أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فينوس فائق - متى سينتهي فلم الإرهاب؟














المزيد.....

متى سينتهي فلم الإرهاب؟


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 10:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إتصل بي أكثر من صديق صبيحة نشر خبر مقتل الزرقاوي، فإنتابني إحساس غريب، كان يشبه ذلك الإحساس الذي شعرت به يوم نشر خبر مقتل قصي و عدي نجلي الدكتاتور صدام، و حتى إحساسي يوم إلقاء القبض على صدام حسين، حينها و بشكل لا إرادي قلت و هل كان الزرقاوي موجوداً حتى يقتل؟ فحين شاهدت صورته و هو قتيل على شاشة التلفاز تذكرت صورة عدي و قصي، و هما عبارة عن جثة عفنة منتفخة، بحيث أنني لم أصدق أنها صورتهما، و حتى عندما إلقي القبض على صدام حسين، تذكرت قولاً كان يتردد كثيراً و هو أن لصدام حسين خسمة أشباه، فقلت عندما ظهرت صورته و هو بين يدي الجنود الأمريكان يسحبونه من الحفرة مثل الجرذ، فقلت و من قال أنه صدام حسين الحقيقي..
هكذا كانت أحاسيسي تتغير مع توالي الأحداث و مازالت حتى بث خبر مقتل الزرقاوي، فمنذ أن تعودنا على الأكاذيب السياسية، و لأنه لم يحكمنا حاكم صادق، و لأن المآسي تتوالى على رؤوسنا، فإننا بتنا في حالة من اليأس و عدم الإطمئنان و إنعدام الثقة، كأننا صدقنا أن المحن أبدية و المآسي تغللغلت في دماءنا..
أتذكر بصعوبة حين كنت صغيرة جداً، أتذكر جماعة (أبو طبر) التي إخترعها أزلام صدام حسين في بداية إستيلاءهم على زمام الحكم في العراق، فقامو بفبركة قصة عصابة سموها (عصابة أبو طبر)، كل أفرادها الحقيقيون كانوا أعضاء بعثيين بدرجات مختلفة توزعت الأدوار بينهم بعناية، هذه العصابة كانت تداهم البيوت نهاراً و يقتلون الرجال و يغتصبون النساء، و يرهبون الأطفال و أحياناً يقتلونهم، و يستولوا على ممتلكات الناس و يسرقونهم في وضح النهار، بحيث أنه نجح لفترة في زرع الرهبة و الخوف بين صفوف الشعب، لكي يصنع منه شعب جبان مخذول، لأنه كان يحتاج لمثل هذه الأساليب لإخضاع الشعب، فهو لم يكلف نفسه للبحث عن أساليب إنسانية تجعل الشعب يحبه و يحترمه، لكي يتمكن من بسط سيطرته على رقاب الشعب بالحديد و النار، شغل النظام الدكتاتوري العراق حينئذ فترة من الزمن الشعب العراقي بهذه القصة، حتى جاؤوا في نهاية الفلم و قبضوا على أفراد العصابة و نالوا جزاءهم العادل، حيث مثلت أجهزة أمن النظام دور البطل الذي تمكن في نهاية الفلم من القضاء على العصابة، و هكذا لشغل الشعب و صرف أنظاره عن أمور أخرى كانت تجري في العلن و الخفاء، بهدف أن يؤمن تعاطف الشعب و يقول أن النظام يسهر على راحة المواطنين..
هكذا لكن بطريقة أكثر تطوراً تمت فبركة قصة الزرقاوي و زرعوه بين صفوف الشعب المسكين و طبعاً كان القتل و الذبح و الإعتداء على الأعراض من الفصول المهمة و الحية للحكاية، حتى حانت النهاية و كان مقتل الزرقاوي بداية فصل آخر من فلم الإرهاب، لا لشيء و إنما لكي تقول الحكومة العراقية الجديدة أنها تسهر على راحة المواطنين، و الغريب في فلم الإرهاب هو أن المشاهد الخطرة التي تتخلله كلها حقيقية و أبطالها يلعبون الأدوار بحقيقة و حتى أن الضحايا يقعون شهداء بشكل حقيقي..و المفاجأة الكبرى كانت المكافأة التي أعلن عنها لقاء من سيدلهم على مكان الزرقاوي.. فهذه القصة حتى و إن كانت من تأليف أمريكا إلا أن الحكومة العراقية على علم بكل و أدق تفاصيلها منذ البداية، لذلك اللوم الأكبر يقع عليها قبل الأمريكان..
لكن السؤال الأهم هل أن رأس الزرقاوي كان حقاً يساوي خمسة و عشرين مليون دولار؟ أو هل بموت الزرقاوي سينتهي الإرهاب؟ لكن ربما سيتحول الإرهاب إلى قدر، أو هو قد تحول بالفعل.. لأن الإرهاب لم يكن يتمثل في شخص الزرقاوي فقط حتى يستحق هذا المبلغ الضخم، فلو كان الإرهاب رجلاً كم كانت ستكون المكافأة لمن يدل الأمريكان على مكانه؟ لكن من يدري أين يخفي الإرهاب ملامحه؟ أين يختبيء الإرهاب، اين ينام ليلاً، و متى يصحوا صباحاً؟ و ماهي خططه اليومية؟ و ماذا يفطر صباحاً و ماذا يتناول في الغذاء و العشاء؟
أخشى أن الإرهاب قد تحول إلى ثقافة، مثل أماكن الدعارة التي تتفاخر بها الكثير من الدول الأوروبية و يقولون أنها جزء من ثقافتهم و يسنون لها قوانين خاصة، مثل هولندا، حيث أن الحكومة تمنح الرخص لفتح تلك الأماكن و ممارسة الدعارة و جني الأموال بشكل قانوني، فهذه شرعنة للفساد و تقنينه.. فخوفي أن يأتي علينا يوم يتم فيه شرعنة الإرهاب و تثبيته بموجب القوانين، بحيث يتم سن قانون يسمح بمقتضاه فتح محال الترويج لبضائع إرهابية، أو إقامة منظمات مرخصة من قبل الحكومة تقيم دورات إرهابية فتخرج دفعات و تمنحها شهادات، فنتباهى أمام العالم بالثقافة الجديدة التي خلفها لنا الزرقاوي و غيره، فلا تنفع لا المكافآت المالية و لا أي شيء في قلع جذوره..



#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان الشيعي الهولندي تجمع طائفي أم وطني؟
- لا يحق للنساء العضوات في البرلمان سوى التصفيق للرجال
- سياسيون أم قطاع طرق ؟؟
- هذه المرة قناة الجزيرة تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العرا ...
- الصحافة الحرة و حرية الصحافة
- و إذا المؤنفلة سُئلت بأي ذنب أُنفلت؟
- المثقف و السلطة...علاقة معقدة و ثورة خفية
- ثقافة الشتم و السب الألكتروني
- بين عاشوراء وعيد الحب لوحة حب لن تكتمل
- هذا ما فعله التقسيم
- مع و بدون تعاون إخواننا العرب في هولندا حكم على فرانس آنرات
- الأدب النسوي مصطلح لتهميش إبداع المرأة
- مقالات مجاملة أم جبر خواطر أو تمشية مصالح
- ماذا جاء يعفل عمرو موسى في كوردستان؟؟
- الفضائيات الكوردستانية ، هل هي فضائيات كوردية أم عراقية؟؟
- الليلة ينام القمر في عيوني
- الكورد و المرأة و أشياء أخرى في الدستور العراقي
- أخطاء لغوية ... أخطاء سياسية
- المحامية بشرى الخليل تمارس الإرهاب العاطفي على الشعب العراقي
- مسودة الدستور العراقي وضع النقاط على الحروف أم إسقاط النقاط ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فينوس فائق - متى سينتهي فلم الإرهاب؟