أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - لا أحد يحب صدام، حتى أبناؤه














المزيد.....

يوميات الحرب - لا أحد يحب صدام، حتى أبناؤه


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 458 - 2003 / 4 / 15 - 00:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




اليوم الأخير، الثلاثاء، 15 نيسان، 2003

بعد خروجي من السجن، سنة 1980، كتبت روايتي التسجيلية: أنا الذي رأى، عما شاهدته في السجون العراقية، وكان دافعي في الكتابة آنئذ أن أقدم شهادة صادقة عما يجري في تلك السجون، وكنت رأيت في تنقلي بين عشرات المواقف، من الشمال إلى الجنوب ما لا يصدق لو سمع من أي كان، وظننت أن مساهمتي إضافة متواضعة لفضح نظام وحشي، همجي، لا يرحم، وأداة كشف معاناة أبرياء، ليس لهم ذنب سوى سوء حظهم الذي أوقعهم تحت براثنه، ولما كانت الحملات الدعائية قائمة على أشدها بين سوريا والعراق، تراءى لي أنني سأتمكن من طبع كتابي في سوريا، واستغللت عدم منع السفر، فوصلت إلى دمشق، سنة 1981، وقدمت المخطوطة بعد طبعها على الآلة الكاتبة إلى اتحاد الكتاب العرب، وكانت الإجراءات تقضي بذلك، وعين السيد الشاعر محمد بو خضور، "خبيراً، وحكماً"، لقراءة الكتاب وإبداء رأيه في نشره، بعد يومين، وحينما رأيته، أبدى إعجابه بالكتاب، ورغبته في طبعه، لكنه فاجأني بطلب غريب:
- عليك حذف فصلين، الأول الذي يتناول الشذوذ النوعي بين السجناء، والثاني الذي يتناول تاريخ وحياة صدام حسين، وعائلته.
ذهلت، ابتسمت لأبدد ذهولي وصدمتي:
- بالنسبة لفصل الشذوذ فأنا أعرف سبب حذفه، لكن ما سبب حذف الفصل الثاني، وإعلام سلطة بغداد تتناول رموز سوريا، كلها، بالسب، القذف، السخرية؟
ابتسم ابتسامة واسعة:
- لا يهمنا هذا، نحن نفكر بما هو أبعد، فقد تتحسن العلاقات بين قطرينا فيما بعد!
لم يكن لدي خيار، سوى أن أحذف الفصلين كما طلب مني " الشاعر الخبير"، وما زلت أتذكر وقلبي يتمزق، كيف مزقتهما، ورميتهما في نهر بردى، لكن "الخبير" وفي المقابلة الثانية والأخيرة، أضاف طلباً ثالثاً:
- أريد أن تتعاون معنا، ونحن على استعداد لإعطائك راتباً محترماً، وشقة، وسيارة، وامتيازات...
لم أفهم ماذا قصد، فسألته أن يوضح الأمر، فقال لي وهو محرج:
- يعني أن تعمل معنا في جهاز المخابرات، تراقب العراقيين المتواجدين هنا..
فسألته: وإذا رفضت؟ أجاب: لا نسمح بطبع الكتاب، وهذا ما حصل، ختم الكتاب بختم ما زلت أتذكر لونه الأزرق الفاتح: لا يطبع في سوريا، ويمنع من الدخول إلى سوريا إن طبع خارجها، عندئذ ندمت وما أزال، ندمت ندم الكسعي لأنني مزقت الفصلين السابقين، اللذين لم تظهر قيمتهما إلا الآن، حيث بت ألوم نفسي كثيراً، لأنني لم يخطر ببالي أن أعيد تسجيل ما مزقته عندما كان بإمكاني تذكر أهم ما فيهما من تفصيلات، لكنني رميته مع الأسف الشديد ليكون غذاءً لنهر بردى.
تذكرت الآن ما جرى لرواية "أنا الذي رأى" في سوريا، عندما قرأت اليوم رسالة، "الزعطوط" المدلل عدي، نشرتها اليوم جريدة الشرق الأوسط، يصرح فيها أنه لا يحب أباه: ليست هناك مشاعر تجاه والدي، ليس هناك حب أو ود..
في كتابي قلت أن لا أحد يحب صدام حتى عائلته، وكنت التقيت رجلاً يعمل في المحاكم، وكان قضى وقتاً طويلاً في محكمة تكريت، ثم نقل إلى إحدى محاكم الكرخ حيث ظل على علاقة بأهالي تكريت، وكانت معلومات ذلك الرجل بمثابة كنز كبير لي، أقضي فيه الساعات المملة الطويلة في تسفيرات بغداد، وبالرغم من أنه لم يبقَ معي سوى بضعة أيام إلا أن ما حصلت منه كان كثيراً جدا،وبمرور الزمن نسيت الكثير من التفصيلات ولم يبق سوى خطوط عامة، تمت بصلة قوية إلى ما حدث الآن، بعد أن انهارت سلطة "لعنة الله" وإلى الأبد!
يتبع.

 



#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - من يعيد لنا ماضينا؟
- يوميات الحرب - عندما يأكل الكلب لحم أخيه
- يوميات الحرب - أين اختفى “لعنة الله”؟
- يوميات الحرب - بعثرة الآيات
- يوميات الحرب. - أغبى الأغبياء
- يوميات الحرب - صناعة الرجال
- يوميات الحرب - سيد الغربان
- يوميات الحرب. - خيبة الحسابات
- يوميات الحرب. - الوجه الحسن للحرب!
- يوميات الحرب - نهاية عميل
- يوميات الحرب - الكاركتير يفضح الطغاة
- يوميات الحرب - معركة الصور
- يوميات الحرب - أطفال العراق
- يوميات الحرب - قريتان عراقيتان
- يوميات الحرب - ناديا
- يوميات الحرب. - ساجدة وسحر، عدالة أم حظ؟
- يوميات الحرب - بعرق الجبين أم
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله
- يوميات الحرب - قضية قديمة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - لا أحد يحب صدام، حتى أبناؤه