|
دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ترامب ، سندارس و الإشتراكية الفعليّة مقال لبوب أفاكيان
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 17:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
دافيد بروكس – مدّعى غير كبير جدّا – و الإختلافات العميقة بين ترامب ، سندارس و الإشتراكية الفعليّة بوب أفاكيان جريدة " الثورة " عدد 637 ، 2 مارس 2020 https://revcom.us/a/637/bob-avakian_david-brooks-the-not-so-great-pretender-en.html
في مقال بجريدة " النييورك تايمز " مؤرّخ في 21 فيفري 2020 و عنوانه " لماذا على الأرجح سندارس هو الذى سيحصل على التحيّة " ، يسعى دافيد بروكس إلى عقد مقارنة بين برنى سندارس و دونالد ترامب ذلك أنّ، حسب بروكس ، كلّ واحد منهما يمثّل على طريقته أسطورة كاذبة لكن " ناجحة " – أسطورة شعبويّة يمينيّة في حال تراب ، و أسطورة شعبويّة يساريّة في حال سندارسو هذا سخيف . و هكذا محاولة لجعل سندارس مساوى لترامب ( أو " الوجه العكسي لذات المرآة " أو " شبح يساري " بالنسبة لترامب ) يمكن دحضه بمجرّد النظر إلى الواقع البديهي . و مثلما سيقع النقاش هنا ، يتقاسم سندارس فعلا ، في نهاية المطاف ، مع ترامب واقع أنّه عمليّا مدافع عن النظام الرأسمالي و ممثّل و مدافع عن مصالح رأسماليّة إمبريالية الولايات المتّحدة . بيد أنّ هذا لا ينفى الإختلافات الحقيقيّة و الحادة جدّا بين سندارس و ترامب ، ضمن ذات الإطار في نهاية المطاف . هل أنّ سندارس يشجّع على العنصريّة و التعصّب و كره النساء و الأفكار المسبّقة الفظيعة والعنف تجاه المتحوّلين جنسيّا، مثلما يفعل بنشاط ترامب و من لفّ لفّه؟ هل أنّ سندارس ، مثل ترامب ، يتحدّى علم تغيّر المناخ ، منكرا وجود أزمة مناخيّة جدّية و متسارعة فيها النشاط الإنساني هو العامل الأهمّ ، بينما يشجّع و يسهّل التدمير اللامحدود للبيئة ؟ هل أنّ سندارس عمل على تقويض مبادئ الجمهوريّة الدستوريّة الرأسمالية و حكم القانون ، مثلما يستمرّ ترامب في فعله ، و بصفة متصاعدة ؟ و بالمناسبة ، هل أنّ ما يشخّصه بروكس على أنّه " أسطورة " سندارس له أي قاسم مشترك مع ما يروّج ترامب ؟ ألا توجد حقّا أيّة حقيقة في زعم سندارس بأنّ الأغنياء إلى أقصى الحدود – أصحاب البنوك أو مؤسسات ماليّة أخرى ،و شركات تقنيّة ، و مصالح تجاريّة واسعة أخرى ، و ما إلى ذلك – يمارسون تأثيرا غير مشروع على الشؤون السياسيّة و الإجتماعيّة عموما ؟ هل يصنّف ذلك حقّا في نفس خانة الأكاذيب المنهجيّة و المؤامرة الجنونيّة التي يكرّرها بإستمرار ترامب و يشجّعها ، وهي طافحة بالعنصريّة و التعصّب و كره النساء و رهاب الأجانب ؟ إنّ بروكس ، بالتسوية بين سندارس و ترامب يسمح لنفسه بتشويه الواقع و السقوط في " الخداع الرخيص " الديماغوجي الذى سيحرج حتّى رجل غليظ مخادع . بروكس معلّق " محافظ " ، يعارض دونالد ترامب و يصوّر نفسه على أنّه ضمن نوع من الفلاسفة الذين يبحثون عن تسليط الضوء على المصلحة الإجتماعيّة العامة التي يمكن أن توحّد الناس أبعد من النزاع الحزبي " القبلي " . لكن ، في الواقع ، بروكس لا يعدو أن يكون مروّجا لأكبر أسطورة مطلقا – أسطورة أنّ الرأسمالية أفضل نظام ممكن و سيرها و فعلها يجلبان أكبر المنافع ، ليس إلى الطبقة الرأسماليّة الصغيرة فحسب بل لجماهير الإنسانيّة ،و أنّ الرأسماليّة الأمريكية هي المثال اللامع و النموذج لهذا . و الحقيقة هي أنّ الرأسماليّة اليوم نظام عالمي للرأسمالية – الإمبرياليّة التي تحافظ على نفسها من خلال الإستغلال و الإضطهاد بلا رحمة لمليارات البشر عبرالعالم و من خلال العنف الدائم ضد الجماهير الشعبيّة و تدمير البيئة . و يصحّ هذا قبل كلّ شيء على رأسماليّة -إمبريالية الولايات المتّحدة ، و جرائمها ضد الإنسانيّة ، و التي كان بروكس أيضا من المروّجين النشطاء لها و من مادحيها . فعلى سبيل المثال ، عندما غزت الولايات المتّحدة العراق سنة 2003 ، في دوس فاضح للقانون الدولي و إنطلاقا من أكاذيب متكرّرة و منهجيّة تقول بأنّ الحكومة العراقيّة برئاسة صدّام حسين تملك أسلحة دمار شامل ( و كانت نوعا ما على صلة مع الذين نفّذوا هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتّحدة ) ، كان بروكس متبجّحا و عدوانيّا في الدفاع عن تلك الحرب التي أطلقت دوّامة قتل و دمار في ذلك الجزء من العالم ؛ و إستمرّ في صنع الأعذار و عقلنة تلك الحرب ماضيا بوضوح ضد الوقائع المثبتة . واقع الرأسماليّة و حدود الديمقراطية الإشتراكية و جوهرها بالنسبة ل" المنافع الكبرى " التي تمثّلها الرأسماليّة و تغدقها على العالم ، مثلما أشرت ، في عالم يهيمن عليه هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي : " تعيش أجزءا كبرى من الإنسانيّة في فقر مدقع ، و يفتقر 2.3 مليار إنسان حتّى إلى مراحيض بدائيّة ،و أعداد هائلة تعانى أمراضا قابلة للوقاية منها ، و ملايين الأطفال يموتون سنويّا جرّاء هذه المراض و جوعا بينما 150 مليون طفل في العالم مجبرون على أفشتراك في شغل إستغلالي بلا رحمة ، و مجمل الاقتصاد العالمي يقوم على شبكة واسعة من المعامل الهشّة التي تشغّل أعدادا كبيرة من النساء اللاتى تتعرّضن إلى الهرسلة و الهجمات الجنسيّة ، عالم حيث 65 مليون مهاجر تركوا اوطانهم و ديارهم بسبب الحرب و الفقر و القمع و إنعكاسات ارتفاع حرارة الكوكب ..." ( " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " ، نصّ و فيديو هذا الخطاب متوفّرين على موقع revcom.us) و لا يمثّل برنى سندارس و ما يدعو إليه لا يمكن أن يجلب حلاّ حقيقيّا لكلّ هذا فالحلّ لا يمكن بلوغه إلاّ عبر ثورة تتحرّك للإطاحة بالنظام الرأسمالي و للإجتثاثه و لإنشاء مجتمعات مغايرة كلّيا ، إشتراكية هدفها النهائي إيجاد عالم شيوعي . يمكن نعت سندارس بصفة أدقّ بانّه " ديمقراطي إشتراكي " يدافع عمليّا عن تغيّرات صلب النظام الرأسمالي تحقّق بالعمل من خلال السيرورة السياسيّة القائمة . و يُعبّر عن هذا ، من جهة ، كوعد هلامي بإيجاد عدالة إقتصادية و إشتراكية و عرقيّة و بمعالجة الأزمة البيئيّة ؛ و عندما يكون ملموسا أكثر يركّز على أشياء من قبيل الترفيع في أداءات الأغنياء جدّا و المؤسّسات لأجل تمويل برامج الحكومة لخلاص الرعاية الصحّية للعموم ، و التعليم بالمدارس ، و إيجاد طاقة متجدّدة . و سيمضى هذا ضد واقع كيف تسير الرأسماليّة عمليّا ، تدفعها المنافسة الفوضويّة بين الرأسماليين المتنازعين – وهو ما يحدث ليس في بلدان معيّنة و إنّما بصورة متزايدة على الصعيد العالمي – و ، بالأخصّ في ما يتعلّق برأسمالية –إمبريالية الولايات المتّحدة و ما تتطلّبه من نفقات عسكريّة ضخمة للحفاظ على إمبراطوريّتها عبر العالم ( و جيشها أكبر مؤسّسة تستهلك النفط في العالم ) ، و كذلك كامل التطوّر التاريخي لهذه البلاد ، وصولا إلى يومنا هذا ، على قاعدة العبوديّة و تفوّق البيض و التفوّق الذكوري و علاقات إضطهاديّة أخرى . كلّ هذا ، ممزوجا مع واقع السيرورة السياسيّة في هذه البلاد – " ديمقراطية " تهيمن عليها الطبقة الرأسمالية التي تمارس عمليّا دكتاتوريّة ( إحتكار السلطة السياسيّة ، مكثّفا في إحتكار العنف " الشرعي " ) لفرض حكمها ، وهي تتميّز اليوم بإنقسامات " حزبيّة " عميقة في صفوف الممثّلين السياسيين للطبقة الرأسمالية – سيعنى انّ الإصلاحات التي يدعو إليها سندارس ستكون عسيرة التحقيق . و حتّى إن أمكن بصورة ما تحقيقها ، لن تسفر عن عدالة إقتصادية و إجتماعيّة و عرقيّة و أيضا لن تحقّق تفاعلا عقلانيّا مع البيئة أو عالم دون النزاعات العنيفة المتجذّرة في ذات طبيعة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و بالفعل ، بينما قد يتّخذ سندارس موقفا أقلّ عدوانيّة معبّرا عن أكثر تردّد في شنّ حروب مقارنة بالسياسيين التقليديين للحزبين الديمقراطي و الجمهوري – و بينما لم يهدّد صراحة و مباشرة بإستعمال الأسلحة النوويّة و تحطيم بلدان ، كما فعل ترامب – أوضح سندارس أنّه ينظر إلى القوّة العسكريّة للولايات المتّحدة و تحالفاتها العسكريّة ، على غرار حلف الناتو ، على أنّها حيويّة و ضروريّة ( و قد مدح جيش الولايات المتحدة على أنّه الأفضل في العالم ). و الإصلاحات ذاتها التي ينادى بها سندارس ، في نهاية المطاف ، ستستند إلى و سترتهن بمواصلة رأسمالية – إمبريالية الولايات المتحدة إحتلال موقع مهيمن في العالم ، و ستتطلّب إستخدام و / أوالتهديد بإستخدام العسكريّة للولايات المتّحدة صيانة لهذا الموقع. و الحقيقة هي أنّ الطيين الإشتراكيين في بلد إمبريالي يجب أن يكونوا في نهاية المطاف و جوهريّا موالين للإمبريالية . هذه ميزة أساسيّة و احدة من متطلّبات الديمقراطية الإشتراكية في بلد مذل هذا . ثورة إشتراكية فعلية فى كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة "، [ عرّبه و نشره على موقع و بمكتبة الحوار المتمدّن شادي الشماوي ] شدّدت على كيف أنّ كارل ماركس ، مؤسّس ( إلى جانب فريديريك إنجلز ) الحركة الشيوعيّة ، أشار إلى أنّ : " المظاهر المميّزة للإصلاحيين - بمن فيهم " الإشتراكيين " الإصلاحيين - هو أنّهم بقدر ما يشخّصون الاقتصاد كمصدر للامساواة و غيرها من الأمراض الإجتماعيّة ، بقدر ما ينزعون نحو تحديد المشكل في مجال التوزيع بينما المصدر الأساسي للإضطهاد و اللامساواة الذى يميّز مجتمعا إستغلاليّا كالرأسماليّة يكمن في مجال الإنتاج و بالأخصّ في علاقات الإنتاج . " هذا " المظهر المميّز " ينطبق على شخص مثل سندارس ، بتنديداته المعهودة بطبقة " أصحاب المليارات " و القسمة غير العادلة للثروة و الهيمنة غير العادلة على السيرورة السياسيّة ( لاحظوا : نقد " طبقة أصحاب المليارات " ، ليس في تعارض مع كامل النظام الرأسمالي ). الهدف النهائي لثورة إشتراكية فعليّة هو بلوغ الشيوعيّة عبر العالم ، مع القضاء على كلّ العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و النزاعات العدائيّة التي تفرزها . و يتطلّب هذا تغيير النظام برمّته – التخلّص من النظام لرأسمالي و تعويضه بنظام مختلف راديكاليّا – و ليس مجرّد إدخال بعض التغييرات ضمن النظام الرأسمالي القائم . و في كامل هذه السيرورة ، تغيير نمط الإنتاج جوهري. و يحيل " نمط الإنتاج " على النظام الاقتصادي الذى يجسّد بعض علاقات الإنتاج ،و أكثرها أساسيّة ملكيّة وسائل الإنتاج – الأرض و المواد الأوّليّة و الهياكل الماديّة كالمصانع و التقنية – و التي هي في ظلّ هذا النظام ملكيّة خاصة و يتحكّم فيها الرأسماليّون ، أو التجمّعات الكبرى لراس المال كالشركات و البنوك إلخ . هذا هو أساس إستغلال الرأسماليين للجماهير الشعبيّة – في كافة أنحاء العالم – التي لا تملك وسائل إنتاج وهي بالتالى مضطرّة إلى العمل لمصلحة الرأسماليين الذين يحتكرون وسائل الإنتاج . و هذا هو أساس تكديس الرأسماليين للأرباح الخاصة ، في منافسة محمومة مع غيرهم من الرأسماليين . و تهدف الثورة الإشتراكية الفعليّة إلى تغيير ملكيّة وسائل الإنتاج إلى ملكيّة جماعيّة من قبل المجتمع ككلّ ، ما يمكّن من فعل ما لا يمكن فعله في ظلّ الرأسماليّة : إنجاز الإنتاج على قاعدة مخطّط عام ، إنطلاقا ليس من الإستغلال بل من الإنخراط الواعي و النشيط للجماهير الشعبيّة ، في تفاعل مع بقيّة الطبيعة تفاعلا بطريقة مستدامة " بينما تتمّ تلبية الحاجيات المادية و كذلك الثقافيّة ...و الفكريّة للشعب – و ليس مجرّد جزء من العالم و إنّما في نهاية المطاف في العالم ككلّ – و التحرّك للتخلّص التام من الفقر و الحرمان و الخزي و كافة العذابات غير الضروريّة التي تعانى منها الجماهير الشعبيّة عبر العالم في ظلّ هيمنة النظام الرأسمالي . و في الوقت نفسه ، يجب أن يحصل تغيير نمط الإنتاج في علاقة جدليّة ( سيرورة تأثير و تأثّر متبادلين ) مع تغيير العلاقات الإجتماعيّة الإضطهاديّة ( كالعلاقة بين الرجال و النساء ) و الأفكار و الثقافة الموطّدين للإضطهاد و الإستغلال . و من الأهمّية بمكان هو أنّ كلّ هذا مرتهن – و لا يمكن بلوغ ذلك دون – إلحاق الهزيمة بجهاز الدولة الرأسماليّة و تفكيكه ( و خاصة ، القوات المسلّحة و الشرطة ، و أيضا المحاكم و البيروراطيّات ، و السلطة التنفيذيّة ) التي تفرض حكم المستغِلّين ( الطبقة الرأسماليّة ) و تعويضه بسلطة دولة إشتراكية يكون هدفها و سيرها في خدمة و تشجيع التغيير الجذري للمجتمع ، و العالم ككلّ ، بإتّجاه القضاء على كافة الإستغلال و الإضطهاد . (1) و في عدد من كتاباتى ،و حديثا في الفقرة التالية من كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " السالف الذكر ، تحدّت عن العلاقة بين تغيير نمط الإنتاج و تغيير العلاقات الإجتماعيّة فقلت : " في نهاية المطاف ، نمط الإنتاج يحدّد أساس التغيير و حدوده ، بمعنى كيفيّة معالجة أي مشكل إجتماعي ، مثل إضطهاد النساء ، أو إضطهاد السود أو اللاتينو ، أو التناقض بين العمل الفكري و العمل اليدوي ، أو وضع البيئة ، أو وضع المهاجرين و ما إلى ذلك . و في حين أنّ لكلّ هذه الأشياء واقعها و ديناميكيّتها الخاصة و ليست قابلة للتقليص إلى النظام الاقتصادي ، فإنّها جميعا تسير في إطار و ضمن الديناميكيّة الجوهريّة لذلك النظام الاقتصادي ؛ و ذلك النظام الاقتصادي ، ذلك النمط من الإنتاج ، يحدّد أساس و في نهاية المطاف حدود التغيير في ما يتعلّق بكافة المسائل الاجتماعية . ومن ثمّة ، إذا أردنا التخلّص من جميع هذه الأشكال المختلفة من الإضطهاد ، ينبغي علينا أن نعالجها في حدّ ذاتها ، لكن ينبغي علينا كذلك أن نحقّق هذه التغييرات بالمعنى الجوهري . و لوضع ذلك بصيغة أخرى : يجب أن يتوفّر لدينا نظام إقتصادي لا يمنعنا من إحداث هذه التغييرات ، و بدلا من ذلك لا يسمح لنا فحسب بل يمدّنا بأساس مناسب للقيام بهذه التغييرات " [ التشديد في النصّ الأصلي ]. ( " الشيوعية الجديدة " ، الجزء الأوّل ، " المنهج و المقاربة ، الشيوعية كعلم "، ص 77 ، التسطير في النصّ الأصلي ، ذكر في " إختراقات ... " وهو متوفّر أيضا على موقع http://www.revcom.us) الخطر المباشر و الحلّ الجوهري مثلما عُرض في خطوط عامة أعلاه ، الغشّ بصورة تستوقف الإنتباه في تصوير دفيد بروكس لبرنى سندارس هو الطريقة التي يعامل بها بروكس سندرس في الأساس على أنّه مساوى لترامب . و في حين أنّ ما يقدّمه سندرس ،و كذلك ترامب ، يظلّ في إطار النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، فإنّ داخل هذا الإطار هناك إختلاف حقيقي جدّا بين الديمقراطية الإشتراكية التي يروّج لها سندرس و فاشيّة نظام ترامب / بانس .فهذا الأخير نظام فاشيّ يمثّل في حدّ ذاته الخطر المباشر بالنسبة للمجتمع و للإنسانيّة جمعاء ، بينما بالمعنى الجوهري هو حكم رأسمالي مهما كان الشكل ، و نظام الإستغلال و الإضطهاد الوحشي الذى يفرضه بعنف قاتل و مدمّر على نطاق واسع ، هو الذى يجب كنسه و تعويضه بمجتمع و عالم مختلفين راديكاليّا . --------------- (1) " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " من تأليف بوب أفاكيان يتضمّن نظرة شاملة و في الوقت نفسه ، هو مخطّط ملموس من أجل مجتمع مختلف راديكاليّا – بلد إشتراكي فعلا غايته الأسمى عالم شيوعي. [ هذا الدستور متوفّر باللغة العربيّة ، ترجمة و نشر شادي الشماوي على صفحات موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته ضمن العدد 10 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " و الحامل لعنوان " الثورة البروليتارية في أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و في البلدان الإمبرياليّة – تركيا و الولايات المتّحدة " ). -------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدّمة الكتاب 36: تقييم علمي نقدي للتجربتين الإشتراكيّتين ال
...
-
نظريّات المؤامرة و - اليقين - الفاشيّ و الشلل الليبرالي ، أم
...
-
المنظّمة الشيوعية الثوريّة ، المكسيك : ما الأثمن، حياة البشر
...
-
أيديهم ملطّخة بالدماء : تسعة أشياء فعلها و قالها ترامب و نظا
...
-
نحتاج إلى عالم مختلف تماما : كيف تتعاطى الثورة مع الأوبئة
-
أزمة صحّية مثل أزمة كوفيد-19 في مجتمع إشتراكي حقيقي : حاجيات
...
-
فيروس كورونا – التدابير المضادة العالمية : تسونامى من العذاب
...
-
فيروس كورونا ... و اللامساواة الوحشيّة في أمريكا
-
سؤال : لماذا لا يزال العالم يفتقر على كمّامات وقاية صحّية ؟
...
-
حول إقالة الرئيس و الجرائم ضد الإنسانيّة و الليبراليين و الأ
...
-
- المساومة مع الشيطان - – فاشيّة ترامب ، - تقديس أوباما - و
...
-
بواء كورونا فيروس – كوفيد - 19 : نظرة شيوعية ثوريّة
-
الولايات المتّحدة الأمريكية تغادر أفغانستان عقب قتل أكثر من
...
-
عالم متورّم بكره النساء و الفقر و الحروب و هجرة البشر ... كف
...
-
اليوم العالمي للمرأة ، 2020- النضال من أجل تحرير النساء قوّة
...
-
فيروس كورونا و الهيمنة الإمبرياليّة على العالم
-
نداء عالمي : بصدد 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، يوم النضال
...
-
الشيوعية الجديدة : مزيد الإختراق بفضل الخلاصة الجديدة - مجتم
...
-
بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )
...
-
مجلس الشيوخ يبرّر دونالد ترامب ، دائسا حكم القانون و دافعا ب
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|