أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اكرام نجم - لا تحكم على الآخرين من مظهرهم














المزيد.....

لا تحكم على الآخرين من مظهرهم


اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 18:58
المحور: المجتمع المدني
    


للاسف نحن العرب نتمتع بصفات وعادات سيءه ومن أكثرها سوءا هو ان نحكم على انسان من مظهره ،فإذا راينا امراه ترتدي لباسًا أنيقًا وفيه نوع من المبالغة ننعتها بالمومس،وإذا راينارجلا يرتدي لباسًا غير مهندم وغير معتني بمظهره شعره وذقنه نصفه بانه متشرد او شحاذ ،وإذا راينا احدهم مرحا ويمزح مع الآخرين وإيجابي نصفه بانه غير متزن وليس مهذبا ،أما العابس وغير المرح فانه معقد ،وو غيرها من الصفات التي تدعنا نقيم ونحكم على الآخر من خلال مظهره الخارجي وسلوكه الذي غالبا ما يعكس ظرفًا معينًا يعيشه الانسان.
كنت كذلك في السابق ويبدو ان هذا جزء من تربيتنا العربيه ،الا انني وبعد ان امضيت سنوات طويله في الغرب تعلمت ان ليس علي ان اقيم إنسانا بناء على مظهره الخارجي ،علي أولًا ان اتعرف على هذا الشخص قبل ان أقيمه واحكم عليه،وقدتعلمت من الغرب أن كل انسان يخفي قصه لا يعرفها الكثيرين ،وهو غير ملزم لسردقصته على كل من يقابله ليبدي رأيا او حكما عليه.
قبل أيام كنت في احدى المؤسسات التي تقدم المساعدات للذين تضرروا بسبب ازمه فايروس كورونا من المرضى والفقراء الذين يعتاشون على المساعدة الاجتماعيه التي تقدمها لهم الحكومه كنت هناك لاستلام المساعدة لإحدى صديقاتي ،وكان علي الانتظار طويلا في الدور ،وفي هذا الدور ينتظر اخرون من مستحقي المساعدة ،وتبديدا للوقت وملل الانتظار تسمع أحاديثا متنوعه في أمور مختلفه بين المنتظرين ،ومر خلال انتظارنا رجلًا مهندم الشكل يبدو عليه الرفاهية علمت انه مسؤول المؤسسة ،لكنه كان يبدو عليه الانزعاج او الضجر ،فهو متجهم .
همست لجارتي
الواقفة في الانتظار ،ابتسامه (واقصده هو )لكنه مر متجهًا الىً مكتبه ،فردت الجاره :
انه ليس لطيفًا كنت في الأسبوع الماضي هنا بسبب إجراءات الحماية من الاصابه لكورونا وكدت أتشاجر معه ،كان يتكلم بطريقه ليست لطيفه معي ومع جارتي لاننا كنا قريبتين من بعض في الدور وكنا منسجمتان في الحديث ،فأجبتها ؛كان يستطيع بطريقه لطيفه ان يتكلم معكما فردت علي:
إذا كان لا يحب عمله مع الناس لماذا يعمل؟عليه ان يتعلم ان يكون اكثر لطفًا ويعامل الآخرين بشفافيه!
اختلطت الأفكار في راسي ولم استطع ان ارد لان دوري جاء وكان علي الدخول الى المؤسسة ومغادره الدور.
أكملت استلام المساعدة وكان في احدى الزوايا مكتبه صغيره تضم مجموعه من كتب وألعاب الأطفال مقدمه من بعض المؤسسات الخيرية لتقديمها هدايا لأطفال مستحقي المساعدة ،فاتجهت اليها واخترت قصه أطفال لقراءتها لحفيدتي ،فناداني مسؤول المؤسسة الذي كان جالسا خلف طاوله لمراقبه سير العمل ،ويضع بجانبه صندوقا مليئًا بالكتب ،قال لي :اريد ان اهدي لك مجموعه قصصيًه وشعريه للأطفال ،لقد لفت انتباهي انك مهتمه بقراءه قصص الأطفال ربما لأحفادك،
أجبته بنعم
استأنف ؛
زوجتي قاصه وشاعره تكتب للاطفال،وبعد إصدار مجموعتها الجديدة تلك اصيبت بمرض لم يمهلها كثيرا وعندما علمت انها لن تعيش طويلا قررت التبرع بما تبقي من نسخ من مجموعتها الى الأطفال ! وقد غادرت الحياة قبل شهر قبل ان تتمكن من تحقيق وعدها ،لذا وجدت ان هذا الوقت وهنا في تلك المؤسسة فرصه مناسبة للإيفاء بوعدها .
وما ان اكمل كلامه حتى اصابني احساس خليط من الألم والفرح والأسف ، شددت على يد الرجل وتمنيت له الصبر لمصابه الأليم وحييت مبادرة زوجته الراءعه وموقفه بالقيام بهذا العمل النبيل.
ودعته وأنا متأثره بقصته ،كم نحن البشر قساة في حكمنا على الآخر ،لا تحكم او تقيم إنسانا بدون معرفه قصته



#اكرام_نجم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستمتاع بالحياة
- المرأة السعودية وقيادة السيارة
- لاهاي الهولنديه تحتفي بالمبدعين العراقيين في اوربا
- موهبة فنية متفردة تظهر بعد عشرين عاما من الدراسة الاكاديمية
- اوربا والمهاجرون الجدد
- ما الذي يريده هؤلاء؟
- احلام الهجرة وكوابيس الواقع
- رمضان .. وهوليود العرب
- ستعود الفلوجة الاسيرة حرة من جديد
- ماالذي سيخرج العراق من نفق الموت والهاوية؟؟
- الامبراطورية العثمانية حلم لن يغيب عن اتراك اليوم في تحقيقه
- يوم المرأة العالمي دعوة للثورة لاستعادة حقوق المرأة المسلوبه
- ماالذي يقف وراء الموقف الانساني الاوربي تجاه اللاجئين العرب؟ ...
- صحوة متاخرة
- اطلالة العام الجديد .. وكارهي الحب والسلام
- من يجيب على اسئلتي ؟؟
- اله الكون الجديد وسيد العالم
- لماذا هم مختلفون -6- الشرف
- لماذا هم مختلفون؟؟ -5- التطرف في المشاعر والعلاقات
- شارع المتنبي شريان بغداد الحي


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اكرام نجم - لا تحكم على الآخرين من مظهرهم