رسالة الى معالي وزير الصحة العراقي

كمال الموسوي
كاتب وصحفي
(Kamal Mosawi)

الحوار المتمدن-العدد: 6538 - 2020 / 4 / 15 - 13:29
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

سيادة الوزير المحترم دون ذكر اسم معين، لانكم جميعا متشابهون الى حد كبير في السرقة وسوء الإدارة والتحزب الكتلوي والانتماء لجهات متطرفة سوى كانت داخلية او خارجية، معالي الوزير..! أتعلم قبل أيام قررنا انا وأخوتي وبعض أصدقائنا القريبين منا جداً لعمل وجبة طعام للراقدين في مستشفى ابن الخطيب تحديدًا ..! قررنا ذلك بعد ان علمنا ان المؤسسات الصحية في عموم العراق لم تكن قادرة على توفير ما يحتاج له المرضى المحجورين في المستشفيات بسبب فيروس كورونا، رغم ان عددهم لم يكن يتجاوز الألف حينها لكنها أزمة كبيرة ونقص حاد على حد قولكم واطلاعنا.
أتعلم يا معالي الوزير ان الكوادر الطبية بمختلف صنوفها لا تمتلك دروع الوقاية الكافية التي تحصنهم من انتقال هذا القاتل الخبيث..! كل شيء محسوب عليهم حتى الأنفاس التي يلتقطونها وهم يمارسون مهنتهم في حجر العزل الوقائي..
كوني صحفي له القدرة على التجوال في حظر التجوال الوقائي، التقيت بالعديد من الكوادر الطبية وكان لي حديث طويل وعميق معهم.. لو تفضلت معاليك وقرأت تفاصيل حديثه معي.. !!
المهنة معاون طبي
الواجب ردهة العزل الصحي
يقول انا اتابع حالات المرضى المصابين بوباء الكورونا ولا احد منكم يدرك حجم الخوف الذي يتملكنا ونحن نتجول بين ردهات المصابين، فبرغم الشجاعة التي نمتلكها الا ان صراع الاقتراب من حاضنة الفايروس حد الملامسة أمرا مرعب، مرعبا جدا حين ترى المصاب يحاول بألف طريقة ان يمسك بيدك باحثا عن أمل للبقاء والشفاء ، والمصيبة الاكبر حين انك تعلم ان ما ترتديه من ملابس واقية لم تكن كافية لمنع وصول هذا الفايروس لك بطريقة ما، كنت اضطر احيانا للامساك في المرضى بالأخص عند ساعة الاحتضار الشديد وكنت اشاهد بأم عيني حروف وصايهم كيف تلفظها عيونهم على شكل دموع لا تجف حتى النفس الاخير.. وكيف لميت ان يموت بين يدي غريب دون وصية..!
يقول لي هذا المعاون الطبي ما كان يقلقني حد الارتجاف هم اهلي وكل المحيطين بي كيف سالتقيهم وأنا قد أكون حاضنة لهذا المرض، أطفالي ، زوجتي، اخوتي. امي وابي، ،! كل هذا لاننا لا نمتلك البنى الحقيقية لنظام صحي يقي المريض والكادر الصحي من خطورة اي وباء او مرض محتمل، لك بدلة واقية واحدة اثناء واجبك فأن اخطأت التعامل معها فستتحمل النتيجة انت.. لا تذهب الى المرحاض ابدااا..! انتهى

معالي الوزير تخيل وان تضع " الاير دكتر" على (سترتك) الباهظة الثمن ويأتيك القرار يمنعك من مزاولة نشاطك داخل المرحاض..! ماذا ستفعل حينها؟؟
وكيف سيكون شكل التعامل مع هذه الأزمة اذا ما تفاقمت لا سامح الله..؟!
معالي الوزير اتدرك حجم القضية؟ والمصيبة حينما تقرر اللجان الصحية منع طبيبة من معانقة أطفالها بسبب النقص الحاد بمواد التعقيم والوقاية ؟ اتدرك ذلك ام ان متعة ابناء في منتجعات سويسرا وكندا حالت دون تفكيرك وهذا الشعور.؟
معالي الوزير معذرة لكنك شديد القرف سيدي

#كمال_الموسوي (هاشتاغ)       Kamal_Mosawi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل