|
رأى خبير ادارى (4) :الاهداف ليست امنيات بل على الادارة تحقيقها
احمد قرة
الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 22:28
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الركيزة الادارية ؛
"فى وجود تخطيط استراتيجى متكامل ،لا تنازل على ان تحدد الاهداف فى اعلى مستوياتها،فالاهداف ليست امنيات ، والمركز الاول لا تنازل عنة "
على الرغم من التكلفة الباهظة للحياة العصرية فى عالمنا الان ، الا انها هى الاكثر تفضيلا لجميع البشر ، لذا لم يعد محور الفكر الادارى يقتصر على انة مجرد القدرة على قيادة مجموعة من الاشخاص والادوات لتحقيق اهداف معينة ، بل لقد تجاوز الامر الى القدرة على تخليص الاعمال والدول من تلك الافكار الخاطئة والمثبطة لمسيرة تلك الاعمال والدول ، باهداف ذات طبيعة خاصة ومحددة ، تجعل منها تعبيرا حقيقياعن فكرة أوافكار قوية ،تمتلك زخم الاستمرارية والتفوق لقد ظل عالمنا العربى فى المائة عام الاخيرة ، لايفرز الا عكس ما تحتاجة تلك الاوطان العربية ، فنجد العديد من رجال القانون فى كل مكان ، فى الوقت الذى لا يشعر احد ان ثمة هناك قانون ما، وايضا لدينا مئات الوعاظ، وليس لدينا دعاة مستنيرين ، ولدينا مئات من المستشارين من اصحاب النصائح فى الوقت الذى لايتوقف فية الحمقى عن الكلام ، حتى ضاعت القدوة او الفكر القادر على ابقاء شعلة التقدم والنمو ، بعدما امتلئت العقول بكل ما هو غث و لايضيف شيئا لهذة الاوطان وتلك الشخصيات التى تمثل القدوة لهذة الاوطان ، هم من يتمتعون بفكر ادارى عميق ، لدية القدرة على ان يتعامل مع وطنة ، وكانة روح عظيمة ، تحتاج الى جسد قادر على احتوائها ، وهذا الجسد هو الشعب الذى يجب اعدادة وتقوية مناعتة لحماية هذة الروح التى تمثل الوطن ، ذلك لان الروح تعمل دائما لصالج جسدها (شعبها ) ان تلك الشخصيات العبقرية التى تغير مسارات التاريخ لشعوبها ، دائما ما تكون افكارها سريعة الانجاب والتناسل تنطلق من ذواتهم وعقولهم وتفاعلاتها مع الحياة ، وهى شخصيات ليست لها مثيل ، وكأن لهم نبع وفير يستقون منة افكارهم ولايؤثر فيهم تلك الروافد الدخيلة عن اتساقاتهم وتكويناتهم الفريدة ، حنى ارائهم التى قد يندهش منها البعض ، ويعجب لها الكثيرين ، لايمر وقت طويل، حتى تبرهن انجازاتهم عن مصداقيتهم وعمق رؤيتهم وبعد نظرهم وقدرتهم على ارساء قواعد يهتدى بها الجميع بعدهم. فاذا كان الكثيرين قد يتباهون بقدرتهم على رؤية الصورة الكاملة للاعمال ،فان اصحاب الفكر الادارى هؤلاء وحدهم هم اللذين يرون ما هو بعد تلك الصورة الكاملة لذا نجدهم دائما محاربين شرسين للزمن ولتدهور الاعمال ولتبعات الدهر ،حتى وان لم يحاربهم ، كونهم يلذون دائما بالفكر الادارى كملاذا وطوق نجاة ، ونجدهم مع الحياة فى سرعتها ، وللخراب لامكان لة عندهم. ويظل الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ، هو احد ابرز الاشخاص اللذين ينتمون الى تلك الشخصيات الفريدة، فهو حين يقوم باختيار الاهداف المحددة فى التخطيط الاستراتيجى ، فانة يحددها من نفس سياج فكرة الادارى بحيث يتجاوز فيها احتمالية ضياع الفرص المتاحة حاليا ومستقبلا ، وبعيدا عن معاتبة الاقدار والظروف المناعة لتحقيق تلك الاهداف ، التى يجب ان يكون الاختيار لها فى قمة مستوياتها ، دون تنازل عن مؤشرات الجودة فى ارقى مستوى لها فى الكون وهذا هو "المركز الاول" الذى لا يرضى الشيخ محمد عنة بديلا ربما لم يعى الكثيرين اللذين اصابتهم الدهشة والعجب ، واحيانا التهكم من اصرار الشيخ محمد بن راشد على انة لاتنازل عن " المركز الاول " لدولة الامارات فى كافة المجالات التى تسعى الدولة ان تحقق من ورائها المزيد من الانجازات ، لانهم لم بدركوا ان الشيخ محمد وفكرة الادارى لم ينطلق من نفس النمط التقليدى للقيادات العربية ،التى ربما تدعو الى التغير من خلال المناشدة والرجاء الاستهلاكى المدعوم اعلاميا ، وعلى العكس من هؤلاء فقد انطلق الشيخ محمد من خلال فكر ومنهج علمى، يجعل من ذاتة نفسها هوهذا التغير المنشود وهو بذلك قد اكد على الاتساق الفكرى والنفسى لشخصيتة ، وتخلص هذا الفكر من تلك الاذدواجية الواسعة الانتشار لاصحاب السلطة، من فصلهم بين المصلحة العامة والمنفعة والاحترام، والتى غالبا ما تؤدى فى النهاية الى ضياع المصلحة والاحترام معا ، وهذا الفصل بين الاحترام المصلحة لم يكتفى بة الشيخ محمد ، بل قد دمج بينة وبين الاعمال الادارية وجعلهم كوحدة واحدة ذات بعد قيمى مرتبط بادارتة لامورفى دولة الامارات ، مما فرض منطقيتة ان يكون هو ذاتة التغير الذى لا يرضى الا "بالمركز الاول" بديلا كعنوان للتميز والتفرد ان هذة الركيزة فى الفكر الادارى للشيخ محمد بن راشد والتى تعتمد على تحديد الاهداف فى اعلى مستوياتها ، ترتبط بنمط معين وخاص من القيادة الادارية ، يعتمد على نظرية الدوافع التحفزية الذاتية ، هذا النمط الذى يؤكد على الاعتماد على العوامل الداخلية الذاتية للتحفيز، دون الخارجية ، التى حين تنتهى تضيع الرغبة فى تحقيق الاهداف ،فحين تترابط وتتكاتف ايادى ابناء الوطن الواحد ، وتلتحم فبما بينها ، فانها لاتزداد دفئا فقط ولكن تزداد قوة وارادة وتصميم على اعلى مستويات النجاح ،وتتخلص سريعا من رواسب الجهل وعوائق الهيمنة وتحقير الذات الوطنية ، فالشعوب حين تتوة عنها الاهداف والتحدى ، تفقد ارادتها ، وتصبح شعوب ذات ألسنة طويلة ، وايادى قصيرة وقاصرة على تحقيق النمو والتقدم، اما الشعوب الطامحة الى المركز الاول فانها دائما ما تحقق ذلك ، فالشعوب تكون كما تعتقد فى نفسها من اجل هذا كانت المرآة الواضحة والعاكسة للفكر الادارى للشيخ محمد بن راشد ، ليس فقط طموحة فى المركز الاول للاهداف الى يسعى لتحقيقها ، بل هى اختيارة لتلك الاهداف ، فهى بالنسبة الية ليس امنيات يداعب بها القلوب والعقول ، او يبعهم بضاعة الفقراء بالامال الزائفة ، او التفاؤل المفرط الذى بلا تكلفة جهد او مال ،مثل بيوت الرمال، بل الحقيقة الواضحة وفصل الخطاب . وهكذا فان القاعدة الفكرية الادارية التى ينطلق منها فكر الشيخ محمد بن راشد فى تحديد الاهداف المطلوب تحقيقها ، تعتمد على ان تكون الاهداف بمثابة تحدى واستفزاز للطاقات ، بالشكل الذى قد يغضب المنافسين ، ومن ثم تستطيع تلك الاهداف ان تستحوذ على كل قدرات وطاقات وامكانات الساعين لتحقيقها ، مثلما حدث ذلك فى معظم الاهداف التى قام الشيخ محمد بانجازها، على سبيل المثال ( برج خليفة ومشروع نخلة دبى ، ومئات الانجازات يطول تقديمها ) ،كما ان الاهداف لاتقاس بضخامتها وعظم تكاليفها، بل بمدى نضجها وقدرتها على الوفاء بدورها فى انجاز الاهداف المطلوبة ومرحليتها المتواءمة مع الامكانات المتاحة كما ان الشيخ محمد يرفض تماما ان يكون للصدفة دورا فى تحقيق اية اهداف ، فالصدفة لاتعرف التجهيزات والاستعدادات والتحضيرات، وبالتالى فالصدفة هى من الامور التى لايعول عليها وتجافى جدية ومنطقية الفكر الادارى المنضبط والذى يعتمد على منهجية وطريقة للتفكير العلمى ، وليس العشوائية الادارية المشتتة المعارف والمناهج ان اعظم اضافات الشيخ محمد بن راشد للفكر الادارى العالمى هو ما يطلق علية " ذكاء المسافة بين الاهداف وامكانيات تحقيقها" وهذة التقنية الشديدة الحساسية تمكن فى القيادة الادارية وقدرتها فى ان تحافظ على تحريك الاهداف باستمرار لتحافظ على جذوة اشتعالها ، دون ان ترى هذة اليد الادارية ، مما يساعد بشكل غير عادى على ان تكن المسافة بين الاهداف وتحقيقها فى الاطر الزمنية المحددة سلفا ، دون اعاقات واحباطات او سيطرة الطارىء والغير متوقع وايضا فان ذكاء المسافة هذا يحول دون الاجهاد والفتور الذى عادة ما يعترض الاعمال فى مراحلها المختلقة ، مما قد يدفع الى تثبيط الهمم وانكسار العزائم والفتور ان انطلاق الفكر الادارى للشيخ محمد وفقا للافعال والانجازات ، وليس وفقا لمفاهيم جوفاء ونظريات ادارية قد تبدو نظريات براقة فكريا ، ولكنها تفتقد جسد الانجاز . لذا كان من المنطقى انة عندما يفرغ الشيخ محمد من انتقاء الاهداف بعناية ، فانة يقوم بتصميم الشكل الادارى الملاءم لها وفق مقاسات الاهداف المختلفة ، ومن اجل هذا فان توقيعة وبصماتة على الاهداف المحققة دائما ما يكون بارزا وعاكسا لفكرة الادارى الخاص والفربد.
ان الصعوبات بصفة عامة فى العلوم الادارية ،وفى نظريات الفكر الادارى بصفة خاصة ، دائما ما يكون لها اجنحة تطير بها ،وتخلق حجرات عثرة ، ولكن للاسف لا تجد من يعالجها ويعيدها الى سدة المسار المخطط لها ، كما انها تحتاج ايضا الى قيادة واعية تقوم بتروبضها وتنصب الشباك لها لاصطيادها حتى يتم اذابتها كلملح فى هياكل الدولة ، ومؤسساتها ونفوس كل العاملين ، وهذا ما سعى الية الشيخ محمد بن راشد منذ ان كان وليا للعهد، ثم واصل المسيرة على رؤية ومنهجية واضحة تعكس ركائز فكرة الادارى
#احمد_قرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رأى خبير ادارى (3)-الشجاعه والجرأه لاعاده بناء الاعمال بعد ا
...
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (28) : بلياتشو عارية الجلالة
-
رأى خبير ادارى (2): الشباب هم القادرين على تحقيق الفاعلية وا
...
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (27) : العابر من دون شفاعة القران
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (26): احفاد البهنان لعرب سقف العتمة
-
المتصهينة (17) : بيدنا لابيد بنى صهيون
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (25) : انا وصديقى الشاعر محمود درويش
-
المتصهينة (16) : مصر هى جمهورية الضباط التى لاتعرف علم الادا
...
-
المتصهينة (15) : داء مصر الدولة المركزية والدواء الديمقراطية
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (24) : القدس لنا
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (23) : هزال همسى فى اليوم وامسى
-
سردية طفل يتلصص فى النشوة الاولى
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (21) : واللة زمان ياحذائى
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (20) : مصر وثورة البلح امهات
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (19) : هل ياتى الفرج من وجة النحس ؟
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (18) : اخى هل مازلت عربيا ؟
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (17) : الفريسة
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (16) : الفضيلة الغائبة
-
كلمة وقصيدة تطرح السؤال (15) : ذكرى استشهاد عذراء العراق
-
كلمة وقصيدة تطرج السؤال (14) : عين العوز
المزيد.....
-
إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني
...
-
-أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا
...
-
أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
-
سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي
-
الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
-
الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية
-
-إنفيديا- تكتب التاريخ.. إلى أي مدى يُمكن أن تواصل طفرتها؟
-
سعر البتكوين يتخطى 97 ألف دولار للمرة الأولى
-
بعثة صندوق النقد تختتم زيارتها لمصر لإجراء المراجعة الرابعة
...
-
اليابان.. 141 مليار دولار حزمة تمويل جديدة لتحفيز الاقتصاد
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|