|
العدالةُ هي الحلّ
علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 15:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
نعلم أن أنجع الحلول لمعالجة الوضع العراقي الراهن ، هو معالجته كما هو وليس كما نرغب لكن كيف لنا أن نتخلص من رغباتنا ؛ كيف التخلص من وطأة هذا الواقع وضغطه على تصوراتنا ؟ وهل هناك قراءة موضوعية متجردة من الميول تماما ؟ وهنا نجد أنفسنا أمام اشكالية حقيقية ، فكيف لنا ان نتجرد من الضغوطات الراهنية لننظر بعين الموضوعية والحيادية لوضع هو أصلا مشتبك جدا ومرتبك وقد بتنا جزءا منه ؛ نعيش لحظاته منغمسين بها حتى النخاع ؟ هل لنا ان نواجه الواقع بتفاصيله متناسين انه لا خلاص من معضلة التفاصيل المعقدة ؟ هل نركع أمام عواصف الجدل الطائفي والسياسي العقيم ؟ هل نعلن انهزامنا ونتخلى عن مسؤوليتنا بوصفنا كائنات مفكرة ؟ حين التأمل بغية توصيف الراهن العراقي يبدو لنا الوضع في البلد خلطة غرائبية فهو مزيج من مشاكل حزبية وأقليمية وعرقية وطائفية وحتى اجتماعية واقتصادية وحضارية . ولا يتصور البعض أن تلك المشاكل مشاكل مستحدثة أو طارئة بل أن اكثرها مشاكل مترسخة وكامنة حتى بات بعضها على حافة شيخوخته كالمشكلة الطائفية مثلا وهذا من حسن حظنا لكن والحق يقال أن طرق التعامل مع تلك المشاكل من قبل الأنظمة السياسية المتعاقبة هو الذي يبعث الروح فيها من جديد في كل مرة حتى لتبدو وكأنها مشاكل مستحدثة ووليدة عصرنا مما يزيد من تعقد المشهد ، وبما أن أغلب مشاكلنا نحن العراقيين قد أصابها الهرم من فرط تعاقب الأزمان عليها لذا بات من السهولة القضاء عليها وعلى رواسبها بصورة جذرية ، ولنا أن نتصور هنا هل يعقل أننا ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين نشغل أنفسنا بالمشكلة الطائفية ؟ وهل يعقل ونحن في بلد غني مثل العراق أن نعيش كما تعيش البلدان الفقيرة ؟ وهل يعقل انتا نملك كل هذه الثروات التي تكفي لأضعاف عدد سكان العراق ويوجد بيننا سراق يكنزون الأموال ؟ والمتأمل في كل ما تقدم يلحظ بأن الجامع في تلك المشاكل كلها هو غياب العدالة ، فبتحقيق العدالة يمكن للشيعي والسني ان يستشعرا بأن الإيمان بالوطن فوق اختلافهم العقائدي ، وبتحقيق العدالة يمكن أن يصبح العراقيون كلهم أغنياء إذا أخذنا بنظر الاعتبار حجم الثروات الهائلة التي نملكها ، وبتحقيق العدالة يمكن للعراقيين جميعا أن يعيشوا بأمن وسلام . والعدالة – بحسب أرسطو – تعني المساواة وهي ذاتها الإنصاف ، وهي نوعان : توزيعية تتجسد في توزيع الخيرات والثروات بحسب طاقات الأفراد وأعمالهم ، وتعويضية وتتجسد في تنظيم المجتمع على وفق الأعراف والقوانين بغية تصحيح السلوك اللاقانوني عند المجرمين وتعويض الضحايا . والعدالة لا تعني إلغاء التفاوتات الفكرية والدينية والاجتماعية والاقتصادية تسعى إلى مراعاة الاختلافات والتمايزات بين الناس بحسب طباعهم وقدراتهم واستعداداتهم ومؤهلاتهم فهذه كلها مؤشرات ايجابية وبخلاف ذلك قد تتحول العدالة إلى ظلم بحق شرائح كاملة كالنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة فالعدالة الحقة هي التي تبني مفهوم التمييز الإيجابي بين الناس كما ذكرنا . علاجنا إذا تحقيق العدالة .
#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)
Ali_Huseein_Yousif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاعريّةُ الأمل عند مريم حميد , ملاحظات أوليّة ونصوص
-
الوجود ووحدة الوجود , أفكار أولية
-
فلسفة افلاطون ومؤلفاته وأفكاره الأساسية
-
المستوى الصوتي في شعر الحكمة عند الشاعر محمد علي هادي الشمري
-
رواية قصر الثعلب لابراهيم سبتي وأرشفة الوجع العراقي
-
الماركسية , تاريخها , أقسامها , مباحثها
-
كورونا , صراعٌ مع الإنسان وتوظيفٌ سياسي للأزمة
-
الفلسفةُ , أسسها , مباحثها , أقسامها
-
المعنى من التطابق إلى التشتت
-
كيفية كتابة بحث في العلوم الانسانية
-
التداولية , ملمح تعريفي
-
نحو تداولية الخطاب المعاصر أو ترويض الخطابات
-
مقتل الحسين كما صورته كتب التاريخ والتراجم
-
الرثاء في الشعر العربي , التمثلات والبواعث
-
الواقعُ نصَّاً سرديّاً , قراءة في مجموعة (رغبات بعيدة المنال
...
-
موجِّهات السرد في رواية (السقشخي) لعلي لفته سعيد
-
ما سكت عنه السرد , قراءة في رواية (وحي الغرق) لساطع اليزن
-
توظيف اليومي في الرواية العراقية ، شوقي كريم أنموذجاً
-
جماليات السرد في رواية (النوتي) لحسن النجار
-
معاناة الشعوب فعلا سرديا , قراءة في رواية جمهورية باب الخان
...
المزيد.....
-
ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
-
الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14
...
-
الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
-
واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
-
حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
-
انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ
...
-
إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد
...
-
76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو
...
-
الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
-
قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|