أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي














المزيد.....

الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 459 - 2003 / 4 / 16 - 22:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أثبتت حرب الخليج الثالثة مرة أخرى أن العرب لا تحركهم عقولهم الغائبة أوالمغيبة قسراً، بل أنهم يتبعون عواطفهم ومشاعرهم الجياشة دون الالتزام بالعقل والحكمة والمنطق والبحث والتنقيب من أجل معرفة الحقيقة والتصرف وفق ما يمليه الواقع ومصالحهم. ولذلك نراهم دائماً يركضون وراء كل من يحرك عواطفهم ويدغدغ مشاعرهم، يحثون السير نحو الهاوية وهم نيام. ولم يكتشفوا الحقيقة إلا بعد فوات الأوان وعندها يصابون بالصدمة المذهلة.
لقد برز في هذه الحرب محمد سعيد الصحاف، وزير إعلام صدام حسين، كنجم لامع!! واشتهر بشتائمه وعباراته البذيئة مثل (العلوج والكراكيت والطراطير) مما دفع البعض إلى مراجعة المعاجم العربية لمعرفة معانيها الحقيقية وكانت مثيرة للضحك!. وقد دخل الصحاف التاريخ كأكبر كذاب وملفق ومشوه للحقائق الإعلامية بحيث بز سلفه الألماني المشهور غوبلز وزير هتلر، صاحب المقولة المعروفة (اكذب ثم اكذب ثم اكذب إلى أن يصدقك الناس). في حقيقة الأمر، إن تصريحات الصحاف ليست غريبة على العراقيين مطلقاً. فهذه هي سياسة النظام الفاشي الذي حكمهم خلال 35 عاماً، سياسة دولة "المنظمة السرية". إن أكاذيب النظام هي من صلب الآيدويولجية البعثية الفاشية. فأهداف الحزب المعلنة (وحدة، حرية، اشتراكية) حولها إلى عكس معانيها الحقيقية. فقد ترجم (الوحدة) إلى تمزيق شمل الأمة العربية و التضامن العربي وإعادة شعب العراق إلى ما قبل نشوء القوميات، أي إلى عصر القبلية والعشائرية وحكم العائلة. أما (الحرية) فقد أحالها إلى عبودية وعبادة الفرد، وأما الإشتراكية فإلى إفلاس الدولة والفقر المدقع. ومع كل ذلك وبعد كل هذه الهزائم، كان النظام يصرح على الدوام وبكل صفاقة (يا محلى النصر).
لذلك لا غرابة أن نرى الصحاف يصب يومياً على الصحفيين، ودون خجل، سيلاً من الأكاذيب الصريحة والمفضوحة. وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما سيطرت القوات الأمريكية على مطار بغداد وبسهولة، نكر ذلك جملة وتفصيلاً وقال أن الأمريكيين لم يسيطروا حتى على أنفسهم، وإنهم سيبادون قريباً... إلى آخره.
ولكن الغريب أن أغلب الإعلاميين العرب وخاصة مراسلي الفاضائيات، كانوا يصدقونه أو يتظاهرون بتصديقه ودون تمحيص وبذلك فقد أساءوا  إلى أنفسهم وشرف مهنتهم وواجبهم المقدس في البحث عن الحقيقة وإيصالها إلى العرب لحماية عقولهم من الغش والتزييف. لفقد لعب هؤلاء دوراً كبيراً في تضليل الرأي العام العربي ودفعوا الكثير من سمعتهم ومصداقيتهم.
في الحقيقة، إن ما جرى من التضليل الإعلامي خلال هذه الحرب لم يكن غريباً على العرب، فهو امتداد لما كان يجري في البلاد العربية منذ تأسيس الإعلام العربي كما أسلفنا،. وكلنا يتذكر أيام حكم عبد الناصر وصوت العرب والإعلام المصري السليط بقياد أحمد سعيد وهيكل والأخوين أمين. ففي حرب حزيران عام 1967 كان صوت أحمد سعيد يلعلع بحيث كان يصم الآذان، بالإنتصارات الموهومة وكيف أسقطت القوات المصرية مئات الطائرات الإسرائيلية وإنها تدك تل أبيب. وبين فترة وأخرى يذيع بيانات كاذبة لتتبعها مقاطع من نشيد (أمجاد يا عرب أمجاد) ونشيد (الله أكبر) المهيج للمشاعر. وبعد أيام قلائل وإذا بالرئيس عبدالناصر يعلن الهزيمة المنكرة التي لم يفق من هولها العرب لحد الآن، كما أعلن استقالته المسرحية المدبرة للضحك على الذقون. وهكذا تقود الحكومات العربية ووسائل إعلامها الشعوب العربية من هزيمة إلى هزيمة ومن كارثة إلى كارثة. فإلى متى نردد مع الشاعر العربي : "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
هل تعلَّمَ الإعلاميون العرب أي درس من أسلافهم وهزائمهم؟ أبداً. ولكن إذا كان بالإمكان تبرير أكاذيب الصحاف، لأنه خريج مدرسة عفلق التي تفرض على منتسبي الحزب أن يكذبوا بصفاقة، إلا إننا كنا نتوقع أن يكون الإعلاميون العرب قد تغيروا نحو الأفضل ولو قليلاً، وأن يحترموا جماهيرهم بسبب ما طرأ على الإعلام من تطور مذهل في الثورة المعلوماتية والفضائيات العالمية على مدار الساعة التي لا يمكن بوجودها إخفاء الحقائق. وبذلك فقد أساء الإعلاميون العرب، مع سببق الإصرار، إلى جماهيرهم وإلى أنفسهم وخسروا مصداقيتهم. حقاً، لقد سقطت الأقنعة عن الوجوه الكالحة، فمتى يستخلصون الدروس والعبر، ومتى يحترمون شعوبهم ومهنتهم؟
لقد تعاملت الشعوب غير العربية وخاصة الشعوب الغربية، مع ظاهرة الصحاف، كظاهرة غريبة و مضحكة واتخذوا منها وسيلة للضحك في زمن الحرب، فشر البلية ما يضحك. إذ بعد انهيار النظام الصدامي يوم 9 نيسان الخالد، تم فتح مواقع على الإنترنت بسم الصحاف مليئة بتصريحاته المضحكة ونكاته البائسة.
أترك القارئ الكريم مع مجموعة من هذه النكات التي جمعها الزميل سعود العبدالله ونشرتها إيلاف قبل أيام:

*-الصحاف عقب مامات،، نزل معه للقبر 62 ملاك، 2 يحاسبونه، و 60 يقنعونه انه مات.
*-سألوا الصحاف وهو في الأسر عن معنى العلوج فقال معناها العافون عن ما سلف.
*-الصحاف:... العلوج العراقيين هربوا وتركوني مع الاخوان الامريكان.
*- الصحاف يصرح بأن التمثال ليس لصدام.. التمثال كان للشبيه.
*-الصحاف مرشح لرئاسة نادي النصر بعد سقوط بغداد.
*-الصحاف بعد السقوط : هاي مو بغداد هذي ستديوهات هوليود.
*-تم قتل الصحاف.. ولكنه صرح من قبره أنه لا زال حياً وسنوافيكم بالتفاصيل.
*-الصحاف : انزال تمثال الرئيس في بغداد كان بغرض الصبغ وأعمال الصيانة المعتادة.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي
- نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي
- رحيل باحث نزيه - بمناسبة أربعينية الفقيد علي كريم سعيد
- لماذا تأخرت الإنتفاضة؟
- الديمقراطية لن تولد متكاملة وقد لا تكتمل!
- الوصايا العشر إلى الحكومة العراقية القادمة
- الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص
- أسباب اغتيال ثورة 14 تموز العراقية
- هل الحرب من أجل النفط؟
- رداً على المدعو -عبد الجبار علي الحسني- في تطاوله على الزعيم ...
- عراق الغد بين العلمانية والإسلاموية
- لماذا الهجوم على كنعان مكية والمعارضة العراقية في هذا الوق ...
- هل يستفيد العراقيون من التجربة الإيرانية؟
- مؤتمر المعارضة العراقية.. ما له وما عليه!
- موقف المثقفين العرب من القضية العراقية.. رد على إدوارد سعيد
- الحوار المتمدن علامة مشرقة في مجال تكريس الديمقراطية
- رد على بيان المثقفين السعوديين الجديد


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي