أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ميديا بشير مصطفى - أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟














المزيد.....

أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟


ميديا بشير مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:43
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في مجرى الحديث عن الشخصية وكيفية تكوينها يقول عالم التربية واطسون بما معناه "أن الشخصية هي بالمحصلة النتاج النهائي لمجموع عاداتنا وبلا شك إن تلك العادات التي تتكون في المنزل أولاً وقبل أي شيء آخر" فهي أفعالنا وسلوكياتنا وأقوالنا التي تعلمناها وبشكل أساسي من الأهل داخل الأسرة.
إذاً، فهل نحن مدركين لأهمية دور الوالدين في التنشئة؟
لعلي سوف اطرح فكرة اعتقد أنها معروفة ولكنها غاية في الأهمية, وهي, إن تصرفات الأطفال مصدرها الأساسي ما يتلقوه وما يتعلموه من الوالدين فإما أن يحسن الوالدين التصرف وذلك يشكل مصدر قوة وطمأنينة لأطفالهم , وأما أن يخطئ الوالدين فيكون ذلك مصدر القلق الأساسي في تنشئة الأطفال. وإننا إذا أمعنا النظر قليلا نجد إن هناك مجموعة من التصرفات تندرج ضمن قائمة السلوكيات الخاطئة في تربية الأطفال وتنشئتهم ولعلي أجد إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة أحدى اخطر هذه السلوكيات الخاطئة للأبوين. فعندما يميل احد الوالدين أو كليهما ميلا شديداً إلى احد أبنائهم ويعاملونه بحب واحترام ودلال ويقدمون له أجمل الألعاب وكل ما يطلب دون أخوته فإنهم بذلك يخلقون في نفسه بذور الأنانية وحب النفس والانكفاء على الذات . إن هذه السلوكيات هي بالمحصلة عوامل ضعف في تكوين الشخصية، فهي التي تجعل منه اتكالياً وضعيف المبادرة ويسعى دائماً من يلبي له متطلباته ورغباته دون أن تكون له الإمكانية الكافية للمبادرة والتصرف السليم والمنطقي.
أما إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر من المسألة وهو تأثير تلك السلوكيات على أخوته فأننا نصل إلى نتائج غير مرغوبة ومؤسفة ليس اقلها الشعور بالغبن وعدم الاهتمام وظهور مشاعر العداء والكراهية لديهم والناتج اصلاً بسبب شعورهم بالتهميش. من ناحية أخرى عندما يكون احد الأطفال بعيد عن اهتمام والديه عكس أخوته الآخرين نجد سرعان ما يتكون لديه مشاعر سلبية وإحساسه بأنه منبوذ وغير مقبول وغريب ضمن العائلة، مما يؤدي إلى خلق جو من المشاكل والخلافات بين الإخوة. إن ذلك يعود بالأساس إلى ذلك التطرف في المعاملة من قبل والديه، فعلى سبيل المثال عند ارتكابه خطأ ما بقصد أو دون قصد فان الأم أو الأب يلجآن إلى معاقبته بشكل قاسي، كإحساسه بأنه طفل عاق ولا فائدة منه. ففي هذه الحالة يكره المنزل ووالديه بالدرجة الأولى ويسعى للوصول إلى الحب والطمأنينة خارج المنزل وان لذلك تأثير سلبي في تكوين شخصيته، فالحرمان من عطف وحنان الوالدين لا يمكن تعويضه بأي شيء آخر لأنه دائماً يشعر بالنقص والحرمان. ولعل من السلبيات التي يمكن أن ترافق شخصيته تقبله الشديد لارتكاب الأعمال العدوانية تجاه الآخرين أو انزوائه الشديد والسلبي على نفسه مما يجعله سهل المنال لأغلب حالات الاستغلال البشع من قبل البعض كأسياد الجريمة المنظمة أو مروجي الأعمال الإرهابية البشعة والدنيئة وأنا هنا لا أضع اللوم والعتب على الأطفال بل أضع كل الحق على الوالدين لأنهم سبب هذه المشكلة. في حقيقة الأمر إن التمييز في المعاملة بين الأطفال ضمن الأسرة الواحدة مشكلة كبيرة لها آثار ونتائج سلبية كما ذكرنا ، وهي تبدأ عند الآباء وتمتد لتلقي بظلالها القاتمة على حياة الطفل والأسرة والمجتمع. من هنا تأتي أهمية أن يكون الوالدين مدركين دورهم التربوي السليم من حيث عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء وان يكونوا شديدي الانتباه إلى تصرفاتهم ، إذ يجب دائماً أن نحسسهم بالحب والحنان والطمأنينة وبذل الجهد لتعديل ظروفهم داخل المنزل وخارجه ، فالطفل بحاجة للانتماء إلى العائلة ومن ثم إلى الجماعة , وهكذا عندما يشعر الطفل بأنه مقبول في مجتمعه وبين أقرانه لاشك انه سيصبح في المستقبل شخصاً متوازناً ونافعاً لذاته ولعائلته ولمجتمعه ويكون مساهماً فعالاً كأي فرد صالح.



#ميديا_بشير_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ميديا بشير مصطفى - أطفالنا والتمييز في المعاملة.. هل ندرك مخاطره؟