|
هل خسرنا الحرب؟
باسم محمد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 12:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم نخسر الحرب - - - - - ولكن سقطت عن وجوههم الأقنعة*. عندما كان المتظاهرون والمعتصمون يتعرضون لأعمال عنف في مختلف ساحات الاحتجاج في عراقنا المبتلى، كانت تنسب هذه الأفعال لطرف ثالث، واليوم تحديداً وبشكلٍ رسمي اتضح من هو الطرف الثالث. استقال القاتل عادل عبدالمهدي في 29/11/2019 نتيجة لضغط التظاهرات والاعتصامات المطلبية بتغيير الأحوال المزرية التي يمر بها الوطن، وتم تكليفه مباشرة بإدارة الأمور اليومية للدولة لحين تكليف شخص آخر لرئاسة مجلس الوزراء، واستمر الرجل بعمله مع وزرائه ومعاونيه لغاية اليوم. بعدها تم تكليف المهندس محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزارة الجديدة وكان مرفوضاً من قبل المنتفضين، بينما رشحته بعض الكتل السياسية ووقفت كتل اخرى ضد تكليفه بل ونجحت بأن تجبره على الاعتذار عن ذلك التكليف. وعاد الى سكنهِ في بيروت غير مأسوف عليه. ثم ظهر اسم مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات والإعلامي السابق، والرجل لم يقبل التكليف أساساً لأنه لم يكن يحظى بالأغلبية (الشيعية) لا بل دارت عليه الدوائر والاتهامات كونه أميركي التوجه (حسب ادعائهم)، كما اتُهِمَ بالضلوع في قتل المهندس وسليماني، ولهذه الأسباب وغيرها رفضته بشدة أغلب الجهات المتنفذة وأصحاب القرار. جاء بعد ذلك دور عدنان الزرفي محافظ النجف السابق والنائب الحالي والمؤيد للتظاهرات منذ بداية انطلاقها في اكتوبر من العام المنصرم، ولم تقبل به جهات عديدة من الكتل المتنفذة ولأسباب متعددة منها ما ذكره زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم بأن ترشيحه لم يكن دستورياً! في الوقت الذي جاء رقم المادة الدستورية في مرسوم التكليف (البند خامساً من المادة 76)، وأسباب أخرى معروفة. بعض المتابعين يقول أن الرفض لم يكن لشخص الزرفي بل لأن ترشيحه وتكليفه كان من قِبل رئيس الجمهورية وهو (سني،كردي)، بينما سياسيي (الشيعة) يريدون حصر هذا الأمر بيدهم فقط.! والبعض الآخر أشكل على برنامجه الوزاري الذي ربما يمكنه من تنفيذ ما تبتغيه ساحات التظاهر وهي حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد والإعداد لانتخابات مبكرة ونزيهة وبإشراف الأمم المتحدة الأمر الذي سيُفقِد المتنفذين الحاليين الخصوصية المتمتعين بها والثراء الفاحش. تدخل الجانب الإيراني وكالعادة بغية حلّ الاستعصاء وتقريب وجهات النظر والمواقف المتباينة بين الأخوة الأعداء، فقد زار العراق واجتمع بهم كل من شمخاني وقاآني بديل سليماني ويبدو أن البديل أمرهم بقبول الكاظمي وفعلاً تم ذلك. تم ترشيحه من قبل أغلب سياسيي الشيعة وبعدها كلف رسمياً الرجل المرفوض سابقاً وفي حفل لم يحظَ به سابقيه حيث حضره أغلب قادة الكتل المتنفذة أو من ينوب عنهم من الخط الأول (يقال بطلب من الكاظمي) ورئيس البرلمان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الاتخادية وتم عزف النشيد الوطني ثم وقف برهم صالح رئيس الجمهورية ليلقي خطبةً بأسلوبه التربوي الأكاديمي وصوته ذو البحة الجميلة، حيث بدأ حديثه بتوجيه التحية لأصحاب الأردية والقلوب البيضاء من خط الصد الأول المواجِه لوباء كورونا، ثم استذكر ما جرى في يوم 9/4 في الأعوام الماضية حيث استشهد محمد باقر الصدر واجتياح القوات الأميركية لبغداد عام 2003 ومعارك الأنفال وغيرها. ثم انتقد وللمرة الأولى (كما أعتقد) القصور السياسي ونهج الحكم وفق مبدأ المحاصصة المقيت والإرهاب الذي استنزف أرواح وخيرات العراقيين بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر كما تطرق للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي ومنع العراقيين من التمتع بخيرات وطنهم، وانتقد الرجل أيضاً عدم اكتمال أساسيات قانون الانتخابات الجديد. بعدها امتدح صديقه المكلف الكاظمي وأشادَ بتوافق القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية على تكليفه، بينما تناسى كلياً المتظاهرين وتضحياتهم والشهداء والجرحى والمختطفين والمعتقلين والمهجرين. أساساً نتمنى للوطن عبور أزمة الفيروس الحالية وبقية الأزمات الأخرى المتراكمة منذ عقود على يد المكلف الجديد أو أي شخصٍ آخر. ولكن هل ننسى انتفاضتنا وتضحياتنا في سبيل التحرر من تسلط حكامنا الحاليين ولَعبِهم بمقدراتنا وسرقة خيراتنا ومحاولاتنا لوضع الوطن على الطريق الصحيح؟ ثم هل سيشكل الكاظمي وزارته كما يشتهي المتنفذون الذين رشحوه للقيادة؟ وهل سيكون الرجل قادراً على تمرير تشكيلة وزارية من الكفاءات والخبرات دون اعتراض الفاسدين الذين اعترضوا على سابقيه؟ ثم هل يستطيع تنفيذ برنامجه والفقرات التي طالبنا بها في انتفاضة اكتوبر المجيدة؟، اعتقد ستكون الأيام والأسابيع القادمة حبلى بالاحداث، ولننتظر كي نحكم على نجاح أو فشل ثورتنا السلمية. *محمد مفتاح الفيتوري / بعد نكسة 1967
#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعامل مع الجائحة وافتراء البعض
-
الصين والولايات المتحدة والاتفاقية الجديدة
-
المطاولة
-
تمخض الجبل فولد فأراً (3)
-
تمخض الجبل فولد فأراً (2)
-
تمخض الجبل فولد فأراً (1)
-
تطور الصين وتأثيره على العراق والمنطقة
-
(دار السيد مو مامونة)
-
العملاق الصيني يعبد الطريق لدخول البصرة
-
لماذا نجحت التجربة الصينية
-
يد بيد من أجل عالم افضل
-
معرض الاستيراد الأول
-
هاينان ذاهبة للمستقبل سريعاً
-
من الرابح
-
مشكلتا البصرة الرئيسيتان
-
من سيقود العراق
-
اتجهوا الى الصين
-
فرصة العبادي الماسية
-
البرلمان الجديد
-
زيارتي الى الصين 3 - 4 متحف المؤتمر الأول
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|