أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -














المزيد.....

- الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذاتَ يومٍ عَصيب مرَّ على وطنِنا الضّعيف، كانَ هُناكَ مجموعةً من الأشخاصِ يجلسونَ على مائدةٍ نقاشيّة مليئةً بالأطباقِ السّياسيّة والإقتصادية . فكانوا يتبادلونَ الأحاديث حول آخر المستجدّات المُتعلّقة بالجانبينِ السّياسي والإقتصادي اللذان قَد أصّعفَا الوطَن، وجعلاهُ فريسةً سهلةً لأعدائه بعدَ أن كانَ قويّّا وعصيًّا على كُلّ مَن حاولَ الإقتراب منه . كانَ مِن ضمنِ هؤلاء الأشخاص، شابّينِ مُثقّفينِ، مُطّلعينِ - بجُهدٍ شخصي- على ما استطاعا أن يطّلعا عليهِ مِن الخلطات التي جُهِزت في مطّبخِ السياسة لإعداد جميع الأطباقِ التي وضِعَت على هذه المائدة .

وبعدَ حديثٍ مطوّل لأحدِ الأشخاص الكِبار، حول قيامِ بعض رؤساء الحُكومات السّابقين ببيّع مُقدّراتِ الوطن بما فيها " الفوسفات، البوتاس، الميناء، وشركات الإتصال "، والتعرّج - قليلا- على بعض التعديلات الدستورية وإدخال عددا لا بأس فيه من الهيئات الخاصة على الساحة السياسية، وإشراك بعضها في مراكزِ صُنعِ القرار، قامَ أحد الشّابّينِ على قدميّهِ، وطلبَ مِن شيف الجلّسة " المُقرِّر" أن يتحدّث بحُريةٍ تامّة عَن رأيه، وأن يُسمَح لهُ بمُناقشةِ من يجلسَ معهم، وهُم يعتبرونَ أنفُسِهم من أهمّ السّاسةِ في هذا الوطَن ..

وقفَ الشّاب، بعدَ أن أذنَ له بالحديث، فقال :
قرأنا عنكُم كثيرا، وسمِعنا أحاديثكم وحفظّنا حركات أيديكم وتعابير وجوهِكم، كُل هذا كانَ مِن خلال مُتابعتنا للمُقابلات الصحفية معكُم، لكن، لم تسّنَح لنا الفُرصة للقاء بكُم، سوى اليوم ولأوّل مرّة، وأتمنّى ألا تكون الأخيرة . لذا أودُّ أن أسألكُم سؤالاً واحدا فقط، ألا وهو " أنتُم من السّاسة الذينَ كُنتُم تتحدّثونَ كثيراً عن أخطاء الإدارةِ الحكوميّة قبّلَ هذه الجائحة، والكثير منّكُم كان يُقدِّم أُطروحات ترّتقي بوطنٍ كوطننا، وللأسف بأنَّ هؤلاء قَد فقدناهم لأسباب يعلمها بعضنا . فهَل بإمكانِ بعضكُم أن يُجيبني على سؤالي هذا " لماذا إلى الآن ما زلتُم غيرَ قادرينَ على أن تُغيّروا مِن واقعِ هذا الوطن المريض والذي باتَ يُسقِط الأجيال واحداً تلوَ الآخر ؟! "

إستجّمعَ زعيمُ الجماعةِ قِواه، وضربَ بصوتٍ بسيط أعلى حلّقه ؛ ليُخفي حالة الإرباك التي تعرّضَ لها بسببِ سؤال هذا الشّاب، وتنفّسَ بنفسٍ عميق، ومِن ثمَّ بدأ بالكلام ردّاً على الشّاب، حيث قال :
" أشّكركَ على هذا السّؤال، مَع أنّني تمنيتُ لو أنّهُ كانَ سؤالا آخرا غيره، لكانَ أفضل لنا جميعاً ؛ لأنّني بسبب هذه الجائحة، لا أستطيع أن أُجيبَ عليه، فهذه الجائحة هي بمثابةِ حَرب علينا، والكلام والقَرار كلّه لأصحابِ الحقائبِ الوزاريّة الذين مِن الواجبِ علينا أن نقِف معهم في التصدّي لهذه الجائحة، وسترى بأنّ بعد هذه الجائحة سيتغيّر الحَال كثيراً، وسنتكاتَف مع بعضِنا حتى نُعيد ما فاتنا في أشهُرٍ بَل في سنوات ماضية وقفَت بها البلاد بشكل كامِل، وسنُعلِِن عن نهضةٍ حقيقيّة في وقتٍ قياسي "

ذهولٌ واستغرابٌ قَد أصابَ الشّاب بعد أن سمع إجابةَ هذا الزّعيم، أو مَن يدّعي الزعامة لهذه الجماعة . فوقفَ وشيءٌ مِن الغضب قَد بدأ يظهَر على وجّهه، وقال :
" أعلمُ أنّكَ قَد تهرّبتَ من الإجابةِ على سؤالي بإسلوبٍ سَلِس، وأنا لا أُريدُ أن تُجيبني على سؤالي هذا مُجدّداً، ولكن، ما أُريدهُ منكَ الآن الإجابةُ على سؤالٍ آخر، ولا أدري إن كانَ دهاءكم غباء أم دهاء فعلاً !! .. ولماذا لَم تقُل إيقاف بدلاً من وقفت ؟! تتلاعبونَ بالمُفرداتِ كما تشاؤون، دونَ أن تفكّروا بمَن يُقابِلكُم .."

إحمرّ وجّهُ الزعيم، و وضعَ كفّيهِ ببَعض - حركة الدّفاع عند الحديث- ليحمي نفسه من الطلقةِ التي وجّهها لهُ الشّاب، فقال :
لَم أُوفّق بإيصالِ ما أُفكّر فيه لك، وهذا لا ينفي أنّني قَد أخطأت في إختيار الوصفِ الصحيح، فنحن اليوم لسّنا إلا عالقينَ وكُل من يُصِف ما نحن فيه بغيرِ هذا الوَصف فهو كاذِب "
إبتسمَ الشّاب وقال: " لا أجدُ حرجاً لكَ أمامي، فنحنُ هُنا قلّة قليلة، لكن، ما الذي كنت ستتعرّض لهُ لو صرّحت بهذا التصريح أمام ملايين من المواطنين ؟! "

أُصيبَ الزّعيم بعجزٍ عن الحديث، وتوقّفَ كالأبلهِ أمام جراءة هذا الشّاب، وأعلنَ إنتهاء الجلّسة .
عند الخُروج، وقفَ الشّابُ أمامهم جميعًا وطلبَ منّهم أن يسّمعوه لآخرِ مرّة، فقال :
ما زِلتُم تُراوغونَ على حسابِ الوطَن، وما زِلتُم لا تصدقونَ إلا في ما طُلبَ منكُم أن تكونوا صادقينَ فيه، فهناكَ فرقٌ كببر بينَ " وقفَت وإيقاف " وبينَ " العالقين والمُعلّقين " .
ولأنّني لَن أعُد ألتقي بكُم مِن جديد، فأُريدُ أن أبيّنَ لكُم أنّ مُشكِلة الوطَن، هي أنّ الكثير ممّن يُدافعونَ عنهُ، يتّبعونَ نهجَ المُراوغةِ الذي يتّبعهُ زعيمكم ...



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -