|
إلى أين يسير الإسلام السياسي الحاكم في عراق الحضارات / معدل .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 21 - 16:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأسلام السياسي الحاكم .. ألى أين ؟ لا يمكن لأي قوة سياسية تنتمي الى الإسلام السياسي !.. تكون قادرة على أن تقف مع الشعب مطلقا ، حتى تخرج عن فلسفة ونهج وثقافة الدولة الدينية والإلغاء للأخر . هؤلاء عبدت الطاغوت والسلطة والمال والسلاح ، ويتحكمون في رقاب الناس باسم الدين والدين منهم براء . في عرفهم هذا خط أحمر ، وبعكسه يعني نهايتهم وموتهم !... فلا يتوهم أحد من شعبنا وقواه السياسية أبدا ، في إمكانية تغيير نهجهم وقدرتهم على تحقيق العدالة وبناء دولة مواطنة . هؤلاء لم ولن يرسون العدل ويشيعوا السلام والأمن ، في هذا الوطن الذي تقذف به الحمم والبراكين , والأهوال والأمواج العاتية في الزمن الرديء ، ولا يمكنهم إشاعة السلام والرخاء والتعايش بين مكوناته المختلفة . خبرهم شعبنا جيدا منذ أربعينات القرن العشرين وحتى يومنا هذا ، وأثبتوا بما لا يقبل الشك عدائهم المستحكم للتعايش وللديمقراطية وللعدل والمساواة ، ناهيكم عن غياب أي رؤيا عن دولة المواطنة والوطنية وحق الاختلاف والخلاف !.. إنهم يمثلون الخطر الداهم على حاضر ومستقبل الوطن والمواطن ، المشيعين للطائفية السياسية والعنصرية ، وللتمزق والتطرف ، والتعامل مع باقي مكونات شعبنا المختلفة . إنهم يمثلون الوجه القبيح للإرهاب الفكري والسياسي في عراق اليوم ، ولا يتورعون عن أي نهج معادي للديمقراطية وللحقوق والحريات وللمرأة ، ويمثلون الوجه الأخر للفاشية الجديدة والتمييز بين الناس في الدين والطائفة وفي العرق والعقيدة . هذا ديدنهم وجوهر سياستهم ومعدنهم الرديء ، والأحداث شاهد على ما نقول وما ارتكبوه من جرائم وما تسببوا به من كوارث بحق شعبنا من 2003 م وحتى الساعة ، خلال السنوات الاثنتا عشرة سنة الماضية تنبأكم بالخبر اليقين ، وتدلل على طائفيتهم ونهجهم العنصري ، وما أصاب شعبنا على أيديهم من ألام وجوع وتشرد وموت ، نتيجة سياساتهم الهوجاء وفسادهم وإفسادهم لكل شيء في عراق اليوم ، وتغييب لأبسط الحريات والحقوق . فأشاعوا الحروب الأهلية والشقاق والنفاق السياسي ، وتغييبهم للدولة وللقانون وللعدالة في عراق الحضارات . ما زالوا متمسكين بالسلطة وجاثمين على رقاب شعبنا بالرغم من كل ذلك ، وحولوا كل شيء الى رماد وخراب ودمار . لا سبيل أمام شعبنا وقواه الخيرة ، غير خيار الدولة الديمقراطية العلمانية ، من خلال حكومة إنقاذ وطني كاملة الصلاحيات ، ولفترة زمنية محددة ، تأخذ على عاتقها إعادة بناء الدولة والمجتمع وكافة المؤسسات في الدولة والمجتمع ، وعلى أساس دولة المواطنة لا دولة المكونات والطوائف ، في ظل حكومة كفوء نزيهة ومهنية ومن خارج قوى وأحزاب الإسلام السياسي الحاكم ، فهؤلاء هم أس البلاء ، والمتاريس والموانع والمعوقات التي تحول دون استقرار وأمن وسلامة ورخاء العراق وشعبه . بعكسه سيستمر العراقيون في الدوران في نفس الحلقة المفرغة ، وسيحصد شعبنا المزيد من الأهوال والمحن والكوارث ، ويستمر شلال الدم غزيرا على الساحة العراقية . وأي محاولة من هذا الطرف أو ذاك للمساومة أو المراوحة ، من أجل إصلاح ما تم تدميره ، فهو جهد ضائع وشيء محال بوجودهم !.. ومعناها الانتحار بغياب القدرة على المبادرة والمناورة بوجود هذه القوى الظلامية ، هؤلاء الممانعين لأي عملية تغيير منشود . لنصعد من أساليب النضال السلمي والنضال الجماهيري المطلبي والسياسي ، وعدم الوقوع في الفخ الذي يحاولون تظليل هذه الملايين بوعودهم الكاذبة ، والافلات من شراكهم وأحابيلهم الخادعة يجب أخذه بنظر الاعتبار . هذه القوى الباغية التي تريد إيهام شعبنا وقواه التقدمية والديمقراطية والوطنية ، من خلال ألاعيبهم البهلوانية ، وكذبهم المكشوف والمفضوح ، الذي مارسته طيلت سنوات حكمهم البغيض ، من خلال سياسة الترويض والمماطلة والترغيب تارة والترهيب تارة أخرى . إنهم يجيدون فن حبك المؤامرات والدسائس والمراوغة ، للإفلات من قبضة الشعب الذي تململ بعض الشيء ، فأرعبهم وقض مضاجعهم وأفقدهم توازنهم ، وجاءتهم في اللحظات الأخيرة طوق نجاة من قوى منهم وليس من خارجهم . أقول لمن يعتقد بأن المنازلة وساعة الحساب قد أفلت !! .. أقول بالعكس لقد بدأ وبشكل مختلف ، وسوف تكشف الأسابيع والأشهر القادمة أمور وتطورات ومتغيرات لم تكن في حسابهم !.. وستهز عروشهم والأرض من تحت أقدامهم ، وبأن مصدر قوتهم السلاح والمال المنهوب ، وليس الشعب مصدر قوتهم والفرق كبير بين الثرى والثريا !... لا ولادة عظيمة من دون ألم وتضحيات وخسائر ، هكذا يخبرنا التأريخ ، ولكن برغم جسامة التضحيات والنوائب والصعوبات تتخلل هذه الفترة الحرجة من حياة شعبنا ووطننا ، ولكن سينتصر شعبنا في معركته المصيرية ، وسيقيم دولته العادلة ، الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية طال الزمن أم قصر ، وسيلحق الهزيمة بمستعبديه وسارقي قوته وسعادته . صادق محمد عبدالكريم الدبش . 21/4/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى أين يريد الذهاب بالعراق الإسلام السياسي ؟..
-
الخداع والتضليل والكذب مهج يمارسه النظام السياسي في العراق !
...
-
التاسع من نيسان نهاية لحقبة مظلمة !..
-
جريمة جديدة بحق ناشطة مدنية !..
-
من المسؤول عن قتل ألاف الشيوعيين في زمن النظام المقبور ؟..
-
إلى أين المسير يا مركب بلاد الرافدين ؟..
-
نداء عاجل الى السلطات الثلاث في جمهورية العراق .
-
ستة أعوام على مجزرة بهرز !..
-
دون توفير شروط انتخابات حرة ونزيهة !.. فلا جدوى من إجرائها !
...
-
ما هو وجه الاختلاف بين عامر وعمران ؟..
-
جريمة يذهب ضحيتها الناشط عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل
...
-
ما السبيل لمواجهة انهيار الدولة بشكل عاجل ؟ ..
-
ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثالث والأخير .
-
ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثاني .
-
الثامن من أذار العيد الأممي للمرأة .
-
رسالة مفتوحة ..
-
أذار المرأة .. والمرأة في أذار الربيع .
-
ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
-
أي تغيير تسعى إليه الملايين الثائرة ؟
-
خبر وتعليق على ما يحدث اليوم .
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|