شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 16:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جانحت كورونا قلبت حياتنا وجعلتنا نتخلى عن عادات وسلوكيات اجتماعية كثيرة. قيدت حرياتنا، وجمدت مناسباتنا، والغت زياراتنا، والزمتنا البقاء في البيوت لمنع انتشار الوباء.
لقد امتنعنا عن المصافحة والتقبيل، لأنها ممنوعة ومحظورة، انقطعنا عن بعض، والمجالسة أصبحت عن بعد، ولم نعد نشارك في الجنازات ولا بيوت الأجر، التي أضحت تقتصر على أفراد العائلة والأقرباء. اغلقت المساجد والكنائس ومنعت الصلوات فيها، والمطاعم والمجمعات الكبيرة باتت مهجورة، وخالية من الزرافات التي اعتدنا عليها، والشراء غدا بالهواتف والارساليات للبيوت.
رمضان هذا العام استثنائي ومختلف عما مضى. فهذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها الصلوات الجماعية بالمساجد، ولا تقام صلوات التراويح، وبدون ولائم وإفطار جماعي، ولا طبخات رمضان، وانقطعت صلة الأرحام.
الكل أصابه الملل والضجر، حتى درجة الاكتئاب، وبات يتوق للأفراح، لشواطئ البحار، للسباحة، للتجوال، وممارسة رياضة وهواية المشي، وصار ينتظر بفارغ الصبر، زوال الشدة وانتهاء الوباء.
فالحجر الصحي ضاعف معاناتنا وزاد توترنا وضغطنا النفسي، وعمّق المشاكل والخلافات الزوجية، وزاد العنف الاسري.
ويبقى السؤال : هل نتغير بفعل الكورونا، فتتبدل قيمنا وأخلاقنا، وهل نستخلص العبر ونمضي نحو حياة مختلفة ومسلكيات جديدة، أم الذي سيتغير فقط هو غسل الأيدي والنظافة الشخصية ليس إلا، ونبقى سائرين في التيه والضلال، اهتمامنا بالقشور والمظاهر الزائفة والبذخ والتقليد الأعمى، وشوفوني يا ناس، وليس الجوهر..؟!
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟