أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - محمود سعدون - لينين في عيد ميلاده 150















المزيد.....

لينين في عيد ميلاده 150


محمود سعدون
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 11:19
المحور: الارشيف الماركسي
    


ولد فلاديمير لينين في مدينة سيمبرسك في 22 نيسان 1870 على نهر الفولغا وكان الثالث من ستة اطفال ولدوا في عائلة ميسورة وقد تأثر بأخيه الاكبر الكسندر الذي كان عضوا بمنظمة ( ارادة الشعب ) (1) , " نشا لينين في بيت متحرر من عقلية الولاء للقيصر , واعدم اخوه بتهمة محاولة اغتيال القيصر , وتركت هذه الحادثة اثرا كبيرا في نفسه , وجعلته يدرك الفرق " بين طرائق الارهابية وبين المنهج الثوري في تحقيق الاهداف " درس الماركسية مبكرا في حلقات دراسية كانت تجري في مدينة بطرسبورغ 1895 وساهم في تأسيس " اتحاد النضال من اجل تحرر الطبقة العاملة " (2) تعرض لينين عدة مرات للاعتقال والنفي , فكان اعتقاله الاول بعد تأسيس رابطة سان بيترسبورغ للنضال من اجل تحرر العمال , ثم نفي الى سيبيريا حيث قضى ثلاث سنوات في المنفى , وفي ظروف السرية تلك اكمل عمله الكلاسيكي " تطور الرأسمالية في روسيا " .

عبقرية لينين
جاءت الاحداث الثورية لسنة 1905 لتؤكد المواقف التي اكد عليها لينين , خصوصا الدور الثوري والمستقل للطبقة العمالة , فخلال مجرى الثورة قام العمال بتكوين مؤسساتهم النضالية في شكل مجالس السوفيتات , التي مثلت جنين السلطة العمالية , اضطر لينين الى العودة الى المنفى في سنة 1907 في نفس السنة التي شهدت تصاعدا ثوريا , ومع ذلك فقد اعتبر لينين ثورة 1905 بمثابة " التمرين " فبدون تلك التجربة ما كانت ثورة اكتوبر لسنة 1917 ممكنة , ومثل اي شخص اخر فقد فوجئ بالسرعة التي نجحت فيها ثورة شباط , وبينما كان مسافر من ميونخ عبر اوروبا الى روسيا على متن القطار , وتصور لينين بان هذه الفرصة لا يمكن تفويتها , وكان يتوقع ان تهيمن الاحزاب الليبرالية الضعيفة على الحكومة الجديدة , ومما يزعجه ان التقارير التي كانت ترسل له عن طريق رفاقه البلاشفة المترددين في السير الى الامام , كانت النظرية الملزمة لهم , والتي تقيدهم جنبا الى جنب مع معظم فئات اليسار , هي الفكرة الماركسية التي كانت تنص على ان الثورة في روسيا في هذه المرحلة , لا يمكن ان تكون الا ثورة برجوازية ديمقراطية , والاشتراكية ممكنة فقط في الاقتصاديات المتقدمة مثل المانيا وفرنسا او حتى الولايات المتحدة , ولكن ليس في روسيا الفلاحية . وطالما ان الامر محتوم هكذا , فكل ما يمكن للاشتراكيين ان يفعلوه هو تقديم الدعم للحكومة المؤقتة وهي تجتاز المرحلة لأولى للثورة , لكن تصور لينين قد تخطى ذلك فبات يؤمن من اجل المضي قدما , يجب ان تكون هناك ثورة اشتراكية , وليس بالإمكان ايجاد حل اخر , بذلك قال لا حل وسط وممكن في حكومة تستمر في مواصلة الحرب او مع الاحزاب التي تدعم هذه الحكومة .

بدا لينين يفكر بعقلية تختلف عن العقلية القديمة التي تعتقد بان الحرية والعدالة يمكن ان تتحقق اذا ستخدمنا ببساطة جهاز الدولة القائم بالفعل والاليات الديمقراطية ,راح شعار لينين الذي اطلقه مع رفيقه في المخبأ " السلام والارض والخبز " والذي كان شعار البلاشفة المرحلي يأخذ مدى اوسع .. فبات يفكر بضرب الرأسمالية في احدى اضعف حلقاتها من سلسلتها الطويلة , وهذا الانتصار الذي تحققه الطبقة العاملة في روسيا سيسهم في اندلاع الثورات الاشتراكية في باقي بلدان اوروبا والعالم , وقد شرح هذا في كتابه " اطروحات ابريل – نيسان " ان ما يميز لينين عن باقي مفكري عصره بان عبقريته تكمن في قدرته على تجاوز المسار النموذجي للثورات , لقد كان دور لينين الشخصي في عام 1917 حاسما ويعمل على تسليط الضوء على الدور الحيوي , وفي ظروف محددة , للفرد في التاريخ , ففي المجرى العارم للأحداث التاريخية يلعب الافراد في العموم دورا ثانويا , الا انه توجد لحظات وخاصة حينما يكون الوضع خطرا يلعب فيه الافراد دورا حاسما ايجابيا او سلبيا , وثبت ان دور لينين كان لا غنى عنه , فقد كان في خضم الاحداث مدركا لقوانينها وفاعلا في تشكيل القوى الاجتماعية التي قامت بالثورة , ولا مبالغة ان قلنا لولا وجوده لما تمكن الحزب البلشفي من القيام بدوره التاريخي بقيادة الطبقة العاملة لحسم السلطة السياسية .

معارك لينين الفكرية
ان ماركس هو المصدر الاساسي للأفكار اللينينية , ولكن افكار ماركس لم تفهم بنطاق واسع وبمعناها الفعلي الا عن طريق لينين , فما من مفكر قدم للماركسية خدمة مثلى مثلما قدم لينين مستلهما روح عصره , لقد خاض لينين نضالا شرسا ضد كل تجميد للأفكار الماركسية وضد قولبتها بصيغ جامدة غامضة غير علمية , اللينينية كلها قد ظهرت من خلال المعارك الصارمة والحديدية والباسلة ضد مشوهي الماركسية . ولينين لن يفهم على انه شارح للماركسية فقط , بل هو من ادخل الاطار العملي لها , وان معارك لينين مع مفكري عصره شاهد هائل على عبقريته ومرونته الصلبة .
تاريخ لينين هو تاريخ نضال ضد كل تجميد للأفكار الماركسية وضد قولبتها بصيغ جامدة , وان اللينينية قد ظهرت من خلال المعارك الفكرية ضد مشوهي الماركسي , ولن تستطيع ان تفهم اللينينية دون ان تخوض في المعارك التي دخل فيها والبسالة التي ابداها والمنهج الذي تبنته اللينينية عبر المعارك الفكرية . ففي اطروحات نيسان - ابريل عام 1917 وجد فرضية سانحة فريدة من نوعها للقيام بالثورة , وكانت الاستجابة الاولية من جانب اغلبية كبيرة من رفاقه الثوريين في الحزب من جانب القاعدة , اما الزعماء البلاشفة فقط اصابهم الذهول ولازدراء من اطروحاته للثورة ,وقدى اتخذت هيئة تحرير البرافدا الخطوة الاستثنائية المتمثلة في ابعاد نفاسها والحزب من اطروحات لينين .
اسس لينين عام 1900 " الايسكرا " الشرارة ووظفها للنضال ضد الاتجاهات الانشقاقية في الاشتراكية الروسية , ونشر في هذا المجال عام 1901 كتابه المعروف " ما العمل " , الذي ادان فيه النزعة الاقتصادية التي تسعى لتجميع عناصر متناقضة طبقيا في النضال السياسي بما فيها البرجوازية الليبرالية .
بعد نجاح الثورة وحسم الطبقة العاملة للسلطة وتقلد لينين مهمة رئيس مجلس مفوضي الشعب الى حين وفاته سنه 1924 , وهي السنوات التي خاض خلالها نضلا شرسا لبناء اول دولة اشتراكية في التاريخ سواء ضد قوى الثورة المضادة الداخلية وضد الامبريالية ومختلف الصعوبات التي واجهت الدولة الفتية , او ضد اغتيال الثورة , لقد ربط نظرياته بنضاله الفكري في مجال الفلسفة الماركسية المتعلقة بالمفاهيم والمقولات , والفهم المثالي والمادي , والانعكاس وعلاقته بالوعي والنضال الأيديولوجي , ومعاركه الفكرية ضد الشعبوية والفوضوية والانتهازية اليمينية واليسارية والنزعة الالية , واطروحته الخاصة بالأدب والسياسة والثورة الثقافية .

وفاته
في 30 اب 1918 اطلقت فانيا كابلان النار على لينين واصابته في رئتيه وكتفه , ولكنه عاش بعدها رغم انه لم يتعافى كليا كانت الرصاصة التي اصابت عنقه اكبر الاثار في انهيار صحته , وقد ازالها الاطباء عن عنقه عام 1922, ولكنهم لم يستطيعوا الغاء اثارها القاتلة اذ تسببت في تعرض لينين لعدة نوبات دماغية كان اخرها يوم 21 يناير , ترجل لينين عن صهوة الحياة عام 1924 , ويعلن بذلك رحيل زعيم سياسي ومنظر ماركسي شيوعي قل نظيره في التاريخ , لينين ببساطة واحد ممن كتبوا تاريخ العالم المعاصر ليس مجرد زعيم سياسي بل وكان منظر لثورة اكتوبر ومؤسس الدولة السوفييتية , وقد اطلق المؤرخ الماركسي البريطاني ( اريك هوبسباوم ) على القرن العشرين هو ( عصر التطرف ) وهو العصر الذي شهد صدور كتاب لينين ( الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية ) .

ختاما , ان المقالة مكرسة لتسليط الضوء على لينين واسهام للتعرف على قائد ومنظر غير مجرى تاريخ قرن كامل , من عمر السابعة عشر وبعد التحاقه بحلقة ماركسية في كازان , من تلك اللحظة كرس حياته من اجل بناء القيادة الثورية , والاممية البروليتارية والنضال من اجل الثورة الاشتراكية , لنعيد يا رفاق قراءة مؤلفات لينين ولتكون مساهمة ونحن نحيي عيد ميلاده ال150 .



الهامش
1- ملحق جريدة المدى – منارات 15 / كانون الثاني 2020
2- لم الماركسية – فرحان قاسم – دار الرواد المزدهرة – ص 296



#محمود_سعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدا للذكرى 72 لتاسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق
- اشكالية راس المال بين المنظور الاقتصادي والمفهوم المالي
- ثورات الربيع العربي .. محاولة للفهم
- الخصخصة والسوق الحر
- ازمة التعليم .. ومفهوم الطلاب
- افكار ومفاهيم حول الدولة والسلطة
- حرية الفرد والتنظيم الاجتماعي
- هل يجب الاشتراك في البرلمانات الرجعية
- اكتوبر العظيم


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - محمود سعدون - لينين في عيد ميلاده 150