,
بين مؤمن وغير مؤمن, بل وبين مؤمن ومؤمن, حيث يدعي بانيلو في
خطبة الموعظة المسيحية الأولى وأنطلاقاَ من أيمانه, بأنه على
علم بما ينوي الله في هذا الطاعون, موضحا بأن الطاعون هو محكمة الله,
والعادل منكم لا حاجة له للخوف, وكأن الطاعون يفصل بين الصالح
والطالح, كتلك الصورة الواضحة في العصا التي تفصل القشرة عن حبة الشعير.
السخرية في الأمر, أن بانيلو يموت أيضاَ.

وعلى مدى الرواية نجد وضوح أنفصال الوجودية عن قكرة الخالق أكثر
وأكثر حين ننظر ألى واقع الحال ونقوم بدراسته موضوعيا بدلاً من الأخذ
بعين الأعتبار كلمات تجار الدين المنتفعين.
في الرواية نجد عبثية البرت كامو ترافق صوراً عديدة, صداقة..تاررو
Tarrou
مع البطل ريو ومرافقته له ماهي الا محاولة للهروب من اللا معنى للوجود.
وجنون كوتار
Cottard
هذا أيضا حل أنهزامي من الواقع العبثي الذي يقصده الفيلسوف كامو,
ويمكن من أكثر الصور وضوحاً هي محاولة أنتحار كوتار
Cottard
هي العبثية التي تذكرنا بسيزيف كامو.
محدودية تفكير المؤمن في زاوية واحدة وهي الأيمان ناتجه من أصراره
على البقاء داخل تلك القوقعة وذلك السجن الذي يدعى الدين والأيمان,
وبما أن الأنسان مبدع, فتجد المؤمن بانيلو
Paneloux
أيضا مبدع بضع اللمسات الأخيرة لظاهرة...أنه يعلم بما ينوي الله في
الطاعون....فحسب رأيه...أضافة الى أن الطاعون هو عقوبة من الله,
فهو.....أي ألله....يمنح المواساة لمخلوقاته ويبين للأنسان الطريق لأكتشاف
العلاج. هذا الأسلوب في التفكير الساذج والخاطئ تجده عند كل المؤنين
عبر كل حقبة تاريخية. ولكن البطل...ريو
Rieux
يحطم ذلك التفكير بعبارة واحد....بانيلو لم ير أموات بشكل كافي....هذه العبارة
تعني الكثير....من عماء المؤمن الى أصراره على بقاء القوقعة الى عدم ألقدرة
في التحليل الموضوعي والواقعي للكارثة.
الحقيقة المفترضة التي يتصورها بانيلو هي في الواقع عقاب جماعي كما أطلق
عليها البطل الملحد ريو ذاكراً...أن من يرى الالام والمعاناة الناتجة من
الطاعون ثم يتصالح معه...اي مع الطاعون....يجب أن يكون مجنوناً أو أعمى أو جبان.
يرى ريو
Rieux
جانب أيجابي في الطاعون, بأن الأنسان سيكون أكبر مما كان عليه قبل الكارثة,
وأن من يرفض فكرة الخالق سوف لا يرضخ الى الموت ويبقى في قتال مستمر ضد
تلك النهاية البائسة....أيضاً مقارنة بسيزيف...تلك المحاولات المستمرة التي نهايتها
دائما واحدة وهي...خسارة القتال...فمن الأفضل لله أن لا يعبده أحد, والأفضل من
العبادة, أن يكافح الأنسان ضد الموت بأستمرار بدلا من أن يرفع عينيه للسماء,
حيث لا يحصل على أي جواب سوى الصمت, لعدم وجود شيئا يدعى الله هناك.
ونجد ريو
Rieux
وتاررو
Tarrou
معلنين ثورتهما ضد تلك المعاناة بدلاً من السجود على الركبتين دون جدوى.
الجميل في هذا النوع من التفكير....أي الأنسان سيكون أكبر مما كان عليه
قبل الكارثة.....أننا نجده عند كل أنسان....ملحد كان أو مؤمن.....يبدأ بشكل
موضوعي بتحليل وضع البشر في كل كارثة, والسبب واحد دائما وهو صراع الأنسان من أجل البقاء.
كلما تكبر صدمتنا في الواقع, كلما تتغير مفاهيمنا بل وحتى تعابيرنا, فالقس
بانيلو في خطبته الموعظية الثانية تتغير مصطلحاته, والسبب هي صرخات
الطفل الذي حصل على اللقاح الجديد ضد الطاعون, حيث أستخدم تاررو
Tarrou
لاحقا الصورة....البراءة يتم قلع عينيها...في تلك التجربة شعر بانيلو بعار شنيع
وأصبح أكثر عمقا وأكثر لطفاً في خطبته الثانية, لم يعد يقول أنتم وأنما نحن,
لم يعد يعلم بما ينوي الله في الطاعون, ولكنه لا يتخذ طريق ريو الألحادي وأنما
طريق المؤمن اليائس, أي يبقى على أصراره في بقاء قوقعة وسجن الأيمان التي لم ولا تجلب للأنسان سوا الدمار.

تحياتي ومودتي

تولام



#تولام_سيرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصنيف الائتماني
- انفلونزا الخنازير وشراء الذمم
- نقد الدليل الفلسفي على وجود الله....محمد باقر الصدر
- السذاجة والسطحية غذاء تدهور البلدان
- المعسكر المادي
- الأخلاق...الحرية....الشرف
- البركان الهادئ اليوم...يتفجر غداً
- الاعجاز ضروري لمكانة الشيخ
- المؤمن لا يعي التطور
- الاغتصاب الشرعي
- نقد كتاب وهم الالحاد
- ورقة الزواج الى اين؟
- سذاجة المؤمن كفر
- كلمة العربي تعني.....احتلال
- الرجل اذكى من المرأة.....أنظر الى عدد العلماء!!
- الانسان اخترع الله حسب التجربة
- الحج حرام
- شرح مبسط لسؤالي حول مكان الله
- ايها المسلم تعمق باياتكم وافشل بيدك
- سؤال...يؤدي الى جنون المؤمن


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - تولام سيرف - قليلٌ في رواية الطاعون