أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما














المزيد.....

في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 21:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما كنت أهاجم الإسلام السياسي الشيعي بالذات ومعه الكثير من المظاهر والممارسات الشيعية المتخلفة كان البعض يتصور ان ذلك يأتي مجاملة للسنة الطائفة على حسابهم. ومع إعتزازي بكل إنسان مهما كانت طائفته أو دينه او لادينه أو قوميته او شكله أو جنسه أو جهته, إلا أن ذلك الهجوم الذي إختص بنقد الظاهرة السياسية الشيعية ونقد الممارسات والعقلية الشيعية المتخلفة وتناقضها مع طبيعة الدولة الوطنية العراقية وتبعيتها لدولة مجاورة هي إيران, هذا الهجوم كان دائما يصب في صالح الشيعة قبل ان يصب في صالح غيرهم لأنه كان يستهدف تخليصهم من فقه سياسي وخطاب مذهبي وموروث ثقافي يجعلهم تابعين عملاء ومُذَّلين وجهلة ومُغَّيبين وفقراء معدمين ومشفوطين من الحاضر مُنوَّمين في الماضي.
على الصعيد العراقي ما أن تمكن الإسلام السياسي من الهيمنة على الدولة الوطنية حتى ظهرت الخصومة بين حالة الدولة وحالة السلطة, فالإسلام السياسي الشيعي من ناحيته ذا خطاب ثقافي وسياسي وفقهي نقيض لحالة الدولة الوطنية الحديثة, الأمر الذي يجعل المشروع الوطني في قلب مدفعيته ومرماه, ليصير مشروع تهديم الدولة الوطنية لا بناءها هو هدفه الأساسي, وسيبقيه الأمر نفسه فاعلا في مساحة الصراع على السلطة وغير قادر أو متحمس على مغادرتها إلى مساحة بناء الدولة.
ونتيجة إمتداداته الفقهية العابرة لخطاب الدولة الوطنية فهو يصير بالنتيجة أكثر قربى مع المشروع السياسي الفارسي المنسجم مع الدولة العميقة والعامل لبنائها كمركز أممي أو إقليمي, وبهذا تكون التبعية نتيجة طبيعية لخطاب سياسي متخاصم مع حالة الدولة الوطنية ولا يملك مقومات وجوده وشرعيته بمعزل عن هذه الخصومة.
على الجهة الأخرى كلا الإسلاميْن السياسيين التركي والإيراني, يتميزان بوحدة خطاب ثقافي وسياسي مع مفهوم الدولتين العثمانية والفارسية, بما يجعلهما مشروعين قوميين ووطنيين يحملان قدرا كبيرا من حالات الإنسجام بين حالة السلطة وحالة الدولة. وستجعلهما حالة التوافق والإنسجام هذه أكثر قدرة وحماس على التنافس في مساحة بناء الدولة والحفاظ على كيانها وسيادتها الوطنية مثلما تجعلهما قادرتين على ترتيب علاقة السلطة بالدولة بحيث تأتي الأولى في خدمة الثانية وليس العكس, كما هو الأمر في الحالة العراقية حيث صارت الدولة في خدمة السلطة, وهي إشكالية أدت بطبيعة إلى تهديم العراق لا إلى بنائه.
وما كان مقدرا للإخوان المسلمين العراقيين لو قدر لهم الهيمنة على السلطة غير أن يسيروا على ذات الطريق التي تخلقه التفعيلة المذهبية المعاكسة. وإن لنا في تجربة حكم الإخوان في مصر, التي لم يقدر لها أن تستمر لأكثر من عام, بعد أن تصدى لها أحرار مصر وتقدميوها في مظاهرات رافضة, وأسقطوها بعد ذلك بالتعاون مع جيشهم الباسل, خير دليل على أن الإسلام السياسي السني يحمل ذات التناقض مع مفهوم الدولة الوطنية.
ومثلما قزَّمَ الإسلام السياسي الشيعي العراق وجعله تابعا لإيران فقد كان مقدرا لشقيقه الإسلام السني أن يصير بؤرة إرهابية قاعدية أو داعشية, أو تابعا لتركيا وحتى إلى قطر.
في المقابل على السنة العراقيين أن يخرجوا من الورطة الطائفية لأنهم سيخسرون أنفسهم في معركة : الفوز فيها خسارة. وكل أولئك الذين يعلنون أنهم المدافعون الأشداء عن الطائفة السنية هم في الحقيقة أعداء لها.
كل ما يجب ان يفعله السنة والشيعة لكي يربحوا المعركة في النهاية هو أن يكونوا عراقيين, وبعدها فيلختارا
الذي يريداه على صعيد ديني ومذهبي على شرط أن لا تكون له علاقة بالسياسة.
في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم
- سنة وشيعة ... و ... عراق
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية
- حديث لرجل عاد من المستقبل وسيرجع إليه
- المسؤول الحقيقي عن قتل عبدالخالق السامرائي.
- دولة فرانكشتاين في بغداد
- عبدالخالق .. حينما يكون الزهد مثلبة سياسية وليس إمتياز*
- الوطني في مواجهة الإقليمي
- عشرة دنانير*
- بإمكانك أن تكون أمريكيا وعراقيا في ذات اللحظة
- السيادة العراقية المنتهكة وحديث : أمك شافت أمي بالمنز .. ل*
- درس للعراقيين من ثورة السودان
- أيها المسيحيون .. أعيادكم هي أعياد كل العراقيين فلتستمروا به ...
- تريد غزال تأخذ أرنب


المزيد.....




- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم تدمير 20 دبابة ميركا ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: الحصيلة التي نشرت لا تتضمن خ ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما