أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - لماذا يحكم الأوباش العالم يا أفلاطون؟














المزيد.....

لماذا يحكم الأوباش العالم يا أفلاطون؟


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألتني فتاة من أهل البادية السورية وقد شردتها الحرب الضروس عن ديارها وصارت لاجئة مع ربعها في مونتريال في كندا. وكانت قبل رحلة الرحيل الشَّاقة عن ديارها ما خطت قدمها شبراً واحداً خارج مضاربها. والظاهر أنها ضاقت ذرعاً بهم: لماذا يحكم الأوباش العالم؟ لماذا لا يحكمنا من يشبه سقراط وأفلاطون وأرسطو؟ ونحن راضون في الحقيقة بأقل من هؤلاء شهرة وقيمة. رأيتُ في السؤال براءة الأطفال وعبثهم وحكمتهم. هل قراتْ -على صغر سنها- ما كتبه أفلاطون في جمهوريته؟

يشكو أفلاطون من أننا في المسائل التافهة مثل صناعة الأحذية نعتمد على المختصين في صناعة الأحذية لصنعها لنا، أما في السياسة فإننا نفترض أن كل شخص يقدر على احراز الأصوات يستطيع إدارة الدولة. عندما نصاب بالمرض فإننا ندعو لمعالجتنا طبيباً أخصائياً حصل على شهادة علمية محترمة، ولا ندعو في هذا الحال أوسم طبيب-من الوسامة أي الجمال- أو أكثر الأطباء فصاحة وزلاقة لسان، وعندما تُصاب الدولة كلها بالمرض ألا يجدر بنا أن نبحث عن أحكم وأعقل الحُكَّام؟ وأن نعمل على إيجاد وسيلة لمنع عدم الكفاءة والمكر من الوصول إلى المناصب العامة، ونختار ونعد أفضل البشر ليحكموا لمصلحة الجميع، هذه هي مشكلتنا الحقيقية في السياسة. ولكن وراء هذه المشاكل السياسية تكمن طبيعة البشر. ولنفهم السياسة يجب علينا، لسوء الحظ، ان نفهم علم النفس. وكلما زاد أفلاطون تفكيراً في هذا كلما زاد في فزعة ودهشته. وهو يصف تصوره للدولة التي يريد أن يقدمها لنا فيقول:

"دعونا نتأمل أولاً كيف تكون حياة الناس في هذه الدولة. إنهم ينتجون قمحاً وخمراً، وملابس وأحذية، ويبنون منازل مريحة لأنفسهم، يشتغلون في الصيف في صفوف مشتركة وأقدام عارية، وفي الشتاء لابسين ومنتعلين، ويعيشون على القمح والشعير، يطحنون القمح ويعجنون الدقيق، ويخبزون الفطائر وأرغفة طازجة في التنور يقدمنها على أطباق من القش والقصب، وهم متكئين على سرر من السدر أو أغصان الريحان، يأكلون ويتمتعون هم وأولادهم، ويشربون النبيذ الذي صنعوه بأيديهم. وبالطبع يستوردون بهاراً وملحاً، وزيتوناً وجبناً، وبصلاً وملفوفاً وخضاراً، من بلاد أخرى تناسب الطبخ والغلي. وتقدم لهم حلوى من التين والقرع الرومي وحب الآس والجوز والكستناء التي يشوونها على النار. تغطي رؤوسهم أكاليل الزهور، ولا تفتر شفاههم عن حمد الله وشكره"

هذا الدولة المشاعية أو الشيوعية دفعت أفلاطون ليتساءل: لماذا لم تتحقق هذه الجنة البسيطة في حياة البشر وتبرز في خريطة العالم؟ لو ذهبنا مع أفلاطون أبعد من ذلك لوجدنا أن المسألة أعقد. هل يميل البشر بطبعهم إلى الاقتناء والمنافسة والغيرة؟ هل هو صراع البقاء الذي حملوه معهم من فترة توحشهم وعيشهم في الكهوف والغابات؟ الأمر أبعد من هذه الرؤية أيضاً، لأن المجتمعات البدائية تنافست فيما بينها وقامت الحروب على موارد الأرض واقتسامها. وهذا ديدن البشرية حتى يومنا هذا، لم تتغير الصورة كثيراً يا أفلاطون. وهذا الأمر يبرز اليوم بروزاً واضحاً ويُعتبر من أكبر تحديات الفلسفة المعاصرة، ونحن ننتظر منها-أي الفلسفة- أن تُجيب عن السؤال الذي ينغص عيش البشر في عصرنا الحديث بين من يملك ومن لا يملك. ويكون كان كارل ماركس محقاً في تسميته هذه الظاهرة البشرية المقلقة "الصراع الطبقي" لأنه لم يجد سبباً آخر لهذا التملك المجنون للثروة، والتي من المفترض أن تكون مشتركة بين البشر على هذه الأرض، لتسهيل حياتهم في عيش آمن في ظل حكومات حكيمة تُدير أمورهم. ما العمل يا أفلاطون إن وصل الأوباش إلى حكم الدول؟



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيروسات
- جريدة الكلب
- هل أنت ممن يحبون قراءة الروايات؟
- الخشن اليد والناعم اليد
- الصورة والمرأة وشوارب ستالين
- المستطرف السياسي في كتاب الفلسطيني عارف حجاوي
- الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع
- بقايا كلام على جسر سراقب
- أبي وعبد الله بن المقفع وفلسطين
- بقايا كلام على حائط أم جورج في إدلب
- قصيدة حب سومرية
- مصحف جدي
- حوار في موسكو
- شجار في صحيفة الأخبار
- ثلاثون عاماً على كتاب الرأسمالية تجدد نفسها
- يعجبني ماركس أكثر من سواه
- من يملك الدَّين الأمريكي؟
- قرية سورية منحوتة في الصخر
- حدثنا عن العدالة يا أردَشير
- صورة الشاعر إيمي سيزار


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - لماذا يحكم الأوباش العالم يا أفلاطون؟