أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراقيين ؟















المزيد.....

اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراقيين ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دأب اغلب الكتاب ومنذ زمن بعيد على تناول اي اختلاف بين فئتين او فريقين او شخصيتين تاريخيتين او سياسيتين على انه خلاف بين معسكر الحق والباطل او بين قوى الشر والخير والنور والظلام ، وما تزال مثل تلك الثنائية التقليدية تفسر حوادث التاريخ وفق ما تؤمن به حتى كتابة هذه السطور ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على عملية الاستمرار في اتخاذ ذات الطرق التقليدية البالية في دراسة وقائع التاريخ وحوداثه .
ان من يطلع على ما يقره علم الاجتماع من قواعد وما يخلص اليه من نتائج يعلم علم اليقين ان جزءا كبيرا من حوادث التاريخ البعيدة والقريبة انما قامت على اساس تضارب الآراء وتباين وجهات النظر واختلاف زوايا الحلول والمعالجات ، تقم مثل تلك الحوادث على اساس المواجهة بين الحق والباطل والنور والظلام في اغلب الحالات ، كما يتوهم المتوهمون وها نحن نرى بين الحين والاخر من يتنازع على امر قد اتفق على مشروعيته مسبقا بينما يقع الخلاف بشأن تطبيقه او بعض ما يتعلق بحيثياته من تفاصيل وجزئيات .
لا احد ينكر وجود الخير والشر والحق والباطل الا ان مثل هذا الامر لا يعني ان كل نزاع واختلاف يفسر على ضوء ثنائية (الخير والشر) فكثيرا ما يتقاتل الاخوان ويتباغض الخلان لاسباب تتعلق باجتهادات هذا الطرف او ذاك في مجال من المجالات وغرض من الاغراض وكثيرا ما تقع الفتنة بين هذا الفريق او ذاك فيقع السيف بينهما وتنقطع بينهما العصمة كما يقال .
ومما يؤسف له اننا اليوم نجد من لا يرى في العهد الملكي (1921 ـ1958) الا شرا مستطيرا وسوءا مطلقا في الوقت الذي يمثل العهد الجمهوري لدى هؤلاء خيرا محضا وحقا صريحا علما ان العهد الملكي كان قد شهد حياة برلمانية وانتخابية حيث كانت هناك المؤسسات الحكومية ابتداء من الدستور انتهاء بالسلطة التشريعية (مجلس النواب) والذي ينتخب أعضاؤه من قبل ابناء الشعب و(مجلس الاعيان ) الذي يتم تعيين اعضائه من رجالات العراق ووجائه ، اما السلطة التنفيذية فكانت متمثلة برئيس الوزراء الذي يسميه الملك ويصادق على وزرائه كما كان هناك مجلس الاعمار وهو المجلس الذي يتولى صرف موارد النفط وفق خطط اقتصادية مدروسة اما نظام التعليم فقد كان نظاما مجانيا الا ان كل ما تم ذكره لا يعني ان النظام الملكي كان نظاما مثاليا يخلو من العيوب والنواقص والشوائب والمثالب شأنه في ذلك شأن اي نظام سياسي اخر فقد كان هناك الاقطاع والفوارق الاجتماعية الكبيرة كما كان هناك الفقر المدقع ونقص الخدمات بالإضافة الى انصياع بعض كبار الساسة وراء رغبات الدول الكبرى بشكل مبالغ فيه وان حسنت نواياهم وخلصت سرائرهم ، ومع كل ذلك فالنظام الملكي في العراق كان يمثل تجربة سياسية رائدة نحو مستقبل افضل لاسيما ان ملوك العراق كانوا يتمتعون بروح وطنية عالية اتضح ذلك جليا من خلال العمل الجاد لانتشال البلاد من واقعها المتأخر عبر خطوات وان كانت بطيئة في معظم الاحيان ولاعتبارات مهمة ودقيقة .

لقد ورث ملوك العراق تركة ثقيلة فقد توج الملك فيصل الاول على خلفية صفقة سياسية بينه وبين بريطانيا بعد ان فقد عرشه في سوريا الا ان مصالح العراقيين ورغباتهم كانت قد تنفست الصعداء مع وجود شخص على شاكلة فيصل الاول الذي اشترط بدوره على بريطانيا ان يقبل بتوليه العرش بضرورة المسارعة بإلغاء الانتداب البريطاني ورفع الوصاية عن العراقيين وكان يرفض التوقيع على اي معاهدة من شأنها تكبيل العراق ومنعه من التحرر وفي هذا الصدد يقول الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري
لمن الصفوف تحف بالأمجاد
وعلى من التاج الملمع باد
ليت الرشيد يعاد من بطن الثرى
ليرى الذي شاهدت في بغداد
ملك العراق هناك ملكك انه
وقف على سبط النبي الهادي
قم ماش هذا الشعب في خطواته
لا تتركن وطني بغير سناد
الله خلفك والجدود كلاهما
وكفاك عون الله والاجداد .

وهكذا كان الملك الراحل فيصل الاول حتى اخر رمق من حياته رجلا وطنيا كل همه بناء العراق والعمل على المحافظة على وحدة اراضيه وضمان حضوره في جميع المحافل الاقليمية والدولية كعنصر فاعل ومؤثر على الرغم من السنوات القليلة التي حكم فيها لكنه حقق جملة من الانجازات سواء على صعيد السياسة او صعيد الواقع الخدمي والاقتصادي .

الملك غازي هو الاخر كان مثالا في العمل الوطني وقد كان صاحب ميول قومية ارتبط اسمه بإذاعة قصر الزهور وهي الاذاعة التي جيرها لغرض تثقيف ابناء الشعب العراقي والاخذ بيد ابناءه نحو افاق المعرفة عبر بث البرامج الثقافية والتوعوية مستنهضا فيهم الذود عن قضاياهم المصيرية لا سيما قضية فلسطين كما عرف عنه مطالبته باستعادة الكويت والحاقها بالبلد الام العراق حتى ان مثل تلك المطالبات كانت سببا مباشرا في حادث مقتله حسب رأي بعض الكتاب والمحللين ليأتي دور الوصاية من قبل الامير (عبد الاله) على الملك الصغير (فيصل الثاني ) الذي ما ان بلغ اشده واكتمل نضجه وتسلم مهامه عام( 1953) شهدت البلاد من المنجزات والمشاريع الاستراتيجية والعمرانية ما لم تشهده من قبل ولا شك ان ذلك لم يأت من فراغ لكنه جاء على توفر تلك الارضية الصلبة التي تم تهيئتها من قبل تجربتي جده وابيه ولا بأس بذكر طائفة من تلك المشاريع والمنجزات .
وضع حجر الاساس لمعمل السكر في الموصل بتمويل من مجلس الاعمار
افتتاح معمل النسيج القطني في الموصل
وضع حجر الاساس للمتحف العراقي
انشاء (25) الف وحدة سكنية في منطقة الوشاش لذوي الدخل المحدود
انشاء الوحدات السكنية في منطقة الطوبجي
افتتاح محطة كهرباء بالقرب من معسكر الرشيد لتزويد المناطق الوسطى بالطاقة الكهربائية
افتتاح محطة في الدبس واخرى في البصرة
وضع حجر الاساس لمشروع المنطقة الجنوبية
وضع حجر الاساس لشركة الجنوب في البصرة
افتتاح مشروع الماء في البراضعية
بناء جسر الديوانية
بناء جسر الحلة
بناء جسر الرميثة
المباشرة بمشاريع السكك في بعقوبة
بناء سد الناصرية
بناء جسر كركوك
افتتاح مشروع حوض الثرثار لدرء خطر فيضان دجلة
افتتاح مستشفى مرجان للأمراض الصدرية
افتتاح المركز الذري في بغداد
افتتاح معمل النظائر المشعة

الى اخر تلك المنجزات التي شكلت الخطوط الاساسية للبنية التحتية للدولة العراقية الحديثة .
اما الراحل نوري السعيد فقد كان رجلا سياسيا من الطراز الاول فكان يتصرف وفق ما يراه مناسبا للعراق لذلك وجدناه يذهب الى ضرورة ارتباط العراق بالأحلاف العسكرية ومنها حلف بغداد فقد كانت فلسفته تقوم على ان العراق بلد ضعيف وهو يحتاج لدعم وتأييد القوى الكبرى وكسب الأصدقاء لغرض ضمان امنه واستقراره كما ان العراق يحتاج الى اسلحة عن طريق استثمار نفطه وموارده الطبيعية ، ثم ان موقعه الجغرافي كجناح للعالم العربي الشرقي يجعله يمثل قلب العالم الاسلامي فهو مرتبط بتركيا وايران وافغانستان وباكستان بروابط تاريخية وثقافية ودينية ومصائر هذه الدول متداخلة فيما بينها ، كما كان له الفضل الاكبر في توقيع معاهدة عام (1930) مع بريطانيا والتي انضم العراق على اثرها الى عصبة الامم المتحدة وفي العام 1932 كدولة مستقلة كما وقع السعيد اتفاقية الزيت مع شركة نفط العراق عام 1952 والتي كانت تقسم المصادر الرئيسية للدخل بالنسبة للبلاد .
يذكر ان ممثل احدى الدول الاستعمارية كان قد عرض على السعيد ان يتخلى عن محافظة السلمانية لصالح (ايران )مقابل زيادة موارد العراق وتطوير صناعته النفطية عندها قال السعيد لممثل تلك الدولة ( اضحي بالنفط والمال ولا اضحي بجزء من وطني ) وذات الموقف كان له في قضية الموصل فقد كانت له جهود جبارة للحيلولة دون ضياعها لصالح تركيا .
لا شك اننا عندما نشير الى ما تم انجازه ابان العهد الملكي فأننا لا نريد ان نبخس الاخرين مساهمتهم في مسيرة بناء العراق فالزعيم عبد الكريم قاسم كان رجلا عسكريا نظيف اليد حسن الخلق محبا للفقراء الا انه لم يكن الرجل المناسب في ذلك المقطع الزمني والتاريخي ، فلقد ساءت الامور ابان تجربته وعمت الفوضى واغلقت الصحف وعطلت الاحزاب والغيت النقابات لينفرد الزعيم بالحكم بعد ان ابعد رفيقه في الاطاحة بالحكم الملكي واسقاطه (عبد السلام محمد عارف ) كما انه تخلى عن هدف الاطاحة المتمثل بتحقيق الوحدة مع الجمهورية العربية كما قام بتنفيذ احكام الاعدام ب(17)ضابط اتهموا بالمشاركة في حركة الشواف على الرغم من ان اعضاء المحمة لم يصادقوا جميعا على احكام الاعدام كذلك فقد اصطدم الزعيم مع المرجعية الدينية في النجف الاشرف ابان مرجعية السيد (محسن الحكيم ) على خلفية اصداره تشريعات تخالف نصوص شرعية واضحة كما في قانون الاحوال الشخصية مما اثار حفيظة الجهات الاسلامية الشيعة والسنية على حد سواء . كل هذه العوامل وغيرها بالإضافة الى انسحاب الزعيم من الجامعة العربية ورفضه لكل اشكال الوحدة مع الاقطار العربية ادت الى ان ينتهي الزعيم على ايدي من ابرم معهم بالامس صفقته واقام جبهته من قوميين وبعثيين والذين قادوا بدورهم البلاد نحو جبهات الموت وساحات القتل لاحقا .
ان حقيقة ما جرى صبيحة 14 تموز من العام من حوادث لم تكن بين قوى الخير والشر كما يتوهم البعض ولم يكن هناك طرف وطني واخر عميل بل ان حقيقة ما جرى تكمن في الاختلاف الذي حصل على خلفية تباين الروئ واختلاف وجهات النظر بين فلسفة واخرى .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطون وعقائد
- مدينة الحرية ايقونة الكرخ وموطن الابداع والمبدعين
- شكرا كورونا
- الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع
- هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟
- الجريمة البشعة
- ما هو المطلوب من المتظاهرين في الوقت الحاضر ؟
- الجماهير والسلطة
- القوى المدنية على الأبواب
- لماذا لم يخرج معظم العراقيون في مظاهرات يوم امس ؟
- جيل الثورة
- الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟
- شعوب مستفزة
- العمامة والزئبق الاحمر
- رائد التجديد في الاغنية الريفية ... الراحل عبادي العماري
- مدن مقدسة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراقيين ؟