أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - تداعيات إشهار الورقة الصفراء بوجه اللاعب السوري














المزيد.....

تداعيات إشهار الورقة الصفراء بوجه اللاعب السوري


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 459 - 2003 / 4 / 16 - 22:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


• / أمستردام
بالرغم من التطمينات التي أطلقها جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني في المنامة بأن " سورية لن تكون الهدف الثاني بعد العراق، وإنما هناك مجموعة من الأسئلة ينبغي على الحكومة السورية أن تجيب عليها. " إلا أن وتيرة الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وسورية بدأت تتصاعد بعد الانهيار المفاجئ، والغامض للقيادة العراقية بعد ثلاثة أسابيع من الحرب غير المتكافئة التي انتهت بغياب مجمل أعضاء النظام العراقي وتلاشيهم، الأمر الذي وفّر للأمريكان ذرائع جديدة مفادها أن النظام السوري قد وفر تسهيلات جدية لعبور بعض الشخصيات القيادية العراقية رفيعة المستوى إلى الأراضي السورية، وقامت بإيوائهم، أو تسهيل هروبهم إلى بلدان أخرى. كما أتهم رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي السوريين بأنهم لم يغلقوا حدودهم البرية مع العراق، بل على العكس من ذلك فقد سمحوا بدخول المتطوعين العرب الذين نفذوا عمليات " إرهابية " على حد زعمه، فيما أدخل آخرون منشورات تحرّض على الجنود الأمريكان والبريطانيين مقابل مكافأة مادية. وكرر رامسفيلد التهم الجاهزة من قبيل إقامة تجارب حديثة على أسلحة كيمياوية خلال الأشهر الخمسة عشر الأخيرة، أو إيوائهم لعشر منظمات " إرهابية " من بينها حماس، والجهاد الإسلامي، ومنظمات فلسطينية أخرى، فضلاً عن دعمهم اللامحدود لحزب الله في جنوب لبنان. وقد لوّح كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي " باحتمال فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية " على سورية ما لم تتخذ الاجراءات المناسبة بصدد موقفها من الحرب على العراق. فيما اكتفى جورج بوش بالقول: " على سورية أن تبدي تعاونها معنا. " بينما أكد آري فلايشر، الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض " أن بشار الأسد هو قائد شاب وعليه أن يتعامل مع المتغيرات السياسية بعد الحرب على العراق. " الاسرائيليون من جهتهم يحرضون الأمريكان على أن تكون سورية الهدف الثاني بحجة دعمهم وتمويلهم لحزب الله في جنوب لبنان، ويطالبون السوريين بأن يبعدوا تهديدات حزب الله، ويوقفوا الدعم الذي يتلقاه هذا الحزب من سوريا وإيران على حد سواء. وقد وصف وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز الموقف الأمريكي الأخير من سورية بأنه يشبه موقف " الحَكَم الذي يقوم بإشهار البطاقة الصفراء بوحه أحد اللاعبين المخالفين لقوانين اللعبة. ومن المحتمل أن يضطر هذا الحكم لأن يطرد اللاعب إذا خالف أكثر من مرة. " بينما يصرّح أثنار، رئيس الوزراء الأسباني بأن " سورية هي دولة صديقة، وسوف تظل كذلك. " وقد ذهب أبعد من ذلك حين طمأن السوريين بأنهم لن يتعرضوا إلى الحرب كما حصل في العراق. إن سورية هي دولة ضعيفة على الصعيد الاقتصادي، ولا تتحمل الحروب طويلة الأمد حتى إذا صمدت أمام الآلة العسكرية الأمريكية الطاحنة لبضعة أسابيع، فقد ارتبك ظهيرها العراقي الذي ملّ من الشعارات الزائفة الجوفاء، كما أن علاقتها مع تركيا قد اهتزت قبل بضعة اشهر بسبب أوجلان الذي اضطر لمغادرة سورية حيث قبضت عليه المخابرات التركية بمعونة المخابرات الأمريكية. ترى ما الذي ستفعله الحكومة السورية أمام هذه المخاطر الجدية؟ وما هي الأجوبة التي ينبغي عليها أن تقدمها للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا؟ وهل ستمارس أمريكا نفس اللعبة التي مارستها مع النظام العراقي الذي ظل يتنازل حتى أدخل المفتشين إلى غرف نومه السرية ومع ذلك فقد ظل يتحدث عن الكرامة والسيادة والوطن غير المستباح؟ نتمنى ألا تقدّم سورية الحجج والذرائع الواهية التي تمهّد طريقاً سالكة لا حواجز فيها تعترض القطعات الأنكلو – أمريكية المتأهبة عند حدودها الشرقية، والقطعات الإسرائيلية عند حدودها الجنوبية. وربما تكون هذه التهديدات هي ورقة ضغط قوية من أجل استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الذي سينتزع، على ما يبدو، أكثر من اعتراف بكيانه ووجوده في هذا الزمن العربي المهلهل. ولكي تتفادى سورية الورقة الحمراء نهائياً عليها أن تتعامل بنَفَسٍ واقعي بعيداً عن الشعارات الصارخة التي مللنا من سماعها في عهد الانكسارات العربية المتلاحقة التي خيّبنا فيها توقعات الأعداء والأصدقاء على حد سواء.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساقط ضوئية تعري الوجوه المشتعلة بالرغبات السريّة
- العراقيون مع الحرب وضدها في آنٍ معاً
- عبادة الآلهة المزيفة
- سقوط النمر الورقي
- الدعاية والدعاية المضادة في الحرب على العراق
- سيئول ستشترك في الحرب ضد العراقمن أجل تعزيز علاقاتها بواشنطن
- مسرحية - المتشائل - في لاهاي
- حفل فني لمارسيل خليفة في هولندا
- منتدى الصحفيين العراقيين في ملتقاه الثاني. . توصيات، وميثاق ...
- هولندية مرشحة للبرلمان تتطاول علي شخصية الرسول (ص) - أمستردا ...


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين أحمد - تداعيات إشهار الورقة الصفراء بوجه اللاعب السوري