محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق
(Mohamed Ibrahim Bassyouni)
الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 02:56
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
يعاني العالم من حالة هلع مخيفة من فيروس الكورونا، تفوق خطر الفيروس نفسه الذي أصبح حديث الساعة.
الإنفلونزا الموسمية العادية تنتشر سنويا في جميع أنحاء العالم وتؤدى إلى 3-5 مليون حالة مرض شديد وحوالى ربع إلى نصف مليون حالة وفاة، بينما أصاب فيروس كورونا المستجد أقل من 100 ألف وتسبب فى 3000 وفاة حول العالم حتى الآن. السبب الوحيد للاهتمام والذعر هو أنه فيروس مستجد.
فيروس قد يضرب دولًا في مقتل حسب طبيعة وأهمية الدولة التي يجتاحها الوباء، فخطر الكورونا الجديدة يكمن في أنه وقع في الصين تحديدا، فلم يأخذ اية وباء من قبل هذا الاهتمام العالمي في العصر الحديث.
يعود السبب في ذلك إلى أن الصين أصبحت جزءا أساسيا في الاقتصاد العالمي ومن الآلة الصناعية الحديثة، باعتبارها مسؤولة عن سدس الإنتاج العالمي، وبذلك يكون للمرض أثر كبير في الاقتصاد والتجارة العالمية، وأيضا في محركات النمو الاقتصادي الرئيسة في العالم، كالتجارة والسياحة والنفط.
ولا تقتصر أهمية الصين في إنتاجها الصناعي فقط، بل في استهلاك شعبها لمنتجات الشركات العالمية الكبرى، ناهيك عن السياح الصينيين الذين ينفقون نحو 258 مليار دولار، وهو ضعف ما ينفقه الأمريكيون، كما أنها وجهة سياحية، وقد يتعدى ذلك إلى التأثير في أسواق النفط، فالصين ثاني مستهلك للنفط الخام وأكبر مستورديه.
لقد تسبب انتشار فيروس سارس عام 2003 في خسائر للاقتصاد العالمي تقدر بنحو 50 مليار دولار، أما فيروس "ميرس"، الذي انتشر في كوريا الجنوبية عام 2015، فتسبب في تراجع حركة السياحة بنحو 41 في المائة، وفيروس "إيبولا" تسبب في خسائر لدول غرب إفريقيا، بلغت أكثر من ملياري دولار. هذا فضلا عن مرض "جنون البقر"، الذي تسبب في حظر اللحوم البريطانية لمدة عشرة أعوام.
كما أظهرت دراسة للجنة المخاطر العالمية عام 2016 أن الأمراض الوبائية ستكلف الاقتصاد العالمي أكثر من ستة تريليونات دولار خلال القرن الواحد وعشرين.
المستفيد الوحيد من هذا الوباء هي شــركات الأدويــة التــي تنتـج اللقاحـات، والمضـادات الحيويـة، والمنتجـات اللازمة لمجابهــة انتشار الأوبئة، وشركات التأميـن الصحـي والتأميـن علـى الحيـاة، التي ستتحمل تكاليــف باهظــة.
#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)
Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟