أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس التميمي - مقالة عن صدور كتاب -فوبيا المقدس- تأليف مصطفى العمري















المزيد.....


مقالة عن صدور كتاب -فوبيا المقدس- تأليف مصطفى العمري


فارس التميمي
كاتب

(Faris Al-timimi)


الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 11:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب "فوبيا المقدس"....
جدلية المعرفة وخصام السائد

صدر حديثا، قبل أشهر، كتاب فوبيا المقدس للكاتب المبدع مصطفى العمري، وهذا كتاب متميز بأكثر من ميزة تفتقر لها المكتبة العربية الحديثة والقديمة على حد سواء، وأنا لست هنا في معرض تعداد ميزات الكتاب، لأنه لن يوجد شيئ يغني عن قرائته،، ولا أعني القراءة السريعة حيث يمكن قرائته بأربعة أو خمسة أيام،، بل أعني قرائته بتمعن وتوقف وتساؤل وتفكير وحسابات وتدقيق.... مهمة ليست سهلة، ذلك لأن نتائجها قد تؤدي إلى إشكالات كبيرة ومفصلية لدى القارئ، وأعني طبعا القارئ المتبحر والمعني بأمور الدين من حيث صلب علاقتها بالحياة...
لقد إقتحم مصطفى العمري، الكاتب الذي يحمل جرأة أكثر مما كنت أتصوره ولسنوات، حصون وأسوار الممنوع وما قد يسمى الخطوط الحمراء بمصطلحات المتأزمين فكريا ومبدئيا وربما عقليا في عصرنا الحالي...
وبإستثناء الكتب التي علمنا من تأريخنا أنها قد أحرقت ولم نعرف الكثير عما ورد فيها، لم يسبق على حد علمي أن كتب كاتب مسلم عربي أو غير عربي كتابا بهذه الجرأة، ولم يسبقه في هذه المقدرة على وضع النقاط على الحروف في الكثير مما ألقاه من إضاءة على العديد من مفاصل تأريخ الإسلام والمسلمين، ربما بإستثناء ثلاثة كتب هي:
1- كتاب: "الشخصية المحمدية" للشاعر معروف الرصافي
2- كتاب: "من محمد الإيمان إلى محمد التأريخ" للكاتب العفيف الأخضر
3- وربما الكتاب الثالث يمكن أن نعتبره كتاب الكاتب الليبي الصادق النيهوم "إسلام ضد الإسلام".
لقد تطرق مؤلف كتاب "فوبيا المقدس" مصطفى العمري في نهاية كتابه هذا وأشار إلى الكتابين الأولين المذكورين هنا، وأعتقد أن إشارته للكتابين كانت بادرة طيبة وعلمية لإلقاء الضوء على جهود وأفكار كتاب معاصرين آخرين حول الموضوع نفسه أو إطاره العام، ولكن يبقى كتاب "فوبيا المقدس" كتابا متميزا اليوم وغدا وبعد سنوات، وأنا أعلم شخصيا أنه جهد سنوات وأن الكاتب قد بذل في سبيله الكثير، على مختلف الصعد ومنها حياته الشخصية والخطورة التي يتوقعها من يقتحم ويخوض في مثل هذه المواقع المحصنة والممنوع دخولها على العامة،، فهي منذ قرون حكرا على طبقة الكهنة وحماة المقدسات،،، لقد إقتحم أخي مصطفى هذا السور وهذا الممنوع، وهو إبن هذا التوجه والإلتزام الديني ولسنوات طويلة من عمره، ومن هنا قد جاءت إجادته في إنتقاء تلك المفاصل التي تطرق لها في هذا الكتاب الرصين الذي لابد من قرائته كما قلت من صفحته الأولى إلى الأخيرة وبتأن وهدوء وتفكير عميق،،، إنه فلم سينمائي لا يمكنك أن تغفل عن متابعته للحظة لئلا يفوتك مشهد أو حوار يقول الكثير عن فحوى ومعنى والمقصود من الفلم... نعم بإمكانك أن توقف الفلم لكي تأخذ كأسا من الشاي أو القهوة ثم تعود للمشاهدة والإستمتاع،، وحينها سيحلوا لك أن تعيد الكثير من المشاهد التي مررت عليها وشاهدتها...
الكتاب جرئ، موزون، ثقيل الحمل والمحتوى، يحمل هموم أمة على مدى أكثر من 14 قرن من الزمن العسير،، رصين المعاني والمقاصد، سلس اللغة، علمي بإمتياز في إشارته للمصادر من خلال الهوامش... كتاب يستحق أن نهنئ المكتبة العربية على إنجازه ونشره،، وأتمنى أن لا تقف الأيدي السوداء كالعادة في طريقه قبل الوصول إلى جمهور القراء الباحث عن المعلومة والفكرة الرصينة.
يلقي الكاتب الضوء على نقاط عديدة ومختلفة الجوانب والأسس التأريخية،، تحتاج كثيرا من الوقت للتوقف عند كل واحدة منها وأنا واثق أن الكاتب كان قادرا على مقابلتها بما لديه من مقدرة للتمييز بين المعقول وغير المعقول،، وقد أبدع وبرزت شجاعته وجرأته في التوقف عند هذه النقاط المختلفة ونبش حيثياتها،، التي مازالت الأمة تعبر عليها بدون إحساس بما فيها مما يستوجب إثارة العقل وثورته، وسأحاول أن أمر هنا على البعض من هذه النقاط المثيرة التي تكفي لتحريك وإحياء عقل كل من لا يرغب في قمع عقله بنفسه:
1- ص44: "الإيمانات المطلقة التي ورثناها من أهلنا بتلقين وترديد يجب تفكيكها وإعادة هيكلة البنية الأساسية في تلك المنظومة الإيمانية الهادرة."
2- ص45: "الإيمان أو التدين المطلق موت حقيقي للعقل، الإيمان المطلق سياج حائل ومانع للشك والبحث العقلي."
3- ص47: "مات العقل بكثرة اليقين و وهم الحقيقة وغياب العقل الحاذق، الشاك الناقد."
4- ص49: "الإيمان المطلق ليس تفكيرا عقليا إنما هو خضوع روحي وإستذلال عاطفي مجرد من العقل."
5- ص51: "الله السني لا يشبه الله الشيعي".... هذا عنوان لموضوع مفصل.
6- ص55: "التدين المطلق والعقل نقيضان، كلما إرتفع منسوب أحدهما قل الآخر."... "الأشخاص الذين يؤمنون بكل ما وجدوا عليه آباءهم، ميتون وإن كانوا أحياء."
7- ص111: "إذا كان النبي دائم الحديث مع جبرائيل فلماذا لم يسأله عن علاقة ماريا مع إبن عمها ليكذب الأمر أو يقره."
8- ص115: "قضية الوحي أصابها تلف فادح، تلف آت من عدم إمكانية فهم الأساس لمسألة الوحي."
9- 121: مجموعة من الأسئلة: "الذي طمئن النبي وثبت من روعه هو ورقة بن نوفل، كما تشير كتبنا فإذا كان الأمر كذلك لماذا لم يسلم ورقة؟"
10- ص124: "الذي يمعن في كتبنا الدينية وفي كيفية نزول الوحي على النبي، سيكتشف زيغا كثيرا وربما سيكتشف أن هناك كذبة كبرى لم يحبكها جيدا كتبة السير والتأريخ."
11- ص128: "كم كنت أتمنى أن لا يمتشق النبي سيفه ليقاتل الناس ويبث في قلوبهم وتجارتهم الرعب."
12- ص143: حول قتل خالد بن الوليد أكثر من 50 رجلا من بني جذيمة بعد أن رموا أسلحتهم وأستسلموا، "والسؤال المهم هل يكفي أن يقوم النبي بالتبرؤ من الفعل بينما الفاعل يتسيد منصات التتويج ويقلد مراتب التميز والظفر؟"
13- ص144: "وجه داعش القبيح ما هو إلا توأم وإستنساخ فعلي، لذلك الوجه القبيح الآخر."
14- ص150: "لم يعتن العقل الإسلامي بمناقشة قضاياه المهمة بروح الحيادية النقدية، بل وفر لبعض قضاياه التي تعادل جرائم حرب في عصرنا الحالي، حزمة من الأدلة النصية لشرعنة وثبوتية تلك الحوادث."
15- ص154: حول غزوة بني قريضة، "الوشاية التي وصلت إلى النبي لا تعتمد على أدلة واقعية، محورهذه الوشاية أن اليهود شتموا النبي، فاشتعل غضبه فقتلهم وشردهم وسبى نسائهم وأخذ أموالهم وتزوج من جميلاتهم. يعني بالمصطلح الحديث أن النبي عمل تطهيرا عرقيا باليهود، والواقع أن هذا الفعل لا يصح من نبي إطلاقا."

الكتاب من منشورات دار الفارابي ويقع في 279 صفحة من القطع المتوسط، وأعتقد أنه كان للكاتب قدرة ربما على جعله في أكثر من 400 صفحة لو أنه إختار الدخول في تفاصيل أكثر أو التطرق وتسليط الضوء على زوايا كثيرة مظلمة، عاشت الأمة معها لقرون عدة، ولكن الوضع العام للكتب والنشر ليس مفتوحا في عالمنا العربي كما يجب، ومازال عالمنا العربي في آخر قائمة القراء والباحثين، ونحن من المفروض أننا أمة "إقرأ"...
في الكتاب دعوة واضحة للتساؤل عن الكثير من ممارساتنا الدينية التي كانت والتي مازالت، وتلك التي إستجدت، وهي دعوة شجاعة لإعادة الثقة بعقلية الإنسان ومنطقية الفكر ونبذ التبعية والإنقياد الأعمى...
سوف يخرج كل قارئ بإستنتاجات مختلفة بمجرد قراءته لهذا الكتاب، ومن هنا لم أرغب في نشر الكثير مما رأيته في الكتاب لكي لا (أحرق الفلم) كما نقول في مجال الأفلام ولكي لا أمنع متعة مشاهدته على من ينوي قراءة الكتاب،، من حسن الأمور أن الكتاب متوفر في بلدان العالم الحر الذي لا يعارض حرية الرأي والكلمة على شبكة eBay ،،، والكتاب يستحق أن يكون بين يدي المهتم بشؤون الدين والتأريخ من كل النواحي...
16/4/2020



#فارس_التميمي (هاشتاغ)       Faris_Al-timimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنانو هوليوود والرياضيون يحكمون العالم
- رد على خطبة الأب المكرم ثيودورس داود
- القطيعة مع التأريخ
- المرجعية.... وشر البلية ما يضحك
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (3) الحلقة الثالثة والأخيرة
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (2) الحلقة الثانية
- محطات ما بعد الخمسين من العمر
- العراقيون، النرجسية والمبالغة في تقييم الذات
- نقاط سقطت سهوا (أو أسيئت كتابتها) من دستور لم يُقِمْ إعتبارا ...


المزيد.....




- بريتني سبيرز تقول إنها أمضت أفضل عيد ميلاد في حياتها لهذا ال ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين ...
- لماذا تجند فرنسا جماعات متطرفة بالجزائر؟
- خطوة إسرائيلية -مفاجئة- بعد توغل عسكري كبير في ريف محافظة در ...
- علويون يدعون للتهدئة بعد حرق مقام الخصيبي
- عبد المنعم أبو الفتوح.. التحقيق في قضية جديدة للمرشح الرئاسي ...
- خليجي 26.. السعودية تفوز على اليمن بثلاثة أهداف مقابل هدفين ...
- عودة 18 ألف سوري إلى بلادهم عبر الحدود الأردنية، ولبنان يتطل ...
- أقل من نصف السوريين بألمانيا لديهم عمل: فما فرص بقاء الآخرين ...
- بيربوك تقترح تعليق عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فارس التميمي - مقالة عن صدور كتاب -فوبيا المقدس- تأليف مصطفى العمري