|
2-2 انتهاكات حقوق الطفل في العراق
علي وتوت
الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:18
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
انتهاكات حقوق الطفل في العراق (2-2) في الواقع إنَّ حقوق الأطفال تمثل صلةُ الوصل بين مسؤوليات الدولة والعائلة والمجتمع، وبالتالي فإنها تتطلب وضع استراتيجيات جديدة للأبحاث والتحركات من أجلها. ذلك أن حقوق الأطفال، باعتبارهم أفراداً، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحقوق الأشخاص الآخرين الذين يمثلون أهمية لهم، ويحدث ذلك عموماً عن طريق: • الصلة بين الأطفال والكبار: تقوم كثير من أنواع حماية حقوق الإنسان الخاصة بالكبار على أساس مفهوم كفالة تمتع الشخص البالغ بفرصة اتخاذ القرارات التي تؤثر عليه أو تمتعه بفرصة تمثيل آرائه. ومثال ذلك أن القانون اللاجئين الدولي ينص على: (أن لكل شخص الحق في العودة إلى بلده). ومع ذلك، فإن القدرة على ممارسة الحق تعتمد على حصول اللاجئ على جميع المعلومات ذات الصلة والفهم المطلوب لاتخاذ قرار سليم. فمن الواضح أن الطفل الرضيع لا يستطيع اتخاذ هذه القرارات، وهو يعتمد على الأشخاص الأكبر منه. وتتفاوت قدرات الأطفال الأكبر سناً على اتخاذ القرارات طبقاً لشخصياتهم الفردية وتبعاًً لأعمارهم، كما يعتمدون بدرجات متفاوتة على الكبار لحماية حقوقهم. وهكذا، فان حماية حقوق الإنسان الخاصة بالأطفال تستتبع دوراً رئيسياً من الشخص الكبير (الوالدين أو الوصي القانوني في العادة). وتوسعاً، يمكن في كثير من الأحيان أن ترتبط حماية وتعزيز حقوق الطفل بصورة فعالة ارتباطاً وثيقاً بحماية وتعزيز حقوق الكبار الذين يعتمد الطفل عليهم. ومثال ذلك أنه عند احتجاز لاجئ بالغ مسؤول عن ثلاثة أطفال احتجازاً تعسفياً، قد تنتهك أيضا حقوق الأطفال الثلاثة باعتبار ذلك نتيجة مباشرة لانتهاك حقوق الشخص البالغ. • حقوق الآباء أو الأوصياء القانونيين الآخرين: في حين يستفيد الأطفال من حقوق عديدة، يصاحب هذه الحقوق حقوق الآباء أو أوصيائه القانونيين الآخرين، وهي حقوق يمكن أن تشمل دوراً كبيراً لهؤلاء الأشخاص في تقرير مصالح الطفل الفضلى. وينبغي احترام حقوق الطفل والعمل على النهوض بها بدون المساس بحقوق الكبار. وتقتصر حقوق الآباء والأوصياء الآخرين، من الناحية القانونية الصارمة، على مصالح الطفل الفضلى. إن الأطفال، تبعاً لعمرهم، قد يكونون أقل قدرة على حماية أنفسهم من انتهاكات حقوقهم، أو حتى الاستفادة من أشكال الحماية التي قد تكون متاحة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنطوي حالات أو ظروف معينة على خطر أشد للأطفال مما للكبار. وهناك في الواقع بعض الانتهاكات التي لا تقع إلا على الأطفال. ومثال ذلك أن الحب غير السوي للأطفال، أو استغلالهم في البغاء، هي أفعال لا ترتكب إلا بحق الأطفال. مثلما أن استئصال الأعضاء التناسلية الأنثوية يجري في العادة للفتيات الصغيرات اللاتي يحول صغر عمرهن دون إيلاء الاعتبار إلى آرائهن عند اتخاذ قرارات بشأن إجراء هذه العمليات لهن. وقد يجد الأطفال أنفسهم في حالات معينة مجرّمين رغم أنهم لم يرتكبوا أي جريمة. وينطبق ذلك في بعض الأحيان على الأطفال الذين يعيشون في الطرقات وفي محطات السكك الحديدية على سبيل المثال. وهناك عدد من العوامل التي يعتقد أنها تزيد كثيراً من تعرض حقوق معظم الأطفال لانتهاكات إضافية. وتشمل هذه العوامل عدم إمكانية قبولهم في التعليم، وعدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وحالات النـزاع المسلح في المنطقة التي يعيش فيها الطفل، وتشرد السكان، والتفكك الأسري والفقر المدقع. وينبغي بصفة خاصة ملاحظة أن أشد حالات تعرض الأطفال للخطر تنشأ في كثير من الأحيان عن مجموعة أو سلسلة من مختلف العوامل. ومثال ذلك أن اقتران سوء التعليم بتشرد السكان يمكن أن يكون سبباً في تفاقم انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وهو ما يسهم بدوره في تفكك الأسرة (حيث يقع الوالدين فريسة للمرض ويموتان) وتعريض الطفل للفقر المدقع. ومن المرجح أن بعض التهديدات التي تتعرض لها حقوق الأطفال قد تؤثر على الفتيات بدرجة أكبر مما في حالة الأولاد، والعكس بالعكس. ومثال ذلك أن الأطفال يستخدمون على الأرجح كجنود، بينما يُرجح أن تقع الفتيات ضحايا للاستغلال الجنسي من جانب الجنود أو قوات المعارضة المسلحة. والفتيات يقعن على الأرجح ضحايا للزيجات المبكرة القسرية. بيد انه من المهم توخي الحذر عند تصنيف المخاطر حسب نوع جنس الأطفال، إذ يمكن مثلاً أن تُجبر الفتيات أيضاً على العمل كجنود ويمكن أيضاً أن يقع الأولاد ضحايا للاستغلال الجنسي. وفي العراق، فإن الحروب الثلاث الكبرى التي خاضها النظام الدكتاتوري المقبور، (الحرب ضد إيران، واحتلال الكويت ومن ثم طرد الجيش العراقي منها والهزيمة الكبرى في عام 1991، وأخيراً الحرب الدولية التي انتهت باحتلال العراق في أبريل عام 2003)، وكذلك سنوات الحصار الدولي على العراق، والذي كان جائراً على الأفراد في المجتمع أولاً، وليس على النظام السياسي، كان الأطفال في العراق هم الضحايا البريئة الذين تأثروا بآثار تلك الويلات والمصائب، فهم الفئة الأكثر تضرراً وتعرضاً للإساءة والعنف والإهمال بسبب ما افرزته الحروب والحصار الاقتصادي من ضغوط ومآسي نفسية واجتماعية وصحية وتربوية على العائلة العراقية.
#علي_وتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مفهوم المواطنة ... وحقوق الإنسان
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|